معبد «هيبس» الأثري في صحراء مصر يفتح ذراعيه للسائحين

ارتدى حلة جديدة بعد أن ظل مغلقا لأكثر من ربع قرن

معبد هيبس في صحراء مصر البيضاء يستقبل السائحين ببانوراما خلابة
TT

أضافت مصر إلى أجندتها السياحية معلما حضاريا مهما، فبعد أكثر من 25 عاما من التطوير والجدل حول طبيعته، فرغت وزارة الآثار المصرية من صيانة معبد «هيبس» الأثري بالوادي الجديد في صحراء مصر البيضاء، ليصبح جاهزا لافتتاحه اليوم (السبت)، من قبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل.

وبافتتاح المعبد سيصبح بمقدور السائحين زيارته بعدما ظل ممنوعا عنهم طوال ربع قرن، إذ تم تطوير المنطقة المحيطة به تمهيدا لاستقبال السائحين، بعد تعرضه للكثير من المخاطر نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية طوال السنوات الماضية.

وقال الدكتور محمد إبراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار، أول من أمس (الخميس) إن «هذا المشروع يأتي بعد أن واجه المعبد الكثير من المخاطر لسنوات طويلة، تحركت خلالها التربة أسفل الأجزاء الأساسية المكونة للمعبد نتيجة تشرب التربة بالمياه الجوفية إضافة إلى تسرب المياه من مزارع النخيل المحيطة بالمعبد طوال السنوات الماضية مما أثر سلبيا على جدران المعبد وعلى عدد من البوابات الأثرية، الأمر الذي أدى إلى ظهور الكثير من التصدعات والتشققات التي كادت تؤدي إلى انهياره».

وتابع: «إن مشروع إنقاذ المعبد شمل محورين، الأول تضمن أعمال ترميم وتدعيم الجدران والحوائط حتى عادت إلى سابق عهدها، بينما اشتمل المحور الثاني على تخفيض منسوب المياه الجوفية التي ارتفعت بشكل كبير مما كان له أثر بالغ السوء على أساسات المعبد، إضافة إلى الحفاظ على منسوب المياه الجوفية عند مستوى ثابت بما لا يؤثر على الأثر، إلى جانب تنفيذ مشروع متكامل للإضاءة بما يمكن الزوار من زيارته ليلا»، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من تطوير المنطقة المحيطة بالمعبد من خلال مشروع متكامل للتنمية السياحية اشتمل على تقديم خدمات سياحية لزائري المعبد، إضافة إلى توفير أنشطة مختلفة، والتي تهدف إلى تنمية موارد المنطقة وقاطنيها.

وأشار الدكتور محمد إبراهيم إلى أنه في المرحلة المقبلة سيتم ربط المواقع الأثرية بمحافظة الوادي الجديد بشكل متكامل، حيث سيتم ربط المعبد بموقع أم الدباديب ومدينة القصر الإسلامية، إضافة إلى جبانة البجوات التي تمثل فترة التاريخ المسيحي في مصر، وتعد من أهم المواقع الأثرية بالمنطقة، حيث تضم أقدم كنيسة في التاريخ مما يجذب السائح من مختلف دول العالم لزيارتها خصيصا، مؤكدا أنه بعد تطوير هذه المنطقة ستكون هي الأولى من نوعها على مستوى المواقع الأثرية بكافة الأنحاء المصرية، كما سيخلق مشروع الصوت والضوء بالمنطقة بانوراما تاريخية تجذب السياح إليها من مختلف الجنسيات في رحلة تجمع بين سحر الليل في سماء مصر وعبق تاريخها.

يشار إلى أن المعبد جرى تشييده على مساحة قدرها 798 مترا مربعا، طوله 42 مترا وعرضه 19 مترا، وبني في عصر الملك الفارسي دارا الأول على بقايا معبد قديم يرجع إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية (664 ق.م)، ويعتبره المؤرخون ذا أصول قديمه ترجع إلى عصر الدولة الوسطي في (2100 ق.م). وفي العصور اللاحقة للعصر الفارسي أضيفت للمعبد صروح كثيرة حتى اكتملت عناصره وكان ذلك في الفترة ما بين عام 390 قبل الميلاد إلى عام 69 ميلادية.