ديفيد كاميرون يفشل في امتحان «المواطنة»

مقابلته مع الأميركي ليترمان عكست ضعف معلوماته التاريخية

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أثناء ظهوره في برنامج ديفيد ليترمان (رويترز)
TT

في الآونة الأخيرة غيرت بريطانيا قوانين التجنس، وبدأت تشترط على من يتقدم له بعد استيفاء جميع شروطه القانونية، مثل فترة العمل والإقامة في البلد، اجتياز فحص «المواطنة»؛ وفيه يجيب الشخص عن أسئلة تبين مدى انخراطه في المجتمع البريطاني ومعرفته بقوانين البلد وتاريخها ونظامها السياسي والحقوق الديمقراطية. ويقال دائما إن الامتحان صعب جدا ومعظم البريطانيين سيرسبون لو تقدموا له، ولهذا فكيف يمكن للأجانب اجتيازه.

وأمس جاءت أجوبة رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون خلال مقابلة مع مقدم البرامج التلفزيونية الأميركي ديفيد ليترمان على قناة «سي بي إس» لتثبت هذه النظرية. ولم يتمكن كاميرون، خريج كلية إيتون الشهيرة وجامعة أكسفورد، من الإجابة عن أهم هذه الأسئلة، الذي يخص وثيقة «ماغنا كارتا» عقد الإعلان عن الحقوق المدنية.

الإعلام البريطاني تناول الموضوع بكل جدية وبين أن رئيس الوزراء فشل في الامتحان. وتهكم البعض قائلين إن موظفي سلطات المطار سيمنعونه من دخول البلاد لأنه فشل في الإجابة عن بعض الأسئلة، ولهذا لا يستحق المواطنة، التي يطالب الآخرين بأن يحصلوا عليها بجدارة.

ديفيد ليترمان يستضيف العديد من المشاهير والسياسيين، واستقبل من قبل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق وعمدة لندن بوريس جونسون، وأبلى الاثنان بلاء حسنا. إلا أن كاميرون لا يتمتع بشهرة أي منهما، خصوصا أن معظم الأميركيين لم يسمعوا به ويعتقدون أن بريطانيا ما زالت تحكم من قبل مارغريت ثاتشر أو توني بلير.

وقال بعض الصحف إنه كان على مستشاري كاميرون أن ينصحوه بأن لا يظهر في برنامج «ليت شو» لديفيد ليترمان.. لكن هذا ما حصل. وبدأ ليترمان بتوجيه الأسئلة قائلا لكاميرون على مسمع من مستشاريه في الغرفة المجاورة: «هل لي أن أوجه لك بعض الأسئلة الأميركية السخيفة»، ورد كاميرون: «إنك تمتحنني». وقالت صحيفة «إندبندنت» إنه عرف الإجابة عن هذا السؤال.

وقال ليترمان: من لحّن «روول بريطانيا» النشيد البريطاني؟ ورد كاميرون قائلا «إدغار». لكن الصحيح هو توماس ارن. لكن المحرج هو عندما سأله ليترمان عن وثيقة «ماغنا كارتا» ولم يتمكن كاميرون الذي درس التاريخ في الجامعة من أن يعرف الكثير عنها.

وعلقت إحدى الصحف قائلة إن مسرحية «طلاب التاريخ» البريطانية التي تقدم في «برود ووي» أبلى الطلاب خلالها بلاء حسنا في دروس التاريخ وكانوا أفضل من رئيس الوزراء الذي درس التاريخ في جامعة أكسفورد.

وقال كاميرون إنها وقعت عام 1215 في جزيرة في نهر التيمس، وفي الحقيقة أنها وقعت في منطقة «رنيميد» وهي ليست جزيرة، كما أنه لا يعرف أين يحتفظ بها، وماذا تعني بالإنجليزية على الرغم من أنه درس اللاتينية في إيتون.. وتعني «الوثيقة العظمى» أو «العقد الكبير».

وعلقت بعض الصحف قائلة إن جونسون الذي ظهر في البرنامج نفسه ويقال إنه بدأ يزاحم كاميرون على زعامة الحزب، سيجد ضالته في هذه المقابلة التي جاءت قبل أسبوعين من مؤتمر حزب المحافظين السنوي.

وبعد الضجة الإعلامية التي سببتها المقابلة، صرح ديفيد كاميرون أمس واعدا بأن يعمل على تقوية معلوماته ومراجعة بعض الحقائق التاريخية.