ناشطون مدنيون عراقيون يطلقون الصرخة الأولى لثقافة السلام

ينظمون وقفة احتفالية واحتجاجية في بغداد بمناسبة «اليوم العالمي للاعنف»

جانب من الاحتفال بـ«اليوم العالمي للاعنف» في بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

لم تزل أعمال العنف في العراق تتصدر نشرات الأخبار اليومية التي اعتاد عليها المتتبع لأحداث التغيير في البلاد منذ أكثر من تسع سنوات من الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003، حتى صار تداول تقارير الاحتفالات والمهرجانات والنشاطات الإبداعية في البلاد من النوادر التي يحتفى بها.

وفي مبادرة مجتمعية اختار ناشطون مدنيون وإعلاميون عراقيون لاحتفالهم بـ«اليوم العالمي للاعنف» مرسى شاطئ دجلة في بغداد، وبجوار نصب المتنبي مكانا لوقفة احتفالية واحتجاجية في أن واحد، لأجل الدعوة إلى نشر ثقافة السلام ونبذ كل أشكال العنف والاختلاف والتناحر السياسي في البلاد.

الوقفة استهلت بعزف جميل ومنفرد على آلة العود للفنان المبدع ستار الناصر، جسدت المعاني الحقيقية لمعاني السلام التي يطمح لها العراقيون القابعون منذ أعوام في دوامة النزاعات وتحديات الإرهاب الأسود. وقال الناشط المدني شمخي جبر، أحد المنظمين للاحتفال، لـ«الشرق الأوسط»: «نسعى لتنشيط الاحتفالات في هذا اليوم، من أجل تعزيز ثقافة السلام، والجديد في هذا العام هو أننا حاولنا إشراك مثقفي وإعلاميي شارع المتنبي (أهم وأقدم شارع للثقافة في بغداد) باعتباره أهم ملتقى لهم».

وأضاف جبر «لا يعرف معنى اللاعنف ولا يقدر الدعوة له إلا من اكتوى بنار العنف وقدم الضحايا في طريقه. والشعوب التي ذاقت مرارة العنف هي الشعوب الأكثر تمسكا بثقافة اللاعنف، ولقد عانينا كثيرا من الحروب والإرهاب والقتال والخلافات، ونريد عبر مبادرتنا هذه أن نقول لساسة البلاد انصرفوا إلى إحلال ثقافة السلام والتسامح في البلاد واسعوا إلى محاربة الإرهاب والقتل بكواتم الصوت عبر تماسك أكبر فيما بينهم وحب لبلادهم قبل حبهم لمصالحهم الشخصية».

بدوره، قال سعدون العبد الله من مؤسسة «الإنسان الكوني»، إحدى منظمات المجتمع المدني في العراق «نسعى لبناء مناهج تدريبية للشباب لأجل تطوير مفردات درج عليها المجتمع وشوهت الكثير من معانيها مثل مفردات الدين والطائفة والقومية وغيرها، إضافة إلى بناء برامج قادرة على تغيير ذهنية الشباب ونشر ثقافة قبول الآخر». وأضاف «نحن في طور تأسيس المدرسة الكونية، التي تدور فكرتها حول البحث عن مساحة طيبة داخل الذات الإنسانية، وأن يكون الكون بمعناه الرحب هو سبيل التفاعل مع الجميع، أي إننا لسنا ضد أحد، ومتفاعلون مع الجميع».

واستنكر الإعلامي قيس العجرش من قناة «الحرة» الفضائية «إهمال الدولة عبر مؤسساتها الرسمية، تبني ثقافة نشر السلام والمحبة والتعايش السلمي، بعد سنوات من الحروب والنزاعات، وذلك عبر برامج ونشاطات مخطط لها تدور في هذا السياق، خصوصا لدى طلبة المدارس والجامعات، وكما الحال في الكثير من الشعوب التي خرجت من رحم نزاعات وصراعات».