انطلاق موسم الفنون البصرية في السعودية

«صنع في مكة» و«القوة الناعمة» و«فوتوغرافيا الدرجة صفر» و«انتظار»

من أعمال عبد الله مشبب .. ومحمد ظاظا .. ومحمد الغامدي
TT

كشفت بعض قاعات الفنون البصرية في السعودية عن معارضها وبرامجها الموسمية في الفنون البصرية، بصوت هادئ يسبق العاصفة، خاصة قاعات المدن الكبيرة التي تتأهب لتقديم معارضها، وسط جلبة من دخول قاعات جديدة منافسة لها، تتعدى طموحاتها ما اعتادته الساحة الفنية. ففي العاصمة الرياض، أعلن عن افتتاح مبنى «غاليري الفن المعاصر» (الآن) الذي كشف عن أول معارضه باختيار تجارب وفنانين، تتبنى تجاربهم طقوسا تتجسد فيها تيارات الفنون الجديدة المتصلة باللحظة الراهنة. وأعلنت نعمة عبد المحسن السديري، المديرة المؤسسة للغاليري: «تتضمن حركة الفنون البصرية في السعودية طاقة هائلة، وإن قل عدد الجهات المعنية بهذا الشأن»، موضحة أن المعرض الأول الذي دشن افتتاح الغاليري في الثاني من أكتوبر الحالي بعنوان (القوة الناعمة) سيقدم أعمالا معاصرة لثلاث فنانات سعوديات حول التداخل والتفاعل بين الحياة اليومية والهوية، بإشراف من القيمة والناقدة الفنية سارة رضا.

وأوضحت السديري في هذا الشأن: «يتحول المشهد الفني في العالم العربي السعودي بسرعة نوعية كبيرة، وبالتالي فإن معرض (القوة الناعمة) يجمع بين هذا التحول النوعي وعمق المواهب في المملكة. ويعكس المعرض عدة مفاهيم حول الفن والمجتمع».

وعن الفنانات الثلاث، فهم سارة العبدلي التي تقدم مجموعة من اللوحات التشكيلية التي تتناول وضع المرأة برؤيتها الخاصة التي تعكس الكثير من التناقضات، أما سارة أبو عبد الله فتقدم من خلال فيلم الفيديو آرت العلاقة بين سيارة محطمة والمرأة، أما المصورة الفوتوغرافية منال الضويان فتشارك بعمل تركيبي يعتمد على عنصر أساسي وهو المسبحة التي تحمل الكثير من الرسائل والمعاني.

بينما سيتم افتتاح قاعة «لام آرت غاليري» الجديدة التي تتناسب طموحاتهت مع تطلعات الفن في السعودية، معلنة عن إقامة أول عروضها البصرية في الثامن من أكتوبر بمعرض «وجوه» لمحمد ظاظا من سوريا، في أول عرض له في السعودية. وتمثل تجربته سلسلة مهمة، يركز من خلالها على الملامح الإنسانية باستخدام الألوان النابضة بالحياة، بينما تجسد كل لوحة مشهدا متواصلا من التقنيات البليغة في طقوس الفن. كما سيشارك الغاليري في كل من «آرت دبي» و«آرت أبوظبي»، وسيقدم نخبة من الفنانين الذين تتسم تجاربهم بخصوبة وبلاغة معبرة ومعاصرة.

وفي جدة، افتتح «آثر غاليري» موسمه الفني بمعرض زياد دلول، بالتعاون مع مؤسسة «المنصورية للثقافة والإبداع». وما زال المعرض قائما، بينما سيكون هناك معرض شخصي لمها ملوح في الثامن من أكتوبر بقاعة «فرياني غاليري» في لندن. وقد قدمت ملوح في عروضها الأخيرة عملا تركيبيا يتكون من أشرطة كاسيت قديمة سجلت عليها محاضرات دينية في الثمانينات، وقد تم تثبيتها في صوان خشبية تستعمل في صناعة الخبز من نفس الفترة التي شهدت ردود فعل متباينة في الفكر الإنساني في المجتمع السعودي، في وقت كانت فيه وتيرة الحياة تشهد طفرة متسارعة في مختلف أرجاء البلاد. وهي أرادت أن تسجل بهذا العمل شاهدا على ذلك العهد. وفضلا عن ذلك، سينظم «آثر غاليري» معرضا للفوتوغرافية منال الضويان ينطلق في الحادي والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) في جدة.

