«عيش البلد» احتفال فني ثقافي بالبلدة القديمة في القدس

الفلسطينيون يواجهون ظروف العزل بمهرجانات لحفظ الإرث الثقافي

TT

رغم كل الظروف المحيطة بالعالم العربي عامة، التي تعيشها فلسطين على وجه الخصوص، ما زالت بوارق الأمل هي العنوان الرئيسي في الشارع الفلسطيني، حيث يأبى الفلسطينيون الضعف أمام كل التيارات المضادة لهم، ومن ضمن ما يحرص عليه المجتمع الفلسطيني هو عدم التفريط في تراثه الثقافي والفن الشعبي. وفي الجزء الشرقي من مدينة القدس يشعر قاطنوها أن عليهم إحياء مدينتهم بعدة طرق منها محاولة زيادة عدد سكانها من الفلسطينيين الأصليين، بهدف تعويض عدم وجود أي سلطة للحكومة الفلسطينية فيها على عكس الضفة الغربية التي تخضع للسلطة الفلسطينية، والجانب الآخر إقامة عدد من المهرجانات الثقافية والفنية لحفظ الوجه العربي الفلسطيني للجزء الشرقي من مدينة القدس.

ومؤخرا شهدت البلدة القديمة بالقدس مهرجانا فنيا وثقافيا فلسطينيا استمر ثلاثة أيام تحت عنوان «عيش البلد» بمركز «اللقلق» في القدس الشرقية.

وشمل المهرجان عروضا للفنون الشعبية قدمتها فرقة وشاح الفلسطينية التي تكونت عام 2002 بهدف الحفاظ على الفن الشعبي الفلسطيني.

ويبين المسؤولون عن تنظيم المهرجان أنه يهدف إلى الاحتفاء بالتراث الثقافي الفلسطيني لمدينة القدس.

وقال منتصر أدكيدك المتحدث باسم المهرجان لوكالة «رويترز»: «مهرجان عيش البلد هو فضاء ثقافي وفني وجولات تاريخية في مدينة القدس الهدف منه هو إحياء المدينة المقدسة، بالإضافة إلى تفعيل الشباب المقدسي وتنمية روح الثقافة لديه وكذلك تعزيز الموروث الثقافي».

ولا يخضع الفلسطينيون في القدس للسلطة الفلسطينية التي لا تستطيع إنشاء مؤسسات ثقافية أو تمويل أنشطة فنية في المدينة، مثلما تفعل في المناطق الخاضعة لسلطتها بالضفة الغربية.

وبدا أن إقامة مثل هذه المهرجانات قد أدت مفعولها على الروح العامة للشارع الفلسطيني، رغم محدوديته، تقول فلسطينية من زوار المهرجان، تدعى كفاح بلهجتها العامية: «كويسة إنها بترفه عن الواحد وبتخليه يغير جو». ويتحدث آخر يدعى نبيل سلهب بروح حماسية نوعا ما: «والله المهرجان جيد. أثبت الشباب أنهم يعملون من أجل القدس وصالح القدس. المهرجان بطبيعته هو عبارة عن إثبات لجذور الشعب الفلسطيني.. إنه متجذر في مدينة القدس ضد الأطماع التي نواجهها».

من جهته حرص مركز الدراسات الثقافية بجامعة القدس على المشاركة والدعم في هذا الجانب من خلال رعايته للمهرجان الذي لقي حضور مئات الفلسطينيين من أهالي القدس الشرقية.

في المقابل يستضيف مركز «اللقلق» في الطرف الشرقي للبلدة القديمة بالقدس كثيرا من الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية.