التلاميذ الأفغان يصلون لشفاء الفتاة ملالا بعد تعرضها لاعتداء على يد طالبان

طالبان الباكستانية هددت بقتل والد الناشطة واعترفت بإرسال فرقة لاغتيالها

TT

أقيمت أمس في جميع المدارس الأفغانية صلاة لشفاء الفتاة ملالا يوسفزاي التي تعرضت لاعتداء على يد متمردي طالبان باكستان الذين تنتقدهم بشدة. وصرح أمان الله إيمان المتحدث باسم وزارة التربية الأفغانية لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا «أدى 9.5 مليون تلميذ في 15500 مدرسة ومركز تربوي موزعة في البلاد الصلاة لشفائها العاجل». وأضاف أن «التلاميذ أعربوا أيضا عن تضامنهم مع شقيقتهم لأن الهجوم عليها كان أيضا هجوما على التعليم». وقالت فريشتا، وهي تلميذة في الـ14 من عمرها «ملالا ليست سوى فتاة وتلميذة مثلنا. لم يكن يفترض إطلاق النار عليها بتاتا». وكانت ملالا أصيبت في الكتف والرأس على يد طالبان باكستان ونقلت إلى مستشفى روالبندي العسكري حيث كانت لا تزال الجمعة في غيبوبة. وزار رئيس الوزراء الباكستاني رجاء برويز أشرف الفتاة التي نالت العام الماضي أول جائزة وطنية للسلام في باكستان بعد أن قامت في 2009 وهي في سن الـ11 من عمرها بالتنديد على مدونة لـ«البي بي سي» بأعمال العنف التي ترتكبها طالبان. وكانت طالبان باكستان أكدت في وقت سابق هذا الأسبوع أنها أطلقت النار على ملالا لأنها تدافع عن القيم الغربية.

إلى ذلك، اتصل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أول من أمس هاتفيا بوالد الناشطة المصابة ملالا يوسفزاي أعرب خلال الاتصال عن حزنه وصدمته إزاء الحادث. وأدان زرداري بشدة هذا العمل الهمجي من المتشددين، وقال إنهم بهذه الأعمال كشفوا عن وجههم الحقيقي للعالم، مؤكدا أن المتشددين لن ينجحوا أبدا بهذه الأفعال في النيل من عزيمة الشعب والحكومة على مواجهة التشدد. كما زار رئيس الوزراء رجاء برويز أشرف يرافقه قادة الأحزاب السياسية المختلفة أمس المستشفى العسكري في روالبندي للاطمئنان على صحة الناشطة الحقوقية الصغيرة.

من جانبه، صرح المتحدث العسكري الباكستاني الميجور جنرال عاصم باجوا، نقلا عن المتخصصين في جراحة الأعصاب والرعاية المركزة، بأن «حالة ملالا مستقرة ولكنها ما زالت حرجة»، مضيفا أن لجنة من كبار أطباء الجيش يشرفون على رعايتها بدعم من خبيرين طبيين بريطانيين. وقال كبير المتحدثين باسم الجيش إن ملالا ما زالت على جهاز التنفس الصناعي ولم يتم اتخاذ أي قرار بنقلها إلى الخارج للعلاج.

في الوقت نفسه، هددت حركة طالبان الباكستانية بقتل والد ملالا واعترفت بإرسال فرقة لاغتيال الناشطة المدافعة عن حق البنات في التعليم.

وقال ناطق باسم فرع حركة طالبان الباكستانية في وادي سوات إن قيادته قررت بالفعل منذ شهرين قتل الناشطة البالغة من العمر أربعة عشر عاما، وأرسلت فرقة اغتيالات لتنفيذ العملية. ونسبت قناة «دون نيوز» إلى الناطق سراج الدين أحمد أن ملالا يوسفزاي تلقت ثلاثة تحذيرات لوقف أنشطتها المروجة لـ«الفكر الغربي»، لكنها لم تتراجع، وقال المتحدث إن الحركة لم يكن لديها نية لقتلها ولكنها اضطرت لذلك عندما لم تتوقف عن التحدث ضد طالبان، مضيفا أن طالبان قد عقدت اجتماعا قبل بضعة أشهر اتفقت فيه بالإجماع على قتلها، ثم عهدت بهذه المهمة لقادة عسكريين للتنفيذ.