أطفال جدة يستكشفون عالم البحار خلال عطلة الحج

دورات لتعليم الغوص مرخصة دوليا

يستخدم معهد الغوص والانقاذ البحري أفضل الآليات في التدريب النظري والعملي («الشرق الأوسط»)
TT

مع اقتراب عطلة موسم الحج، تتسابق المراكز الاجتماعية والثقافية في المملكة العربية السعودية لعمل أنشطة ترفيهية وتعليمية للأطفال والأسرة قبل العودة للصفوف الدراسية من جديد. وبالنسبة إلى مدينة جدة «عروس البحر الأحمر» فلقد كان موقعها منذ زمن غير قصير سببا لتميز الأنشطة التي تعدها، إذ وفر لها موقعها على البحر خيارات ورياضات يتعذر على سكان المدن الداخلية تأمينها.

رياضة الغوص واستكشاف عالم ما تحت الماء من أبرز الرياضات البحرية التي تقدمها جدة من خلال مراكز تعليمية وتدريبية متخصصة عالميا، وهذه الأيام تجرى دورة تدريبية مكثفة للحصول على رخصة دولية تمنح الأطفال فرصة لسبر أعماق البحار بعد اجتياز الدورة المحددة بسبعة أيام، وهي موزعة على يومين للدراسة النظرية، ومثلهما في مسبح محدود العمق، قبل الانتقال للتدريبات في أعماق البحر ليومين إضافيين، ومن ثم العودة للاختبار في اليوم السابع.

من جهته، أكد معهد تدريب الغوص والإنقاذ والملاحة البحرية في جدة جاهزيته لاستقبال المتدربين من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و15 سنة، هذا الأسبوع، للانخراط في برنامج «بادي الصغير» الذي يمنحهم رخصة غوص دولية بعد أسبوع من التدريب النظري والعملي، ما يعني إمكانية الحصول على الرخصة قبل حلول عيد الأضحى بثلاثة أيام. وبالفعل، أوضح أحمد الشهيب، الناطق الرسمي باسم مجموعة الأحلام للسياحة البحرية في السعودية، لـ«الشرق الأوسط» في حوار معه، أن المعهد، الذي يعتبر أحد أفرع المجموعة، «سيكون جاهزا لاستقبال المتدربين بشكل يومي، ما يمكنه من تخريج ثلاث دفعات على الأقل قبل حلول عيد الأضحى المبارك».

وتابع الشهيب شارحا: «سيقدم معهد الأحلام لتدريب الغوص والإنقاذ والملاحة البحرية، من خلال برنامج (بادي الصغير)، التدريب للأطفال من سن 8 سنوات إلى 11 سنة، وذلك في دورة مدتها أسبوع أعدت خصيصا لتتلاءم مع قدرات الصغار، وتعطي الآباء فرصة التمتع برؤية أطفالهم يمارسون هذه الهواية الممتعة معهم، مقابل 1500 ريال (400 دولار أميركي)».

وأضاف أن «المعهد سيقدم برنامجا آخر مخصصا لليافعين، أي من هم في المرحلة العمرية بين سن 12 سنة و15 سنة، يحصل المتدرب فيه على المهارات والمعارف التي تؤهله للحصول على رخصة غواص (بادي) بعد إكماله سن الخامسة عشرة، ومدة هذا البرنامج أسبوع واحد قابل للزيادة في حال حاجة المتدرب، دون أي تعديل على رسوم التدريب».

وإلى جانب دورة «بادي الصغير»، يتيح المعهد فرصة للتعمق أكثر واكتساب خبرات أكبر في فنون الغوص، والتعرف من خلالها على مشكلات وإصابات الغوص، وكيفية منع حدوثها والسيطرة عليها، وكذلك كيفية مساعدة الغواصين الآخرين الذين يقعون في مواقف حرجة أثناء الغوص معا، من خلال برنامج دورة «الاستجابة السريعة للطوارئ»، وهي دورة يتعلم منها المتدرب كيفية السيطرة على الطوارئ بشكل عام، وتشمل التنفس الاصطناعي وتدليك القلب والسيطرة على النزف والجروح وغيرها من المهارات الإسعافية التي يحتاج إليها كل فرد في المجتمع.

وعلى صعيد آخر، هناك دورات أكثر تخصصية يقدمها المعهد، منها دورة «غواص مرشد» للراغبين في التقدم في التدريبات على فنون الغوص، ويشمل البرنامج معارف نظرية وعملية عالية، إضافة إلى برامج عالية المستوى من التدريب النظري والعملي، تجرى بإشراف استشاري تدريب ومدرب مدربين في «بادي»، ومدة البرنامج شهرين.

إلى ذلك، يعتبر معهد الأحلام لتدريب الغوص والإنقاذ والملاحة البحرية في جدة، أول معهد بحري متخصص في الملاحة والغوص والإنقاذ البحري ولد من رحم القطاع الخاص في السعودية، وذلك في أعقاب اعتماده رسميا من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، إضافة إلى أنه أول معهد بحري حاصل على شهادة الجودة العالمية «الآيزو 2008 - 9001» من مؤسسة بيرو فيرتيتاس الفرنسية.

وانطلاقا من دوره المجتمعي وكونه جزءا متفاعلا في محيطه، يقدم المعهد دورات وبرامج تدريبية تساعد في تدريب وتأهيل الشباب خريجي مراحل التعليم المختلفة، للعمل في القطاعين العام والخاص، للحصول على فرص وظيفية بالمجال البحري لدى شركات الملاحة والشركات البحرية والشركات السياحية والموانئ في القطاعين العام والحكومي. وتعتبر دورة فني بحري «بحار» من الدورات المعتمدة في المعهد التي تؤهل المتدرب لوظيفة «بحار» يمتلك القدرة على العمل في السفن والوسائط البحرية. وتشمل دورة قيادة وحدات بحرية، والتدرب على الأجهزة الملاحية على سطح السفينة، والحصول على شهادة معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

واختتم الشهيب كلامه بالقول: «يلتزم المعهد باستخدام أفضل آليات التدريب النظري والعملي، ومبدأ التطوير والتحسين المستمر، كما يلتزم بسياسة التميز والتفوق في جميع أهدافه التي تأسس عليها، وتقديم أجود الخدمات التدريبية، والاعتماد على أفضل الكوادر التعليمية المؤهلة». وتابع: «وهذا إلى جانب توفيرنا قاعات ومناطق تدريب مجهزة بشاشات العرض والوسائل التعليمية المتطورة، إضافة إلى مسبح مغلق لتدريب السباحة والغوص في مقر المعهد وفق المعايير والأوصاف الدولية المعتمدة».