«الخط العربي في نصرة النبي».. معرض يحوي لوحات «ناطقة»

بدأ في السعودية ويطوف منطقة الخليج ليصل إلى دول العالم

TT

حرف عربي حاد النهايات وصوت ينطق بآيات القرآن الكريم، سلاحين جديدين سخرهما خطاط دولي بهدف الرد على المسيئين للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في أميركا بإخراج الفيلم، وفرنسا بنشر رسوم كاريكاتيرية كانت سببا في إثارة حفيظة المسلمين في كل الدول.

هذان السلاحان استخدمهما عبد الله عبد الرزاق الصانع، خطاط الكلمة الملكية السامية وسجل التشريفات سابقا والعضو الاستشاري للتجمع العالمي لخطاطي المصحف الشريف في السعودية، وذلك ضمن معرض يحمل اسم «الخط العربي في نصرة النبي»، بعد أن أطلق معرضه الأول قبل 4 سنوات للدفاع أيضا عن الرسول الكريم باسم «رسول الرحمة والإنسانية وفضائله في المدينة المنورة» الذي كان بمثابة رد على نشر رسوم مسيئة للنبي في الدنمارك.

المعرض الذي بدأ جولته في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي خلال هذه الفترة، سينتقل الفترة المقبلة إلى بقية دول العالم الأخرى وذلك بإشراف رباطة العالم الإسلامي، فضلا عن تواصل الخطاط الدولي مع عدد من وزراء بعض الدول للاتفاق على إقامته لديهم.

ويقول الصانع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا في الرد على بعض من أساءوا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، من خلال رسومهم المسيئة له في الدنمارك قبل سنوات، وذلك بخط وزخرفة 20 لوحة تمثل معجزات النبي، صلى الله عليه وسلم، بالأحاديث الشريفة من الصحيحين، إلى جانب الآيات التي تمجده وتكنيه بأسماء اختارها الله له»، لافتا إلى أن ذلك الرد كان بمثابة نصرة للنبي محمد، عليه الصلاة والسلام، في أوروبا.

وأفاد عبد الله عبد الرزاق بأن إخراج الفيلم المسيء للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ونشر رسوم مسيئة له مؤخرا دفع به إلى الرد من خلال الحرف العربي باعتباره ليس حرفا عاديا كونه حاد النهايات، عدا عن قدسيته، خصوصا أنه يسطر آيات القرآن الكريم، مشيرا إلى أنه خلال المعرض الثاني تمت مضاعفة أعداد اللوحات المعروضة التي لن يتم بيعها أو المتاجرة بها.

وأضاف الصانع «سيصبح معرضنا الثاني سيفا ذا حدين، الأول موهبة الخط العربي بتركيبات حروفه المتناسقة وزخارفه الجميلة في عرض الآية أو الحديث، إلى جانب أنه سيتم تقديم تلاوة بصوتي وفق ما تعلمته من قواعد التجويد على أيدي كبار القراء لكل آية معروضة، وذلك عبر سماعات تتدلى أمام كل لوحة ليكون أول معرض يحوي جانبا صوتيا».

وأكد عبد الله الصانع أن ذلك يهدف إلى إيصال رسائل صوتية لكل زائر في دول الغرب مضمونها أن من رد على الإساءة للنبي الكريم هو إنسان مسلم لا يملك إلا حرفا حاد النهايات وصوتا ينطق بالآيات الربانية التي تتجلى لها الأبصار وتخشع منها القلوب وتتصدق لها الجبال.

وبين الخطاط الدولي أن هذا المعرض من شأنه أن يمثل ردا وصفه بـ«المجلجل» كونه معتمدا على التسامح المصحوب بالحجة والإقناع وليس بالإساءة، وذلك وفق ما أمر به الدين الإسلامي في الآية الكريمة «وجادلهم بالتي هي أحسن».

وأوضح الصانع أن هذا المعرض يتماشى مع التوجهات الإسلامية وتوجيهات وتوصيات واهتمامات خادم الحرمين الشريفين لفناني المملكة في الخارج ليكونوا سفراء بلدهم إلى دول العالم بفنهم وثقافتهم وعقيدتهم ودعوتهم للسلام، عدا عن تشجيع الأمير عبد العزيز بن ماجد، أمير منطقة المدينة المنورة الذي انطلق منها المعرض الأول.

وزاد «تتضمن أهداف المعرض جوانب دينية عامة كدعوة جميع المسلمين وغيرهم في شتى بقاع العالم وإبراز عظمة الإسلام ممثلة بالنبي محمد، عليه الصلاة والسلام، والآيات القرآنية، مع التركيز على سماحة الدين الإسلامي، إلى جانب الأهداف الفنية المتمثلة في إظهار الروح التراثية من خلال الخطوط والزخارف الإسلامية».

وذكر الصانع أن المعرض يهدف أيضا إلى التعريف والرد المقنع المسالم باعتباره يعتمد على طريقة سلمية سمحة ورد هادئ، فضلا عن الأهداف الاجتماعية الحضارية المتعلقة بالتواصل مع الآخرين المعتدلين في الغرب، والتركيز على إنسانية المسلم وسماحة موروثاته وإسهاماته في تأسيس تاريخ الحضارة البشرية ونبذ الإرهاب، مضيفا «تمت ترجمة الآيات والأحاديث المعروضة إلى اللغة الإنجليزية ليفهمها الجميع».

الجدير بالذكر، أن اللوحات التي يشهدها معرض «الخط العربي في نصرة النبي» تم إخراجها بشكل موحد يشبه الفم المنفرج بين شفتين عليا وسفلى وكأنه يكلم المشاهد ويروي له ما أتى به النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، من معجزات وفضائل كثيرة اختص بها دون غيره.