فيليكس كسر حاجز الصوت بـ1.24 مرة

مغامرته قدمت معلومات علمية لم يكن ممكنا الحصول عليها من قبل

لحظة قفز باومغارتنر من الكبسولة (إ.ب.أ)
TT

حطم المغامر النمساوي فيليكس باومغارتنر (43 عاما) الذي قفز الأحد من ارتفاع 38 كيلومترا فوق سطح البحر قرب الحدود العليا للغلاف الجوي الأحد، ثلاثة أرقام قياسية بينها الرقم القياسي لأعلى ارتفاع للقفز الحر حسبما قال رعاة المشروع.

وروى باومغارتنر المشاعر التي اختلجته عندما خرج من مدخل الكبسولة على ارتفاع 39 ألف و45 مترا فوق صحراء ولاية نيومكسيكو في الولايات المتحدة. وقال للصحافيين: «عندما نقف هناك عند قمة العالم، نشعر بتواضع كبير ولا نفكر في تحطيم أرقام قياسية، ولا الحصول على معلومات علمية - الشيء الوحيد الذي تريده هو العودة حيا».

وكانت الهتافات قد انطلقت في اللحظة التي قفز فيها من فوق لوح في حجم لوح التزلج يمتد خارج الكبسولة المصنوعة من الألياف الزجاجية والإكريليك يبلغ طولها 3.3 متر وعرضها 2.4 متر التي حملها بالون ضخم محشو بغاز الهليوم يماثل ارتفاعه ناطحة سحاب من 55 طابقا إلى ارتفاع 128 ألف قدم.

وصاح حشد المتفرجين أثناء سقوط المغامر النمساوي عبر الطبقة العليا من الغلاف الجوي قائلين: «نحبك يا فيليكس».

وقد بلغت السرعة القصوى للمغامر النمساوي فيليكس باومغارتنر خلال قفزته مساء الأحد 834 ميلا في الساعة (1342. 2 كيلومترا) أي ما يوازي 1.24 مرة سرعة الصوت التي تصل إلى ألف كيلومتر في الساعة، وهو رقم قياسي في القفز الحر من حدود الغلاف الجوي، وفق ما أكد متحدثون رسميون الأحد.

وهذه السرعة التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر صحافي أعقب القفزة التي قام بها المغامر النمساوي ببضع ساعات، أعلى بكثير من تلك التي أعلنتها متحدثة باسم فريق باومغارتنر في وقت سابق وحددت سرعة القفزة القصوى بأنها 706 أميال (1136 كلم) في الساعة.

وجاءت قفزة باومغارتنر باتجاه الأرض في الذكرى الخامسة والستين لرحلة الطيار الأميركي الأسطورة تشاك ييجر الذي كسر حاجز الصوت في 14 أكتوبر عام 1947.

كما حطم باومغارتنر الرقمين القياسيين لأعلى ارتفاع يصل إليه بالون مأهول وأعلى ارتفاع للقفز الحر بالمظلة قبل أن يهبط بسلام على الأرض ويرفع ذراعيه في إشارة للنصر بعد نحو عشر دقائق من بداية القفز.

واخترق باومغارتنر (43 سنة) حاجز الصوت بعد بضع عشرات من الثواني وتمكن من فتح مظلته بعد أربع دقائق و19 ثانية من قفزته من كبسولة متصلة بمنطاد ضخم.

وتابع الملايين مغامرة هذا المظلي النمساوي عبر شاشات التلفزيون وعلى الإنترنت.

وفي الوقت الذي كانت فيه والدته ووالده وصديقته يشاهدونه عبر الشاشات بأعين تذرف الدموع كان باومغارتنر يستعد للقفز من الكبسولة المكيفة الضغط بمراجعة قائمة تضم 40 إجراء من الإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامته بمساعدة المشرف على المشروع جو كيتنجر حامل الرقم القياسي للقفز بالمظلة من على ارتفاع 30 كيلومترا وهو الرقم الذي حطمه المغامر النمساوي.

