«الزار» و«الصيادين في رشيد» للفنان محمود سعيد في المزاد لأول مرة

تعرض في مزاد «كريستيز» للأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة

«سورة لقمان» للفنان فؤاد كويشي هوندا
TT

تعود لوحات رائد الفن المصري الحديث محمود سعيد لتتصدر أحد أهم مزادات الفن العربي المعاصر في كريستيز هذا الشهر ضمن مزاد الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة الذي تنظمه دار «كريستيز» في دبي في 23 و24 أكتوبر (تشرين الأول) 2012. وحسب ما ذكرت الدار في بيان صحافي، فقد تم إيداع كلا العملين للبيع من ضمن مجموعة مصرية خاصة وفاخرة في مصر توارثتها أسرة الفنان. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها اللوحتان (الزار) و(الصيادين في رشيد) في المزاد العلني، إذ لم تعرض لوحة الزار نهائيا من قبل، في حين تم عرض لوحة «الصيادين في رشيد» في عام 1964 وهو العام ذاته الذي توفي فيه الفنان.

وتعد لوحة «الصيادين في رشيد» أحد أعمال الفنان الأكثر شمولا، إذ تظهر المشهد المصري بتفاصيله الغنية قرب نهر النيل مع الصيادين المنهمكين بإفراغ صيدهم، لتبرز تعبيرا مثاليا عن الهوية المصرية الوطنية. وكان الفنان قد رسم اللوحة عام 1941. وتقدر قيمتها بــ400.000 – 600.000 دولار أميركي. أما لوحة «الزار»، فهي لوحة زيتية أولية أعيد اكتشافها مجددا وترصد عملا فنيا أكثر شهرة، حيث تصور مجموعة من الراقصين والموسيقيين، وهي لوحة تمتزج فيها الروحانية والغموض، وتبلغ قيمتها 150.000 – 200.000 دولار أميركي.

وعلق مايكل جيها، المدير التنفيذي لدى «كريستيز» في الشرق الأوسط على المزاد بقوله: «تعد لوحة (الصيادين في رشيد) إحدى التحف الفنية القليلة جدا لسعيد التي حفظت في أياد أمينة، وقد حظينا بشرف إيداعها لدينا إلى جانب لوحة (الزار) لتكون من بين أبرز اللوحات المعروضة لدينا في مزادنا المقام في شهر أكتوبر».

وكانت دار «كريستيز» قد باعت في مزاد دبي 2010 لوحات لسعيد تضمنت لوحة «الدراويش»، (1929)، التي بيعت برقم قياسي بلغ 2.5 مليون دولار أميركي، ولوحة «الشادوف»، (1934)، التي بيعت بمبلغ 2.4 مليون دولار أميركي في العام نفسه، ومرة أخرى في «كريستيز». وتعد لوحة «الصيادين في رشيد» أحد أكبر أعمال سعيد الفنية التي ظهرت في المزاد على الإطلاق، ويمكن اعتبارها من مستوى لوحة «الدراويش»، و«الشادوف».

وتأتي لوحة «الصيادين في رشيد» ضمن ثلاثة أعمال فنية شهيرة لسعيد يصور فيها الصيادين وهي أكثرها تمثيلا لعمله الإبداعي، إذ إنها ترصد بصدق جوهر مصر ضمن عمل فني متناغم ومتجانس. وكما يشير العنوان، يقع المشهد في منطقة «رشيد»، وهو ميناء على الساحل المصري الشمالي الذي تم فيه اكتشاف حجر رشيد الشهير عام 1799. ويوفر هذا الموقع التاريخي بيئة مثالية للوحة محمود سعيد، مع الإشارة إلى اسم المدينة في العنوان، مما يجعلها صورة لماضي مصر العريق.

ويؤكد سعيد في لوحته «الصيادين في رشيد» الجهود المضنية التي يبذلها الصيادون وهم يسحبون شباكهم بعد عمل يوم طويل ومرهق. ولكنه لا يظهرهم بمظهر رث وإنما يبرز أجسادهم الضخمة والقوية. ويمتلئ المشهد بالحيوية والقوة الرجولية، يوازيها في المقابل الوقوف الجليل والجميل للسيدة على يسار من يحمل السلة المليئة بالسمك الطازج. في حين يغطي المشهد برمته أشعة الشمس الذهبية الدافئة.وتمثل لوحة «الزار» رسما زيتيا أوليا مذهلا لعمل فني أكبر يحمل العنوان نفسه، أما موقعها فهو غير معروف. وتماما كما رسام الباروك الفلمنكي، بيتر بول روبنز، الذي هو محط إعجابه، أنتج سعيد «النماذج» أو أنهى الرسوم الزيتية لبعض أعماله الفنية الأكثر تحديا وذات الحجم الكبير. ويعود تاريخ «النموذج» الحالي للوحة «الزار» في الأغلب إلى العام نفسه للوحة النهائية في 1939. (وتبلغ القيمة التقديرية: 150.000 – 200.000 دولار أميركي).

ريع ستة أعمال يخصص لدعم «مؤسسة قزوين للفنون» و«كلية الأمير تشارلز للفنون التقليدية» تخصص الدار أرباح ستة أعمال فنية لصالح مؤسستين إبداعيتين غير ربحيتين، إذ تبرع عدد من الفنانين والصالات الفنية بستة أعمال سيذهب ريعها لدعم «مؤسسة قزوين للفنون» - المؤسسة غير الربحية، التي من بين أهم أهدافها تقديم الدعم لطلاب الفنون من بلدان المنطقة لإتمام دراستهم في الخارج. وبالمثل، تبرع «متحف الفنون الإسلامية» بماليزيا و«مجموعة فرجام» والأميرة وجدان الهاشمي من المملكة الأردنية الهاشمية بسبعة أعمال فنية، سيذهب ريعها لدعم «كلية الأمير تشارلز للفنون التقليدية» التي أسسها بالعاصمة البريطانية عام 2004 أمير ويلز لتدريب المهتمين على الفنون التقليدية والحرف اليدوية، وتنصب المساقات التي تطرحها الكلية على تدريس المهارات العملية للفنون التقليدية والحِرَف اليدوية والفلسفة الكامنة والمتأصلة بهما. وتشتهر الكلية ببرنامج الدراسات العليا المنصب على ممارسة الفنون التقليدية. كما تطرح الكلية برامج تدريبية داخل المملكة المتحدة وخارجها بهدف تمكين المهتمين من تعلم المهارات العملية التي لم تعد متاحة في الكثير من كليات الفنون الجميلة في العالم.