نجح طالب إماراتي في وضع اسمه ضمن أصغر متسلقي الجبال في الإمارات والعالم، بعد أن تمكن من اعتلاء قمة جمال كلمنجارو في تنزانيا التي يبلغ ارتفاعها 5900 متر، بعد رحلة شاقة برفقة مجموعة من المتسلقين استمرت سبعة أيام، انسحب خلالها البعض، بينما استمر الطالب معاوية الشنار في التسلق ليبلغ هدفه بنجاح، حيث بلغت درجة الحرارة في الأعلى نحو 15 - 20 درجة مئوية تحت الصفر، بالإضافة إلى هبوط نسبة الأكسجين إلى النصف من مستوى سطح البحر.
وحقق الشنار، (15 عاما)، إنجازا مهما على مستوى دولة الإمارات والعالم بعد نجاحه في اعتلاء قمة كلمنجارو التي تصنف على أنها أعلى قمة جبلية في أفريقيا، وأعلى جبل قائم بذاته في العالم، وإحدى القمم السبع الشاهقة في قارات العالم، حيث يبلغ ارتفاعها نحو 5895 مترا، ليكون بذلك أصغر إماراتي يحقق هذا الإنجاز للبلاد.
وجاءت هذه النتيجة بعد أن تمكن الشنار من تسلق قمة كلمنجارو في أغسطس (آب) الماضي مستغرقا مدة 7 أيام برفقة فريق كامل ضم 15 متسلقا آخر، ورغم أن خمسة منهم لم يتمكنوا من وصول القمة، تمكن الشنار من النجاح في المهمة، والصعود إلى أعلى قمة الجبل وهو لا يزال طالبا في الصف الحادي عشر.
وقال الطالب الإماراتي: «شعرت بالنشوة عند الوصول إلى القمة.. إنه شعور لا ينسى، مشاعر مفعمة بالذكريات والتحديات والصعوبات والعقبات التي واجهناها خلال الطريق، فهذه الرحلة مختلفة تماما، وستبقى تفاصيلها عالقة في ذاكرتنا في المستقبل أكثر من مشهد القمة نفسه».
ويعزو الشنار فكرة تسلق جبل كلمنجارو إلى والده الذي شجعه على المضي قدما في هذه المغامرة، وذلك في أعقاب حصول الشنار على مرحلة الميدالية البرونزية في تحدي دوق أدنبرغ، حيث تسلق جبال عمان مع فريق المدرسة، وعدها تحديا كبيرا، ومغامرة شائقة. ويتميز الشنار بحب الرياضات المختلفة لا سيما ممارسة لعبة التنس، وحصل كذلك على الحزام الأسود في رياضة القتال (تانج سو دو)، بالإضافة إلى ممارسته هوايات أخرى أيضا مثل العزف على البيانو، والغيتار، ولعب الشطرنج، بالإضافة إلى الإلكترونيات والكومبيوتر التي باتت تشكل جزءا أساسيا من وسائل الترفيه بين اليافعين اليوم.
ويثني الشنار على الدور الكبير الذي بذله أعضاء فريق شركة «رحالة» وطاقمها الإداري في إنجاح المهمة، والعودة بسلام، مشددا على أهمية اكتساب المرونة الكافية واللياقة العالية للقيام بمثل هذا الإنجاز، واختيار طاقم يضع السلامة في المرتبة الأولى، لا سيما أن فرقا أخرى خالفت هذا المبدأ وخسر أعضاء منها، لأنها اهتمت بتحقيق الإنجاز أكثر من حرصها على سلامة الفريق المرافق لها.
وفي عام 2011، حقق مراهق أميركي لقب أصغر متسلق جبال في العالم، وسجل جوردان روميرو الأرقام القياسية منذ سن العاشرة، عندما كان أصغر متسلق يصل إلى قمة جبل كلمنجارو، وكان لا يزال في سن العاشرة أيضا عندما وصل إلى قمة جبل البروز في روسيا (5. 642 مترا)، الذي يعتبره متسلقو الجبال أعلى قمة في أوروبا، وبعد خمسة أشهر على ذلك تسلق قمة جبل أكونكاجوا في الأرجنتين (6.962 مترا) أعلى جبل في أميركا الجنوبية، ومن ثم قمة جبل ماكينلي في ألاسكا في الولايات المتحدة (6.194 مترا)، أعلى قمة في أميركا الشمالية.
وفي عام 2010 وفي حين كان لا يزال في سن الثالثة عشرة، أصبح أصغر متسلق في العالم يصل إلى أعلى قمة العالم، أي جبل إفريست في النيبال (8.848 مترا). وكان البريطاني جورج أتكينسون يحمل حتى الآن لقب أصغر متسلق للقمم السبع هذه عندما حقق هذا الإنجاز في مايو (أيار) الماضي في سن السادسة عشرة.