واستغرق صعود باومغارتنر إلى الطبقة العليا من الغلاف الجوي نحو ساعتين ونصف الساعة.

وكان باومغارتنر أقلع في التاسعة والنصف صباحا (15:30 بتوقيت غرينتش) بالمنطاد ليصل بعد ساعتين ونصف إلى الارتفاع المحدد. وبعد التحقق من قائمة مهامه، قفز في الفراغ ورأسه إلى الأمام.

وبعد هبوطه على الأرض بسلام انضم إليه عدد من أعضاء فريقه. وقال عقب هبوطه إنه كاد يتخلى عن مهمته بعدما غطى البخار الغطاء الزجاجي للخوذة.

وقد وصل ثمن البدلة التي كان باومغارتنر يرتديها 200 ألف دولار بينما بلغت قيمة الهليوم الذي استخدم لتعبئة البالون الضخم أكثر من 70 ألف دولار.

والجدير بالذكر أنه لا يمكن اعتبار الأرقام القياسية التي سجلها أرقاما رسميا حتى يعتمدها «اتحاد الإيرونوتيك الدولي» وهو اتحاد الألعاب والرياضات الجوية تأسس في عام 1905.

وقد أدت جهود باومغارتنر إلى تحطيم أرقام قياسية ظلت قائمة لأكثر من 50 سنة. فقد حقق الكولونيل جو كيتنغر، الذي كان يعمل ضمن فريق باومغارتنر أعلى وأسرع وأطول قفزة حرة عندما قفز من منطاد من الهليوم عام 1960 حيث قفز من ارتفاع 31 كيلومترا. وقد حطم باومغارتنر كل الأرقام ماعدا أطول قفزة حرة، فقد قفز لمدة 4 دقائق وعشرين ثانية قبل أن يفتح المظلة بينما قفز كيتنغر لمدة 4 دقائق وثلاثين ثانية.

وقد صمم وشيد فريق باومغارتنر كبسولة خاصة لحمايته وهو في طريقه لهذا الارتفاع الهائل، بينما كان يرتدي بدلة فضائية بلغ ثمنها 200 ألف دولار من صنع نفس الشركة التي تعد البدلات التي يستخدمها رواد الفضاء وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية أن القفزة قدمت معلومات لا تقدر بثمن حول تطوير شبكات مظلات للأداء العالي والقفز من ارتفاعات عالية وأن الدروس المستفادة ستقدم معلومات قيمة حول تطوير أفكار جديدة لعمليات الإخلاء الطارئ من سفن الفضاء.

ويذكر ان «الشرق الأوسط» كانت أول صحيفة عربية أو شرق أوسطية تجري حوارا مع الطيار النمساوي فيليكس باومغارتنر قبل أكثر من عام وأثناء تجاربه على القفزة التي كسر فيها حاجز الصوت بالجسم البشري.

وشرح باومغارتنر حينها أن الخطط التي يدعمها فريق من علماء وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» وبرعاية «ريد بل ستراتوس» ليست فقط لتسجيل مغامرة في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، بل من أجل أبحاث علمية وطبية واستكشاف معايير جديدة في مجال سلامة الطيران وتعزيز إمكانيات رحلة الإنسان إلى الفضاء.

وحققت القفزة التاريخية ل باومغارتنر رقما قياسيا آخر في بوابة مقاطع الفيديو على الإنترنت «يوتيوب». وأعلنت شركة «غوغل»، أكبر محرك بحث على الإنترنت والمشغل لموقع «يوتيوب» ان أكثر من 8 ملايين شخص شاهدوا لحظة قفز باومغارتنر مباشرة عبر الإنترنت. ويحطم هذا الفيديو الرقم القياسي الذي حققه البث الحي لوقائع تنصيب الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2009 عبر شبكة «أكاماي» الإلكترونية، الذي بلغ عدد مشاهديه أكثر من سبعة ملايين شخص.