وذكر حمزة صيرفي، مدير الغاليري: «إننا سننظم معرض (صنع في مكة) في (سبيس آرت) بلندن في الرابع من أكتوبر، بأعمال كل من صديق واصل ونهى الشريف وناصر السالم، كما ستشارك مجموعة أخرى مكونة من الفنانين مساعد الحليس وأيمن يسري ومها ملوح في (أتينا معا) في الثامن أكتوبر في نفس المدينة».

من جهة ثانية، افتتحت صالة المركز السعودي موسمها الفني بمعرض «حضارات خالدة» لكل من نوري العتيبي من السعودية وأحمد الشهابي من العراق، بينما استهل «أتيليه جدة للفنون» منتصف الأسبوع نشاطه بمعرض «المكان» الذي يجمع بين سبعة فنانين من السعودية في مقابل سبعة من مصر، بينهم طه الصبان وحنان باحمدان وشاليمار شربتلي وشاكر المعداوي وحسن راشد وعماد رزق ونيفين الرفاعي. وقال هشام قنديل مدير القاعة: «إننا في مستهل موسم ثقافي تشكيلي، وسوف ننظم معارض متنوعة لنخبة من فناني الوطن العربي، من بينهم وجيه نحلة من لبنان ورباب النمر وحلمي التوني من مصر، بينما ستقام معارض شخصية لكل من محمد الغامدي وعبد الله إدريس وعبد الله حماس من السعودية، إضافة إلى المعارض السنوية المعتادة (لوحة في كل بيت) ومختارات عربية.

أما قاعة «داما غاليري»، فقد كشف أحمد حسين، مدير القاعة، عن معرض «انتظار» للطيب الخضيري من السودان الذي سيفتتح مساء الأربعاء الثالث من أكتوبر، يقدم خلاله ملامح نساء ترى في عيونهم قلق الانتظار والحيرة والرهبة، وأضاف حسين أن هناك معارض شخصية مماثلة لكل من ناصر الضبيحي وابتسام باجبير وفيصل النعمان من السعودية.

وكشفت دينا العظمة، مديرة «استوديو رؤية»، عن أول معرض، ستقدم من خلاله تغريد البقشي تجربتها الفنية، التي تختصر من خلالها صورة المرأة إلى مدركات شكلية بسيطة وألوان صريحة، تؤكد فيها صرختها الإنسانية المعبرة، وسيفتتح المعرض في التاسع من أكتوبر، بينما سينظم الاستوديو معرضا لكل من سنان حسين من العراق، الذي تستلهم حساسيته الجمالية طقوسا مقاربة لذاكرة النمساوي غوستاف كليمت بأجوائها وأشكالها الرمزية المثيرة، وهناك معرض خاص لتجربة يوسف جاها من السعودية التي تتمحور قوة حضورها في بلاغتها التعبيرية والتجريدية.

وكشفت قاعة «تراث الصحراء» في الخبر عن أول معارضها «ضريح الألوان» الذي ستقدم خلاله سيما عبد الحي من السعودية تجربتها الذاتية، بينما ستقيم «جمعية الثقافة والفنون» بالدمام معرض «فوتوغرافيا الدرجة صفر»، يشارك فيه أربعة مصورين؛ وهم: ضياء يوسف، ومريم المساوي، وعبد الله مشبب، وخالد المرزوقي. ويقول مصلح جميل، القائم على المعرض: «عملنا على أن تكون تجارب المصورين مغايرة ومختلفة عما اعتادته معارض الصورة الفوتوغرافية في السعودية»، موضحا أن المفاهيم التي تندرج فيها تلك الأعمال تأتي من بساطة الشارع والطقوس الاجتماعية التي يثير التقاطها مفاهيم إنسانية متباينة ومغايرة في طبيعة الفن نفسه.

وأعلن «أيام غاليري» في موقعه الرقمي عن افتتاح فرع له في مدينة جدة في الأيام المقبلة المقبلة، وتؤكد الأوساط المعنية بالفنون في السعودية أن الفن سيشهد هذا العام أكثر مما أعلن عنه، وأن هناك قاعات جديدة ستفتح في كل من جدة والرياض، ربما في نصف الموسم على أكبر تقدير، الأمر الذي سيعزز مكانة الفنون البصرية ويزيد من حضورها وتألقها في أروقة المجتمع السعودي.