«فوتوغرافيا الدرجة صفر» يقدم 4 تجارب فوتوغرافية سعودية معاصرة

الاحتفاء بالوثائقية والمفاهيمية في معرض أقامته جمعية الثقافة والفنون بالدمام

«الكبش» للفنانة ضياء يوسف.
TT

قدم أربعة فنانين سعوديين تجارب فوتوغرافية معاصرة، تتراوح بين التصوير الوثائقي والمفاهيمي واتجاهات التعبيرية التجريدية من خلال المعرض الذي افتتح الاثنين الماضي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام.

كما يقدم الفنانون الأربعة بحوثهم الفنية وترميزاتهم من خلال المعرض معتمدين شعار الدرجة صفر للتعبير عن الخلق والزيادة والاستمرار. الفنانون الأربعة هم: الفنانة ضياء يوسف، وخالد المرزوقي، ومريم المساوي، وعبد الله مشبب، وقالت جمعية الثقافة والفنون إن الفنانين الأربعة: «متميزون على مستوى نضوج وفرادة وعمق التجارب وأصالتها».

وشهد المعرض حضور مجموعة كبيرة من الشعراء والمسرحيين والمخرجين السينمائيين مما أثرى نقاشاته.

وذكر المشرف على لجنة التصوير الضوئي الفنان مصلح جميل أن «فكرة المعرض هي تقديم فنانين سعوديين لديهم تجارب مختلفة عن السائد المحلي وهي محاولة لدفع وتغيير مسار المعارض والممارسات الفوتوغرافية سواء الشخصية أو الجماعات الفوتوغرافية». وأضاف أن: «التجارب الفوتوغرافية المقدمة تطرح أسئلة ثقافية وفكرية واجتماعية، وستقدم للمتلقي تجارب محلية أصيلة وناضجة وسيكون المعرض إضافة مختلفة وجميلة لحركة الفنون البصرية في المملكة».

والمعرض هو نهاية فعاليات لجنة التصوير لهذا العام ويعتبر المعرض الثالث الذي تقيمه اللجنة هذا العام بعد معرضين هما معرض صور مسابقة التصوير المسرحي ومعرض روح الهند.

تصدر المعرض الذي استمر لثلاثة أيام بيانا لاسم المعرض واستلهاماته والكتب الفنية التي تحيل إليها معانيه.

وقال الفنان خالد المرزوقي: «كان الرهان يستهدف تقديم تجربة جديدة، بالنسبة لي قمت بإنعاش ذاكرة الجمهور من خلال تقديم آلة الرائي.. وهي آلة قديمة كانوا يشترونها من المنطقة حول الحرم.. قدمت من خلال الآلة وجوه الحجيج والمعتمرين ما يعود بالإنسان إلى الحنين، كما قدمت ذاكرتي الخاصة حول مدينتي الطائف وعائلتي».

وكانت لوحة «الكبش» التي شاركت بها الفنانة ضياء يوسف محط اهتمام الجمهور، وعنها تقول إن عمل الكبش «هو واحد من مجموعة من الأعمال المفاهيمية تحت ذات العنوان وهو ترميز أردت من خلاله الدلالة على فكرة تقديم البشر قربانا».

أما عبد الله مشبب الذي قدم صورا تعبيرية لأطفال يكسوهم الطين فيقول عن أعماله: «لطالما ارتبط الإنسان بالأرض وجعل من عناصرها توأما روحيا ملازما له في جميع أحاسيسه، وقد تصبح العلاقة في صخب الحياة الحديثة شبه مبهمة ولا يعترف لها بأبعاد وحدود». ويضيف: «وهبتنا الأرض كل جمال ودهشة ووهبناها جميع ما يتكفل بخيبة أمل كبيرة لها»، وأضاف: «اخترت في مجمل الأعمال إظهار الإنسان الأرض وركزت أن تكون بداية الإنسان الطفل هي المنطلق الحقيقي الذي يمكن أن يعزز ويقوي قوة هذا الارتباط».

أما مريم المساوي فأخذت الجمهور إلى عالم أنثوي جميل من خلال حديث الجدائل الذي صبغ جميع أعمالها بتأثير يشبه الحلم. وقالت: «الجدائل جرس بين أنثى وأنثى تتواصل حقيقة الأحاديث في سرية متواطئة ومتحاربة».