الفنون البصرية في مهرجان «نور للثقافة العربية» بلندن

تعرض في أماكن متنوعة من العاصمة بداية من الجدران العامة إلى قاعات الفنون الجميلة

TT

يمتد مهرجان «نور» في حي كينسينغتون وتشيلسي بلندن للفنون المعاصرة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في عامه الثالث، إلى أكثر من 25 مكانا طوال شهرين من خلال عرضه لفنون مثل: الفنون البصرية، الموسيقى، الأدب، الأفلام والمناقشات وغيرها. وفي الأسبوع الأول من المهرجان، تم افتتاح عدد من معارض الفنون البصرية للجماهير. وتعد الأنواع المختلفة من الفنون البصرية التي يقدمها ذلك المهرجان تمثيلا قويا لتنوع برنامج 2012. وقد تم تشجيع الجماهير في الأسبوع الأول على مشاهدة الرسوم، والتصميمات الغرافيكية، وفن التصوير الفوتوغرافي، والطباعة، والوسائط المختلطة في أماكن متنوعة بداية من الجدران العامة إلى قاعات الفنون الجميلة.

ويقدم الفنان المغربي المعاصر الذي يقيم بين باريس ومراكش، عبد الرحيم يامو، أول معرض مستقل له بالمملكة المتحدة والذي يحمل عنوان «العمل انطلاقا من الحياة» في صالة عرض موزاييك رومز بكينسنغتون. وتمثل لوحاته المستوحاة إلى حد كبير من العالم الطبيعي الولع بالاستمرارية والتغير والصراع بينهما. وتقدم أعماله تفسيرا أصيلا لاستخدام الأشكال الطبيعية في الفن الإسلامي التقليدي والتصميم من خلال تقديم يامو المزيد من الأداء التجريدي ذي النمط الخاص للأشكال النباتية. وعن المعرض يقول يامو: «إن عالم النباتات – مصدر لا نهائي للأشكال الجديدة - هو استعارة خصبة لتفاعلاتنا الإنسانية وإلهامنا. فلم نعد نستلهم الأشكال النباتية لطبيعتها، ولكن نظرا لما يمكن أن تصبح عليه في نموها المحتمل».

وسوف تستضيف الموزاييك حوارا مع الفنان والدكتور وولفجانج ستوبي في «حدائق كيو النباتات الملكية» في العشرين من أكتوبر (تشرين الأول). وسوف تدور المناقشة حول تلك العلاقة الفريدة بين علم النبات وممارسات الفن المعاصر، مما يعكس الإلهام خلف «العمل انطلاقا من الحياة». وسوف يستمر المعرض حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.

كما تعرض قاعة «ميكا» التي تقع بـنايتسبريدج عرضا جماعيا يعكس ما أسموه «الربيع العربي الأصلي - الانتفاضة الفلسطينية». ويعد ذلك المعرض حملة توعية وحملة جمع تبرعات بالتعاون مع مؤسسة القدس للمدارس الطبية بفلسطين. ويقدم المعرض مجموعة من المشاهدات من الربيع العربي بينما يلقي الضوء على أهمية الخدمات الطبية والتعليم في فلسطين وهي المهمة التي تكرس مؤسسة القدس للمدارس الطبية بفلسطين جهودها من أجلها. ويتضمن المعرض تسعة فنانين بما في ذلك مجموعة «تخيل فلسطين»، وهي مجموعة للتواصل البصري تستخدم الرسوم لكي تروي حقائق حول فلسطين. ويشارك أيضا بالمعرض عدد من الفنانين المرموقين مثل ليلى الشوا التي تقيم بلندن ومنى السعودي التي تقيم ببيروت. وقد قدمت منى السعودي التي تشتهر بإبداعها في النحت، رسومات بالحبر. وتقول: «استوحيت تلك المجموعة من الشاعر الفلسطيني محمود درويش. فقد كنت أعتزم أن أهديها له كهدية عيد ميلاده في مارس (آذار) 2009. ولكن وفاته المفاجئة في أغسطس (آب) 2007 أخرت المشروع. ثم وفي مارس 2012، قدمت ذلك التكريم إلى درويش، الشاعر العظيم، والصديق والمصدر الدائم للإلهام». تضمن المعرض أيضا فنانين واعدين، مثل ضياء البطل، وبشار حروب. استلهمت ضياء البطل أعمالها أيضا من الشاعر درويش، كما قدمت تكريما للكثير من الأبرياء الذين قتلوا في سوريا. تقول ضياء: «لقد تم توثيق الأسماء، وطريقة وفاتها، ودفنها، وجنازتها - إذا أمكن - على الـ(يوتيوب). وتصور تلك الرسوم بعض تلك الأسماء». يستمر المعرض في قاعة ميكا حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2012.

ويعد الأثر الذي خلفه المهرجان على شوارع كينسنغتون هو المهمة الفريدة التي قام بها مهرجان نور والخدمات الثقافية لبلدية كينسنغتون وشيلسي. حيث يغطي خليط من الصور التوثيقية والمشاهد الخيالية التي رسمتها الفنانة اللندنية نادية حمود جدار بورتوبيلو في طريق بورتبيلو وتستمر حتى مارس 2013. وتمثل تلك الصور قصيدة لثقافات الشاي والقهوة في فترات تاريخية مختلفة. وعلى وجه خاص، يعد ذلك المشروع انعكاسا لمحلات القهوة الشمال أفريقية في لادبروك غروف، المنطقة التي ينتصب فيها الجدار. وباعتباره حيا يسكنه العرب، يعد المشروع أيضا انعكاسا لرحلات المقيمين بذلك الحي من شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى المملكة المتحدة.

وأخيرا، هناك معرض للتصميمات الجرافيكية المبدعة لمعز أنور. وتتضمن أعمال ذلك الفنان الذي يشتهر باسم «معز» فقط تقنيات تجريبية تمزج مبادئ الفن الإسلامي الكلاسيكي والفلسفة مما يعكس العوامل الجيوسياسية الثقافية المعقدة للعالم العربي الحديث. وتمزج العناصر الجمالية المعاصرة المبهرة في أعماله بين الأنماط الهندسية وتضيف إلى الطباعة صورا جريئة الألوان التقطها أندي هوتون. ويعد ذلك المعرض هو أول معرض فردي لمعز بالمملكة المتحدة وهو يحمل عنوان «النقطة النووية» والذي سيتم عرضه في متحف ليتون هاوس. فيقول معتز: «يغطي معرض (النقطة النووية) نطاقا من الفنون العربية والتصميمات التي أنتجتها منذ التخرج في 2009، من المطبوعات والمواد التحريرية إلى فن الخط العربي، والتصوير وغيرها. وباعتباري فنان تواصل بصري، فإن الكثير من أعمالي تستكشف كيف نحدد خصائص الهوية».

ويجري معتز حوارا حول أعماله في متحف ليتون هاوس في 20 أكتوبر 2012 يناقش فيه كيف يمكن للعلوم والتكنولوجيا والطريقة التي يتواصل بها الإنسان أن تلهم وتعزز أعماله. وسوف يتناول النقاش أيضا النقاط الصناعية وكيف يمكن الحفاظ على تفرد الشكل.