«مهرجان بيروت الدولي للسينما» للثورة المصرية منه حصة الأسد

يفتتح اليوم بالفيلم اللبناني «قصة ثواني»

مشاهد من فيلم الافتتاح اللبناني «قصة ثواني»
TT

رغم الظروف المتوترة في المنطقة، واعتذار عدد من الضيوف عن إمكانية الحضور إلى لبنان، وتأخر وصول بعض الأفلام، فإن «مهرجان بيروت الدولي للسينما» لن يخلف موعده لهذه السنة. ومساء اليوم الأربعاء، تفتتح الدورة الثانية عشرة للمهرجان، في «صالة أبراج»، منطقة فرن الشباك، بما تيسر وتوفر وبمن حضر أيضا. لا مجال للإلغاء أو التأجيل، وإن ألغيت إحدى المسابقات للضرورة فإن ثمة دائما ما هو جديد يمكن تقديمه. فقد تم إلغاء مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية، لكن المهرجان يحافظ على مسابقتين أخريين، إحداهما للأفلام القصيرة وأخرى للأفلام الوثائقية، مع نصيب وافر للأفلام اللبنانية القصيرة، من خارج المسابقة، التي تلقى اهتماما خاصا هذه الدورة، ومكان مميز للثورة المصرية التي ستكون حاضرة من خلال خمسة أفلام. ويخصص المهرجان للمرة الأولى أفلاما تتناول حقوق الإنسان تحت عنوان «هيومان رايتس ووتش» بالتعاون مع المنظمة المعروفة بهذا الاسم. كما أنه ستتم استعادة أفلام للمخرج الأميركي الراحل ستانلي كوبريك، بالتعاون مع السفارة الأميركية في بيروت، من خلال عروض لأفلامه التالية: «البرتقالة الآلية» و«2001: أوديسا الفضاء» و«دروب المجد» و«لوليتا» و«الدكتور سترينجلاف» و«Full Metal Jacket».

ومن المهرجان تحية للمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفنلندي آكي كوريسماكي، من خلال عرض خمسة من أفلامه وهي «استخدمت قاتلا محترفا» و«الحياة البوهيمية» و«لو هافر» «الرجل الذي لا ماضي له» و«بائعة الكبريت».

يفتتح المهرجان للمرة الأولى منذ انطلاقته بفيلم لبناني هو «قصة ثواني» للمخرجة لارا سابا، الذي يتناول قضايا اجتماعية لبنانية، من خلال قصة ثلاث شخصيات في بيروت، تتقاطع أقدارها من دون أن تعرف أي منها الأخرى، وتؤثر قرارات كل منها، من حيث لا تدري، في حياة الشخصيات الأخرى. بحيث نكتشف في النهاية أن المشكلة التي تصيب إحدى الشخصيات تصل تداعياتها للآخرين. مولت الفيلم مجموعة من المؤسسات إضافة إلى حصوله على قرض من برنامج «إنجاز» التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي لدعم الأفلام قيد الإنجاز. ويشارك في التمثيل كل من غيدا نوري، كارول الحاج والفتى علاء حمود. إضافة إلى أدوار صغيرة لكل من بهيج حجيج وماريو باسيل، طوني أبو جودة وبوب أبو جودة.

لجنة تحكيم المهرجان تضم هذه السنة شخصين فقط وهما الناقد السينمائي إميل شاهين، والمنتجة السينمائية اللبنانية ريتا داغر التي عملت مع عدد من المخرجين الأميركيين والعالميين.

يشارك في المهرجان 57 فيلما، ويعد منظموه بتقديم مواهب لبنانية جديدة وواعدة، مع تشديدهم على أن المهرجان سيتيح للجمهور مشاهدة نخبة من أهم الأفلام.

فقسم البانوراما الدولية يضم فيلم «ظل البحر» للمخرج الإماراتي نواف الجناحي، إضافة إلى 11 فيلما آخر، بينها فيلم «Looper» الذي يعرض في اختتام المهرجان.

ومن هذه الأفلام اثنان وثائقيان عن مصر و«ثورة 25 يناير (كانون الثاني)»، أحدهما «انتفاضة» للمخرج الأميركي فريديريك ستانتون، و«المرنون» للإيطالي فرانشيسكو كازولو.

وفي «البانوراما الدولية» أيضا أفلام برزت في المهرجانات الدولية وخصوصا مهرجان كان، بينها الفيلم الروماني «خلف التلال» لكريستيان مونجيو، الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان وتقاسمت بطلتاه كريستيان فلوتور وكوزمينا ستراتان جائزة أفضل ممثلة، و«المطاردة» للمخرج الدنماركي توماس فنتربيرغ، الذي فاز بطله مادس ميكلسن بجائزة أفضل ممثل في المهرجان الفرنسي، و«أوسلو.. 31 أغسطس (آب)» للنرويجي يواكيم تراير فاز بجائزتي أفضل فيلم وأفضل تصوير في مهرجان ستوكهولم 2011 وعرض في تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان، وكان واحدا من ثلاثة أفلام نرويجية تتنافس للمشاركة في جوائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

ومن الأفلام الأخرى «The Sapphires» لواين بلير، و«علاقات خطرة» Dangerous Liaisons للمخرج الكوري الجنوبي هور جين هو، و«مكتوب» Maktub للإسباني باكو آرانجو، والوثائقي «أنا مثلي الجنس ومسلم» للمخرج كريس بيلوني، والوثائقي «تصوير في هيرات».

وتنافس على جوائز الأفلام الشرق أوسطية الوثائقية ستة أفلام تتضمن فيلمين مصريين عن الثورة وهما «عيون الحرية... شارع الموت» و«وداعا مبارك»، وفيلم إيراني «البستاني» لمحسن مخملباف، وآخر إماراتي «أمل» للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم الذي فاز بجائزة المهر الإماراتي في مهرجان دبي السينمائي. وهناك فيلم لبناني هو «البيت البرتقالي»، إضافة إلى فيلم فرنسي عن سوريا ودور المسيحيين فيه. وهو بعنوان «Damas, au péril du souvenir»، للفرنسية من أصل سوري، ماري سورا، زوجة المستشرق وعالم الاجتماع الفرنسي ميشال سورا الذي اختطف في لبنان واغتيل أثناء الحرب الأهلية.

وتضم مسابقة الأفلام الشرق أوسطية للأفلام القصيرة 11 فيلما، ستة منها لمخرجين لبنانيين، إضافة إلى فيلمين بحرينيين، وفيلم مصري عن الثورة، وآخر عراقي، وثالث أردني. وتمنح جوائز لأول وثاني وثالث أفضل فيلم في هذه الفئة، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

ويختتم المهرجان في11 أكتوبر (تشرين الأول) بفيلم «Looper» للمخرج الأميركي الشاب راين جونسون، مع جوزيف غوردون ليفيت وبروس ويليس وإميلي بلانت.

دورة «رمزية» لمهرجان بيروت السينمائي كما وصفتها مديرته كوليت نوفل، لكن الجمهور غالبا ما يتحمس لحضور أفلام قليلا ما تتاح له مشاهدتها في الصالات التجارية، ومن هنا يأتي سحر المهرجان وأهميته. مع ملاحظة أن المهرجان لم يصطدم بأي رقابة هذه السنة، وهو عادة ما كان يترافق مع معارك قبل افتتاحه بسبب منع أحد أفلامه أو أكثر.