«فوتوبيا».. ملتقى يجمع محبي التصوير الفوتوغرافي في القاهرة

يتضمن غاليري وورشات عمل واستوديو ويقيم أنشطة فنية متنوعة

الصور تزين جدران ملتقى «فوتوبيا» للتصوير بالقاهرة بينما تبدو الأناقة والهدوء سمتين أساسيتين للمكان
TT

تجربة جديدة لفتت إليها الأنظار بقوة يخوضها ملتقى «فوتوبيا» بمنطقة هليوبوليس بمصر الجديدة، فهو أول مكان بالمنطقة، وربما في القاهرة، يعنى بكل ما يخص فن التصوير الفوتوغرافي والمصورين ويجمع الهواة والمحترفين من كل المستويات والأعمار في أنشطة وفعاليات مختلفة. المكان الأنيق الذي يعتمد على ديكورات بسيطة وتزين جدرانه صور فوتوغرافية لمصورين متعددي الاتجاهات والمواهب، تحول إلى ملتقى لمحبي تعلم فن التصوير أو الراغبين في تنمية قدراتهم وخبراتهم بصورة أكبر وأعمق في جو فني مريح يساعدهم على ذلك.

«الشرق الأوسط» زارت «فوتوبيا» والتقت مؤسسته مروة أبو ليلة، وعن الملتقى وفكرته وأهدافه وأهم أنشطته، تقول: «فكرة المكان تركز بشكل أساسي على التواصل المستمر، وقد جاءت عندما وجدت أن هناك زيادة كبيرة للمصورين ولهواة التصوير في مصر خاصة مع انتشار كاميرات التصوير الحديثة التي سهلت الأمر كثيرا عن السابق؛ إلا أنه لا يوجد مكان متخصص يجمع كل ما يحتاجه المصورون وهواة التصوير، فهناك أماكن متعددة تنظم دورات أو ورشات عمل أو محاضرات كل فترة وينتهي الأمر، أو مجموعات تقوم بورشة عمل في يوم محدد يجتمعون فيه وليس بصورة منتظمة، أما أن يوجد مكان دائم متخصص فقط في فن التصوير، فهذا جديد تماما في مصر، وفكرة لم يسبقنا إليها أحد. وقد حفزنا كل هذا على تنفيذ الفكرة، فبدأنا بسرعة في تنفيذ المكان وتأثيثه إلى أن وصل لصورته الحالية وحقق نجاحا كبيرا، واخترت للمكان اسم (فوتوبيا) لأنه سهل وجذاب ومتعلق بالفكرة التي يقوم المكان عليها».

أما عن مفردات المكان وأهم مرتكزاته، فتضيف مروة: «يضم (فوتوبيا) مدرسة تصوير وغاليري لعرض الصور واستوديو مجهزا يمكن تأجيره للمصورين، ومقهى ومكتبة تضم مجموعة مختارة ومنتقاة من الكتب المتعلقة بمجال التصوير والتي تهم رواد المكان، إضافة إلى الأنشطة المختلفة التي نعقدها باستمرار مثل المحاضرات وورشات العمل والمعارض، والمكان مفتوح طوال اليوم، ويمثل فرصة للقاء بين المصورين بشكل عام، وبين المحترفين والهواة، ويقوم على هذه النشاطات مجموعة من المصورين المحترفين الذين تحمسوا جدا لفكرة (فوتوبيا) وشاركوا فيها بمنتهى الحماس ولديهم أفكار لا نهائية يمكن أن ننفذها مع الوقت، فهذا المجال واسع وبه موضوعات كثيرة يمكن تناولها من جهات متعددة تتعلق بالموضوعات أو بالجوانب التقنية. إن عالم التصوير يتطور كل يوم، وبالتالي اهتمامات محبيه تزداد وتختلف، وهناك حاجة ماسة لمواكبة هذا التطور دائما، وهذا ما نحاول أن نفعله بما نقدمه من نشاطات وفعاليات مختلفة تناسب الجميع وترضي اهتماماتهم المختلفة».

وعن أهم الأنشطة والفعاليات التي تم تنظيمها في «فوتوبيا»، تشير منى أبو العلا مديرة المكان إلى أن هناك العديد من المحاضرات تم تنظيمها في مجالات متعددة وفروع محددة في عالم التصوير، وهي تلقى إقبالا كبيرا لأنه يمكن أن يكون الشخص مصورا محترفا أو ذا مستوى عال في التصوير؛ ولكن لديه اهتمام بالتعرف بشكل مفصل على مجال معين والاستزادة منه، مثل التصوير في الشارع على سبيل المثال، أو يمكن أن يكون مجالا تقنيا مثل أحد أساليب معالجة الصور على الكومبيوتر، وتكون المحاضرات ذات فائدة كبيرة حينما يلقيها مصور له خبرة وتاريخ في هذا المجال تحديدا، كما نقدم للمبتدئين تماما محاضرات عن أساسيات التصوير وكيفية التقاط صورة ناجحة من حيث استخدام الكاميرا والتكوين والإضاءة وما إلى ذلك».

وتتابع أبو العلا: «نحن نستهدف محبي التصوير من كل المستويات وليس هذا فقط، بل نظمنا ورشة عمل للأطفال كانت ناجحة جدا وقدمنا لهم فيها أساسيات ومبادئ عن كيفية الحصول على صورة ناجحة، وعرضنا لهم الأساسيات الفنية والتقنية لالتقاط الصورة ثم أتحنا لهم الفرصة للتصوير في الاستوديو وعرضنا أعمالهم في الغاليري، وكانت منها أعمال مميزة جدا رغم صغر سنهم، إضافة إلى هذا، نقيم جلسات لتقييم أعمال المصورين، فيرسل الشخص أعماله وتقيم على يد الخبراء مما يشكل لهم فرصة للاستفادة من خبرات المصورين المحترفين إضافة إلى عرض أعمالهم على الجمهور الحاضر. وإضافة إلى ما سبق، أحيانا نقدم بعض الفعاليات الفنية».

وحول أمنياتها المستقبلية، تقول منى أبو العلا: «أتمنى أن يكون (فوتوبيا) ملتقى للمصورين من كل الأعمار والمستويات، وأن يحقق أهدافه التي قام عليها من البداية، وأن يكون سببا في الارتقاء بمستوى التصوير والمصورين في مصر بما يقدمه من فعاليات وأنشطة مختلفة تستهدف التصوير ومحبيه».