مواقع مصر الأثرية تستقبل زائريها بالمجان احتفالا بانتصارات أكتوبر

وزير الآثار لـ «الشرق الأوسط»: هدفنا إدخال البهجة في نفوس المصريين وربطهم بحضارتهم

إحدى قاعات المتحف المصري بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
TT

بمناسبة الاحتفال بانتصارات السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 والتي تحل ذكراها يوم السبت المقبل، سيصبح بمقدور جميع المصريين زيارة المواقع الأثرية المختلفة مجانا، وذلك لمدة أسبوع، على أن يكون ذلك قاصرا على المصريين أنفسهم، دون أن ينسحب إلى جنسيات أخرى.

وأرجع وزير الدولة لشؤون الآثار دكتور محمد إبراهيم في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، القرار إلى أن «للمصريين حقا علينا في الوزارة بأن يتم فتح المواقع الأثرية لهم لزيارتها مجانا في الأعياد الوطنية، فآثارهم ملك لهم، ونحن أمناء عليها، ونعمل على الارتقاء بها، وتنميتها لتكون معدة لزيارتهم».

وناشد إبراهيم المصريين من الزائرين الحفاظ على مواقعهم الأثرية خلال الزيارة فهي «نموذج لحضارتهم وانعكاس لتاريخهم، وهدفنا إدخال البهجة والسرور عليهم خلال هذه المناسبة العزيزة على قلب كل مصري، وإذا كانت أعيننا على تنمية وتنشيط الحركة السياحية الخارجية لمصر، فإننا حريصون أيضا على تنمية الوعي السياحي الداخلي، ليقبل المصريون على زيارة تراثهم وممتلكاتهم التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ».

وفي هذا السياق، أكد دكتور محمد إبراهيم أن «هناك حرصا في وزارة الآثار على التواصل مع وزارة السياحة، في إطار من التناغم والتجانس بين الوزارات المختلفة بحكومة الدكتور هشام قنديل، وهدفنا في ذلك دعم الحركة السياحية في البلاد، سواء كانت داخلية أو خارجية، فالسياحة مسؤوليتنا جميعا في مصر، ولذلك نعمل على جذبها عن طريق تنمية الوعي الداخلي بتراثنا للإقبال على زيارته وصيانته من ناحية، والمساهمة في جذب الحركة السياحية الخارجية لزيارة هذه المواقع التراثية من ناحية أخرى».

وقال إنه «لذلك نقوم بدعم السياحة الداخلية والخارجية بترميم المواقع الأثرية حفاظا عليها، وافتتاح العديد من المشاريع الأثرية الجديدة مثل الكنيسة المعلقة بالقاهرة بعد تطويرها قبل نهاية العام الحالي، لتضاف إلى أخرى جرى افتتاحها أخيرا مثل مقبرة السرابيوم ومقبرتين بمنطقة سقارة الأثرية، بالإضافة إلى افتتاح مقابر أثرية لأول مرة أمام الزائرين منذ ربع قرن في منطقة الأهرامات، بجانب افتتاح مشروعات أثرية في الوادي الجديد مثل معبد هيبس، والذي ظل العمل فيه مستمرا لنحو 25 عاما، وهو الافتتاح الذي سيقام على هامشه العديد من المهرجانات مثل التزلج على الجليد. كما سيتم ربط المحافظة بمدينة الأقصر بطريق سياحي طوله 350 كيلومترا، وسيكون آمنا تماما».

وأكد الوزير أنه بالإضافة للمشروعات السابقة فإنه «تم الانتهاء من الترميم المعماري الدقيق لمقبرة مرنبتاح في الأقصر، وهو ابن الملك رمسيس الثاني، وأصبحت جاهزة تماما للزيارة السياحية، ولم يتبق سوى ترميم الطريق المعروف إعلاميا باسم طريق الكباش في الأقصر، وتم الانتهاء من خمس مراحل منه أبرزها إزالة التعديات التي كانت تعوقه، كما تجري إقامة أسوار داعمة له لمنع أي مخالفات، بجانب إنارة الطريق».

وقال الوزير إبراهيم إن «هذا كله يعني أن عجلة الإنتاج بدأت تدور في مصر، وأنها أصبحت آمنة لاستقبال الحركة السياحية، ولذلك نعمل دائما على جذب هذه الحركة بترميم المواقع الأثرية، على نحو ما يجري حاليا من صيانة لجامع السلطان حسن بالقاهرة، بمساعدة مجلس إدارة المسجد برئاسة المفتي دكتور علي جمعة وهذا يعني أن هناك منظومة أثرية متكاملة ما بين الآثار الفرعونية والأخرى الإسلامية، وتعاونا بين جميع الجهات لدعم الحركة السياحية الداخلية والخارجية».

ومن أبرز المواقع المنتظر إقبال الزائرين المصريين عليها في مناسبة انتصارات أكتوبر المواقع الأثرية ذات الصبغة العسكرية، مثل المتحف الحربي ومتحف الشرطة بقلعة صلاح الدين بالقاهرة، بجانب المتحف المصري في ميدان التحرير، ومنطقة الأهرامات بالجيزة، كونهما الأشهر في المواقع الأثرية، في الوقت الذي يترافق فيه مع فتح هذه المواقع الأثرية، فتح أخرى بالمجان تبرز الجانب العسكري وهي بانوراما أكتوبر، والقائمة في ضاحية مدينة نصر، والتي تشرف عليها القوات المسلحة.

وبمناسبة فتح المواقع الأثرية في ذكرى انتصارات أكتوبر، من المقرر أن يوجد في المواقع السياحية مرشدون سياحيون من الطلاب الذين حصلوا على دورات سياحية وأثرية لاستقبال الزائرين، بالإضافة إلى تقديم فرق الموسيقى العسكرية لعروضها أمام الزائرين في حديقة المتحف المصري، لتكون أيضا بمثابة عوامل جذب للزائرين، وإثارة البهجة في نفوسهم.

واختتم وزير الآثار المصري تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» بأن فتح هذه المواقع للزيارة السياحية «يأتي بهدف تنمية الوعي القومي لدى المصريين وتشجيع زياراتهم السياحية لإشعارهم بقيمة آثارهم بالشكل الذي يبرز تاريخهم الممتد عبر العصور التاريخية المختلفة، والحرص الدائم على تحقيق العزة والكرامة، وهو ما جسده المصريون بتشييد آثارهم التي لا تزال تبهر العالم بصمودها عبر آلاف السنين».