إطلاق بالونات من قمة جبل «توبقال» لإخراج مرض ألزهايمر من خانة النسيان

أكثر من 100 شخص شاركوا في تظاهرة «توبقال زهايمر» في مراكش

جانب من المشاركين في عملية «توبقال زهايمر» على قمة جبل «توبقال» («الشرق الأوسط»)
TT

في مبادرة تهدف إلى توعية الناس بالإجهاد الجسدي والنفسي الذي يعيشه مرضى ألزهايمر، شارك أكثر من مائة شخص، من المغرب وفرنسا وكندا، بينهم مساعدون أسريون لمرضى ألزهايمر ومختصون في المجال الطبي وفنانون، في عملية «توبقال زهايمر» التي نظمتها «الجمعية المغربية للزهايمر والأمراض المرتبطة به» بدعم من الجمعية الدولية لمرض ألزهايمر، توجت بإطلاق بالونات تحمل رسائل من توقيع مرضى ألزهايمر أو مساعديهم من أعلى نقطة في شمال أفريقيا، أملا في «إخراج مرض ألزهايمر من خانة النسيان» وكخطوة أولى لإنشاء أول مركز للاستقبال لمرضى ألزهايمر في المغرب.

وعرفت الدورة الأولى من عملية «توبقال زهايمر»، التي جمعت بين المغامرة الرياضية والصراع ضد مرض ألزهايمر، مشاركة الكاتبة الفرنسية فابيين بييل، التي أصيبت بمرض ألزهايمر في سن السابعة والثلاثين، ومريم بورجة، أول امرأة مغربية تخوض تحدي «القمم السبع» إلى جانب متطوعين من داخل المغرب وخارجه. وتوزع برنامج عملية «توبقال زهايمر»، التي تزامنت مع تخليد اليوم العالمي لمرض ألزهايمر، على مدى يومين، تبادل خلالهما المشاركون خبراتهم في التعامل مع المرضى، كما أحس المتطوعون بجزء من التعب الذي يحسه المساعد الأسري، الذي يجد نفسه مهتما بالمريض دون أن يخضع لتدريب في هذا المجال.

وتأسست «الجمعية المغربية للزهايمر والأمراض المرتبطة به» بعد تعارف مساعدين أسريين على إحدى المدونات الإلكترونية، سمحت لهم بالمقارنة بين العناية التي يحظى بها مريض ألزهايمر في البلدان المتقدمة، ووضعية المرضى في المغرب. وجعلت الجمعية المساعدين الأسريين محط اهتمامها، لمساعدتهم على التعامل مع مرضاهم بطرق تحفزهم على مقاومة المرض.

ولتبادل التجارب وخلق متنفس للمرضى وعائلاتهم، تقوم الجمعية، التي أسست قبل سنتين، بتنظيم أنشطة تهدف إلى توعية المجتمع المغربي بطبيعة المرض: أعراضه وطرق التعايش معه، مع توعية الناس بضرورة التلاحم من أجل التصدي لألزهايمر والأمراض المرتبطة به، وذلك من خلال أنشطة ترفيهية ولقاءات تواصلية، مع الحرص على تكوين المساعدين من خلال ندوات يشرف عليها اختصاصيون في الأمراض العصبية.

ويبلغ عدد المصابين بألزهايمر والأمراض المرتبطة به، في العالم، حسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، قرابة 37 مليون شخص. ويتوقع أن تتضاعف هذه النسبة عام 2030. ويؤثر ألزهايمر على الذاكرة في مراحل أولى، قبل أن يؤدي موت الخلايا العصبية إلى خلل في وظائف الدماغ، مثل القدرة على الكلام والحركة، مما يفقد المريض القدرة على الاعتماد على نفسه، حتى في أبسط متطلبات الحياة اليومية. ويمثل انعدام التشخيص إحدى المشكلات الرئيسية المطروحة. وحتى في البلدان المتقدمة لا يتم الكشف سوى عن خمس إلى نصف حالات الإصابة بألزهايمر أو الأمراض المرتبطة به. وحتى عندما تشخص الحالة فإن ذلك يتم في مرحلة متقدمة نسبيا من مراحل تطور المرض. ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى وجود نقص عام في المعلومات حول ألزهايمر في عدة بلدان، كما هو الحال في المغرب، حيث يرتبط مصطلح «زهايمر» بالسخرية من شخص كثير النسيان، بل يدخله البعض في خانة التابوهات، مما يتسبب في عزل المصاب ومحيطه عن المجتمع. يشار إلى أن قمة «جبل توبقال»، تحولت في السنوات الأخيرة إلى وسيلة للترويج والتضامن مع عدد من القضايا الإنسانية، آخرها تنظيم مجموعة من الشباب المغربي، خلال شهر مايو (أيار) الأخير، رحلة إلى جبل «توبقال»، تحت شعار «جسد واحد»، تضامنا مع الشعبين السوري والفلسطيني، توجت برفعهم علمي سوريا وفلسطين على قمته. وتعتبر قمة جبل «توبقال»، الذي يقع على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة مراكش، ويبلغ ارتفاعه 4165 مترا، الأعلى في شمال أفريقيا والعالم العربي، والثانية في أفريقيا، بعد قمة جبل «كليمنغارو»، في تنزانيا، التي يبلغ ارتفاعها 5895 مترا.