«الغاط السعودية» تواكب التوجه العالمي وتدرج شجرة البان ضمن رزنامتها الزراعية

غصنٌ من البان في وشاحِ.. ركَّب في مَغْرِس رداحِ

شجرة البان
TT

وجد فيها الشعراء ضالتهم، واختلطت دموع المحبين والعشاق والملتاعين بأوراقها وأغصانها، بل ذهب الهائمون في بحور الغرام بوصف من أحبوا بجذعها وأغصانها وتغنوا بذلك وأسقطوها على معشوقاتهم. إنها شجرة البان أو «المورينغا» التي نالت اهتمام كثير من الباحثين لشدة اخضرارها الدائم وقيمتها الغذائية والدوائية، وهو ما دعا الخبراء إلى المطالبة بالتوسع في زراعتها بمختلف أنحاء العالم.

شهدت محافظة الغاط (250 كلم شمال غربي الرياض) يوم الأربعاء محاضرة يتبعها عرض لتجربة استنبات هذه الشجرة، تزامنا مع إنجاز المحافظة لكمية كبيرة من الشتلات الخاصة بشجرة البان؛ لاستنباتها الشهر المقبل مع انطلاق أكبر حملة بيئية في متنزه «الغاط» الوطني، ومعه تدخل المحافظة المرحلة العالمية للمرة الثانية بعد حصولها ممثلا بالجمعية التعاونية على جائزة منظمة السياحة العالمية «يولسيس» ومقرها إسبانيا، عن مشروع تأهيل قرية الغاط القديمة في المحافظة، حيث تسلم عبد الله الناصر السديري محافظ الغاط في احتفال أقيم العام الماضي في البرتغال هذه الجائزة.

ولم تكن محافظة الغاط بعيدة عن التوجه العالمي بالاهتمام بشجرة الحياة، أو شجرة الفقراء، إذ بادرت إلى إدراج شجرة البان «المورينغا» ضمن أجندتها ورزنامتها الزراعية.

وأبلغ «الشرق الأوسط» عبد الله السديري محافظ الغاط يوم أمس، بأن المحافظة ستشهد اليوم الأربعاء، عرضا لتجربة مركز البحوث في جامعة طيبة بالعلا في مجال مشاريع النباتات الصحراوية من خلال الحديث عن شجرة البان، يطرحها كل من الدكتور سالم البلوي، المشرف على فرع جامعة طيبة بالعلا، والأستاذ الدكتور سامي محمد زلط رئيس مركز البحوث وكلية العلوم بالجامعة. لافتا إلى أن المحافظة أدرجت ضمن مشروعها الكبير للحفاظ على الغطاء النباتي والاستزادة منه وإنبات أشجار تناسب البيئة الصحراوية في متنزه «الغاط» الوطني الذي يعد أحد أكبر المتنزهات الطبيعية في السعودية.

وأشار إلى أنه سيتم خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، البدء في إنبات شجرة البان التي تنمو في الأراضي القاحلة والحارة وتعد من أسرع الأشجار في النمو، واستحوذت على اهتمام سكان العالم، ويتزامن هذا التوجه مع انطلاقة أكبر حملة بيئية في متنزه المحافظة.

يشار إلى أن البان شجرة ذات أفرع مستقيمة قليلة التفرع يصل طولها إلى 6 مترات، وبحسب الموسوعة الزراعية الشاملة فإن الشجرة تحتوي أوراقا مركبة ولكنها قليلة جدا ووريقات الأوراق صغيرة، للنبات أزهار كثة جميلة ذات لون وردي جذاب؛ تبدأ في الظهور قبل ظهور الأوراق في الفترة مابين شهر مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، تعطي الأزهار بعد التلقيح ثمارا قرنية طويلة تحتوي كل ثمرة على عدد من البذور في صف واحد، البذرة كبيرة وتشبه إلى حد ما الفستق.

وبخصوص المحتويات الكيميائية لنبات البان، ذكرت الموسوعة بأنه «يستخرج من بذور نبات البان زيت ثابت يشبه في شكله زيت الزيتون ويستخدم هذا الزيت للأكل، ويفضل على زيت الزيتون والسمن البري، يتكون هذا الزيت من أحماض دهنية كثيرة.

ونقلت الموسوعة عن ابن سينا قوله في البان «إن حبه أكبر من الحمص، مائل إلى البياض وإنه منقى، خصوصا لبه، ويفتح مع الخل والماء السدد في الأحشاء، وينفع بالخل في معالجة الجرب. فيما يقول المظفر عن البان «إنه شجر ينمو ويطول كالأثل، وإذا أرادوا استخراج الدهن رد على الصلابة حتى ينعزل قشره ثم يطحن ويعصر». وهو كثير الدهن الذي يستعمل في العطور والطيوب المرتفعة، أما ثفله الذي يبقى بعد استخراج دهنه فينفع من الكلف والنمش والبرش الذي في الوجه من الجرب والحكة.