العاصمة الأميركية تستضيف معرض «روائع آثار السعودية عبر العصور»

ينطلق في واشنطن منتصف نوفمبر ويستمر 3 أشهر

قطعتان من المعروضات
TT

تعكف الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية على تدشين معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في متحف «ساكلر» التابع لمؤسسة «سميثسونيان» في العاصمة الأميركية واشنطن منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ويستمر المعرض لثلاثة أشهر لاحقة، ومن المقرر أن يدشنه الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وكانت قطع المعرض قد وصلت مؤخرا إلى متحف «ساكلر» في واشنطن من متحف البيرغامون في مدينة برلين الألمانية، وتقوم هيئة السياحة والآثار ومتحف «ساكلر» في واشنطن حاليا بتجهيز القطع وتركيبها في صالة العرض في المتحف، وتحضير المطبوعات الخاصة بالمعرض، والإعداد لحفل الافتتاح بالتنسيق مع المسؤولين في المتحف وسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية. وسيكون متحف «ساكلر» أول متحف أميركي يستضيف المعرض عن الآثار السعودية في الولايات المتحدة الأميركية، من بين خمسة متاحف أميركية ستستضيف المعرض على مدى عامين، حيث سيركز المعرض على أثر الطرق التجارية القديمة التي اجتازت شبه الجزيرة العربية في التبادل التجاري والثقافي بين ثقافات مختلفة، من خلال القطع الأثرية المكتشفة حديثا من طرق التجارة القديمة، ومنها الأطباق والأواني الزجاجية الجميلة، والأقراط الذهبية الثقيلة، إضافة إلى إبراز تطور طرق الحج مع ظهور الإسلام.

ويضم معرض روائع آثار المملكة عبر العصور في متحف «ساكلر» ما يربو على 320 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومكتبة الملك عبد العزيز في المدينة المنورة، إضافة إلى قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة، وتغطي هذه القطع الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم وحتى عصر النهضة السعودي.

وأوضح الدكتور علي الغبان، نائب رئيس هيئة السياحة للآثار والمتاحف، أن متحف «ساكلر» يعد المحطة الخامسة للمعرض الذي صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على انتقاله إلى عدد من العواصم الأوروبية والمدن الرئيسية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان متحف اللوفر في باريس هو المحطة الأولى للمعرض، ثم انتقل إلى إسبانيا، حيث استضافته مؤسسة «لاكاشيا»، ثم انتقل إلى متحف الإرميتاج في روسيا، ومن ثم متحف البيرغامون في ألمانيا.

وأكد الغبان أن قطع المعرض اختيرت بعناية لتعكس المشاركة الفاعلة عبر العصور في صنع التاريخ الإنساني، ودوره في الاقتصاد العالمي عبر العصور والتأثير في الحضارات انطلاقا من الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية التي كانت محورا رئيسيا في مجال العلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسرا للتواصل الحضاري بينهما.

وأشار نائب رئيس هيئة السياحة للآثار والمتاحف إلى أهمية المعرض في التعريف بالبعد التاريخي والحضاري للمملكة وما تمتلكه من مخزون تراثي وما تقوم عليه من حضارات متعاقبة، معربا عن أمله في أن يسهم معرض روائع آثار المملكة في تمتين العلاقات ودعم التبادل الثقافي بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية.

يذكر أن المعرض حقق نجاحا واسعا في محطاته الأربع السابقة في متحف اللوفر بباريس، ومؤسسة «لاكاشيا» في برشلونة، ومتحف الإرميتاج في روسيا، ثم متحف البيرغامون في ألمانيا، إذ فاق عدد زائريه مليونا ومائتي ألف زائر منذ انطلاقته.