نسبة الانتحار بين التركيات أعلى 300 % منها بين الألمانيات

ازدياد المصابيين بالأمراض النفسية بين الأجانب في ألمانيا

TT

قبل نحو10 سنوات، أثارت دراسة حول انتشار داء السكري بين الأتراك، المقيمين في ألمانيا، كثيرا من الجدل حول «أمراض المنفى». إذ اتضح منها أن نسبة الأتراك - الألمان المصابين بالسكري تعادل ضعف النسبة بين الأتراك في الوطن الأم.

دراسة جديدة كشفت الآن بأن الأجانب عموما، الذين يشكل الأتراك ثلثهم، يعانون من أمراض نفسية أكثر مما يعانيه الألمان. وتتضمن القائمة كثيرا من الأمراض التي تمتد بين الاكتئاب، والشيزوفرينيا، والإقدام على الانتحار.

جاء ذلك في عدة دراسات تم الإعلان عنها في المؤتمر السنوي لأطباء الأمراض العقلية والنفسية في ألمانيا، والذي عقد مؤخرا في العاصمة برلين. واعتبر البروفسور فولفغانغ ماير، من جامعة بون، هذه الحقيقة وصمة عار في جبين الألمان، وطالب بمعالجة الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة.

الدكتورة ميريام شولتز - أوجاك، من شاريتيه برلين، والتي تتابع أمراض المهاجرين منذ عقود، قالت في تقريرها إن أسباب تعرض المهاجرين للأمراض النفسية يكمن في مشاكل اللغة، ارتفاع معدلات البطالة، انحسار فرص التعليم والتدريب المهني، الحنين للوطن، سوء شروط السكن، واللجوء بشكل متأخر إلى الطبيب.

وأكدت الطبيبة أن أبحاثها تثبت أن معدلات إصابة المهاجرين بالأمراض النفسية أعلى من معدلاتها في الأوطان الأصلية للمهاجرين. يثبت ذلك، على الأقل، أن نسبة الانتحار بين التركيات الشابات تعادل ضعفها بين الألمانيات من نفس السن، وتعادل ثلاثة أضعافها بين التركيات في تركيا.

البروفسور ماير طالب الألمان بانفتاح اجتماعي وثقافي أكبر، لأن العزلة الثقافية - الاجتماعية واختلاف الثقافات، يمهدان للإصابة بالأمراض النفسية. وأشار إلى أن ضعف اللغة عند المهاجر قد يؤدي إلى سوء تشخيص الطبيب. وطالب، على هذا الأساس، بمزيد من الأطباء من أبناء المهاجرين، وباستخدام مترجمين متخصصين في الطب، لمساعدة المريض والطبيب على حد سواء. أن أمراضا جسمانية، مثل الصداع، والصداع النصفي، وأمراض المعدة، والقلب، والأوجاع المختلفة ليست سوى انعكاسات للأمراض النفسية التي يعاني المهاجر منها.

جدير بالذكر أن دائرة الإحصاء المركزية أعلنت أن سكان ألمانيا، من أصول أجنبية، يشكلون 20 في المائة من مجموع النفوس (33 في المائة أتراك)، ويتمتع نصف هؤلاء بالجنسية الألمانية.