افتتاح مؤتمر اللجنة العالمية للغابات في روما

دا سيلفا المدير العام لـ«فاو»: 350 مليونا يعتمدون على الغابات في حياتهم

أدت الزيادة المطردة في عدد السكان إلى إزالة مساحات كبيرة من الغابات وهو الأمر الذي كانت له تأثيرات سلبية على التغيرات المناخية (أ.ف.ب)
TT

أكد جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لـ«فاو»، لدى افتتاح أعمال اللجنة العالمية للغابات على الأهمية البالغة لغابات العالم ومواردها في ضمان التنمية المستدامة. وأشار المدير العام لـ«فاو» إلى أن الغابات احتلت موقعا بارزا كقضية متعددة الأبعاد ومتداخلة في مباحثات مؤتمر «ريو +20» الذي عقد في يونيو (حزيران) الماضي.

وأضاف دا سيلفا أن تقرير المنظمة الرئيسي للعام الحالي «حالة الغابات في العالم» كرِّس وفق ذلك، لدور الغابات في التنمية المستدامة.

وأوضح أن الغابات، التي تغطي 31 في المائة على الأقل من رقعة الكوكب، تؤدي دورا أساسيا في الاقتصاديات العالمية والوطنية، وتحتل موقعا رئيسيا في الاختصاصات المكلفة بها المنظمة «فاو» لاحتواء الجوع وسوء التغذية والفقر المدقع.

وشدد على أن نجاح عمل المنظمة «فاو» في النهوض بحياة السكان الذين تعمل من أجلهم سيتوقف إلى حد بعيد على «الموازنة بين استخدام الموارد الطبيعية وصونها»، مضيفا أن «ذلك يتضمّن الغابات، ذات الدور البالغ الأهمية في إطار العوامل البيئية مثل امتصاص الكربون، والحفاظ على جودة التربة والمياه، وحفظ التنوّع الحيوي».

والجدير بالذكر أن نحو 350 مليونا من سكان العالم الأفقر، بما في ذلك 60 مليون شخص من الشعوب الأصلية، يعتمدون على الغابات لعيشهم اليومي وبقائهم على قيد الحياة.

لكن الكثير من البلدان تشهد «تدهور غاباتها وإزالة الغطاء الحرجي، إلى جانب ممارسات زراعية غير صالحة تتمخض عن خسائر خطيرة في التربة كلّ عام» طبقا لما قاله دا سيلفا.

وأوضح أن «صون تربتنا ضروري للحياة على ظهر الكوكب، ومع ذلك فإن السياق الحثيث للتصحر لم يأسر الانتباه بقدر ما يستحق».

وذكر أن الزراعة والممارسات الحرجية المستدامة قادرة على أن تعكس اتجاه تدهور التربة وتساعد في مكافحة التصحر، مشيرا إلى أن «المتعيّن علينا التأكّد من أن حماية التربة والمعركة ضدّ التصحر مدرجة في صدارة جدول الأعمال الدولي».

وأضاف «لا بد من العمل سويا بالاشتراك مع الحكومات، والمجتمع المدني، والقطاع الخاصّ لتحقيق الحد الأقصى من الدور الذي يمكن أن تؤديه الغابات والمناطق الشجرية في ضمان الأمن الغذائي مستقبلا». وقال إن «ذلك يتطلب جهدا جماعيا، مع جميع الشركاء، في إطار منظومة الأمم المتحدة وما وراءها، بغية إدارة غابات العالم على نحو مستدام».

وفي بيانه تطرّق المدير العام للمنظمة أيضا إلى إمكانية تأمين رصد أكثر نظامية لموارد الغابات والغطاء الحرجي، كفكرة طرحت للنقاش مع الوزراء المشاركين في الجلسة الافتتاحية للجنة الغابات، لدى المنظمة.

ومن ناحية أخرى ذكر وزير الغابات والبيئة لدى بنغلاديش محمد حسن محمود، بصفته المتحدث الرئيسي أن بلاده شرعت في مخطط واسع النطاق للتحريج والتشجير، والمنشود بحلول عام 2021 أن تتمكن من توسعة رقعة الغطاء الحرجي بنسبة 20 في المائة ولا سيما في المناطق الساحلية.

بينما أوضحت إزابيلا تيكسييرا، وزير البرازيل للبيئة، أن الاقتصاد المتطور المستند إلى موارد الغابات لا يمكن إلا أن يشكل أولوية في البرازيل إذ تملك أضخم رقعة استوائية في العالم من الغابات تغطّي 60 في المائة من أراضيها الكلية. وذكر أن جهود التصدي لإزالة الغابات في البلاد بدأت تغل نتائج إيجابية وساعدت الأنشطة الجارية على خفض إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية المعرَّفة قانونيا من قبل السلطات بنحو 77 في المائة في غضون الفترة بين 2004 و2011.

وأضافت أن «شراكات القطاع الخاص تمثل دعامة للسياسات الجديدة المطبقة في البرازيل لإدارة 300 مليون هكتار من رقعتها الحرجية»، وأن «المجتمع الدولي اتفق في غضون مؤتمر ريو+20 على أن تحديات التنمية ينبغي التعامل معها في إطار معايير الاستدامة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية». وعلى صعيد آخر ووقّع كل من دا سيلفا، وبيتر ويليام مولدر، نائب الوزير في جنوب أفريقيا لشؤون الزراعة والغابات والمياه، اتفاقية تعاون تسمح للمنظمة «فاو» وجنوب أفريقيا بالشروع في الإعداد لمؤتمر الغابات العالمي الرابع العشر المقرر أن يعقد في سبتمبر (أيلول) 2015 بمدينة ديربان. وصرح وزير جنوب أفريقيا قائلا «نتوقع أن يطرح المؤتمر في عام 2015 فرصة على المجتمع الدولي المعني بالغابات لرفع مستويات الوعي بالقضايا الرئيسية التي يواجهها القطاع وتحليل متطلباته. ويا حبّذا إن نجحنا في استشراف سبل مستجدة للتعامل مع التدابير التقنية والعملية وإجراءات السياسات في إطار ما يحتاجه قطاع الغابات العالمي».