فوز عالمين أميركيين بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2012

عن بحث يساعد في التوصل إلى أدوية أفضل لمكافحة السكري والسرطان والاكتئاب

روبرت ليفكوفيتز وبرايان كوبيلكا على لوحة في ستكهولم وقت إعلان الجائزة (إ.ب.أ)
TT

حصل عالمان أميركيان على جائزة نوبل للكيمياء لعام 2012 أمس الأربعاء عن البحث في كيفية استجابة الخلايا للمحفزات الخارجية والذي يساعد في التوصل إلى أدوية أفضل لمكافحة أمراض مثل السكري والسرطان والاكتئاب.

وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلماء إن الجائزة التي تبلغ قيمتها ثمانية ملايين كرونة (1.2 مليون دولار) ذهبت إلى كل من روبرت ليفكوفيتز (69 عاما)، وبرايان كوبيلكا (57 عاما)، لاكتشاف الطريقة التي تعمل بها المستقبلات المقترنة بالبروتين جي والتي تتيح للخلايا الاستجابة للرسائل الكيماوية مثل دفقات الأدرينالين. وقال ستافان نرومارك السكرتير الدائم للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم: «جائزة هذا العام تتعلق بالخلاية ومدى حساسيتها. قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح جائزة نوبل للكيمياء لعام 2012 للبروفسور روبرت ليفكوفيتز من مؤسسة هاورد هوغز الطبية ومركز جامعة ديوك الطبي بدورهان في نورث كارولينا بالولايات المتحدة. والبروفسور برايان كوبيلكا من كلية طب جامعة ستانفورد بكاليفورنيا. وحصلا على الجائزة عن البحث في كيفية استجابة الخلايا للمحفزات الخارجية». وقالت اللجنة التي تمنح الجائزة: «نحو نصف الأدوية تحدث مفعولها عبر تلك المستقبلات بما في ذلك حاصرات بيتا والأدوية المضادة للهيستامين وأنواع مختلفة من أدوية الأمراض النفسية».

ويمثل التوصل إلى سبل أفضل لاستهداف هذه المستقبلات محور تركيز شركات الدواء والتكنولوجيا الحيوية. وقال ليفكوفيتز في مؤتمر صحافي عبر الهاتف إنه كان نائما حين تلقى مكالمة من السويد: «لم أسمع الهاتف.. علي أن أكشف لكم أنني أضع سدادات للأذن حتى أنام. لذلك أيقظتني زوجتي. وهكذا أصبت بصدمة تامة وكانت مفاجأة لي».

وقال الباحث الأميركي برايان كوبيلكا إنه اعتقد في البداية أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه لإخباره بفوزه بنوبل للكيمياء اليوم الأربعاء كان «مزحة». وقال للإذاعة السويدية إن تلقي اتصالات هاتفية في ساعات الصباح الباكر في أسبوع نوبل أمر «يفكر فيه المرء دائما». وأعرب خلال الاتصال، الذي تم معه في منزله بستانفورد بولاية كاليفورنيا عن شديد ابتهاجه وسعادته للفوز بالجائزة، وقال إن «الأمر يصعب تصديقه.. ما زلت في حالة بين النوم واليقظة». وقال كوبيلكا إنه يعتزم المضي قدما في رحلة عمل إلى مدينة سياتل في وقت لاحق اليوم، ولكنه أضاف: «أتوقع أن هذا قد يكون جنونا». وقد عمل الرجلان معا على الأبحاث التي كوفئت. وأوضحت الأكاديمية أن «ليفكوفيتز بدأ استخدام إشعاعات في عام 1968 لتحديد مستقبلات الخلايا. (...) فريق الباحثين التابع له أخرج المستقبلات من مخبئها في جدار الخلية وتوصل إلى فهم أساسي للطريقة التي تعمل بها».

وأضافت اللجنة أن «الفريق خطا مرحلة كبيرة بعد ذلك في الثمانينات. فقد تغلب كوبيلكا المنضم حديثا إلى الفريق على التحدي المتمثل بعزل الجينة التي تضع رموز المستقبلات الأدرينالية انطلاقا من جين بشري هائل».

وقالت الأكاديمية: «في عام 2011 التقط كوبيلكا هو وفريقه صورة لمستقبلة أدرينالية في اللحظة المحددة التي ينشطها فيها الهرمون وترسل إشارة إلى الخلية. وهذه الصورة تشكل تحفة فنية في عالم الجزيئات أتت نتيجة عقود من الأبحاث».

وقال سفين ليدين أستاذ الكيمياء غير العضوية في جامعة لوند ورئيس اللجنة في مؤتمر صحافي إن الاكتشاف يمثل أهمية كبيرة في الأبحاث الطبية. ومضى يقول: «معرفة شكلها (المستقبلات) وكيف تعمل.. سيوفر لنا الأدوات اللازمة لصنع أدوية أفضل مع عدد أقل من الآثار الجانبية».

والمستقبلات المقترنة بالبروتين جي مرتبطة بمجموعة كبيرة من الأمراض بما أنها تقوم بدور محوري في كثير من الوظائف الحيوية في الجسم، لكن التوصل إلى أدوية جديدة لاستهدافها بشكل دقيق كان صعبا بسبب الافتقار لفهم طريقة عملها بشكل أساسي.