«فساتين».. مسلسل إنترنتي إنتاج «ياهو» عن حياة النساء اللبنانيات

موقع دراما تفاعلي يشارك المتفرج في اختيار نهايات حلقاته

TT

إذا كنت من أولئك الذين لم يسبق لهم أن تابعوا أحد المسلسلات الإنترنتية العربية القليلة التي بثت على الشبكة العنكبوتية، فقد تكون فرصتك هذه المرة لتتعرف على متعة جديدة لتمضية الوقت، حين تصبح البرامج التلفزيونية مملة، وفيها من الإطالة ما يزعجك.

فقد بدأ بث مسلسل لبناني جديد على الإنترنت يحمل اسم «فساتين»، من إنتاج مشترك بين «ياهو - مكتوب» و«بطوطة فيلمز». وهو ويب دراما، تفاعلي، طريف، يعرض على الموقع الاجتماعي «ياهو - مكتوب» حصريا.

ويأتي هذا العمل بعد نجاح كبير حققه مسلسل سبقه، من إنتاج شركة «بطوطة فيلمز» أيضا، حمل اسم «شنكبوت»، استقطب مليونا ونصف المليون متفرج على «اليوتيوب»، وحصد 28 ألف إعجاب على «فيس بوك»، تم إنتاجه بالتعاون مع «بي بي سي»، وحاز جائزة «إيمي» العالمية.

مسلسل «فساتين» التفاعلي يتيح للمتفرج رؤية نهايتين مختلفتين لكل حلقة، ويشارك المتفرجون في التعليق وإبداء آرائهم حول النهاية التي يفضلونها.

المسلسل يروي لمشاهدي الشبكة العنكبوتية يوميات ثلاث نساء لبنانيات لكل منهن ظروفها الخاصة والمختلفة تماما عن الأخرى. لكن النساء الثلاث يتقاطعن ويلتقين ويتفاعلن ويتصادمن أو يتعاطفن مع بعضهن البعض، وتبقى كل منهن في عالمها الخاص.

يتعرف المتفرج على عليا التي تزوجت من مقامر، تركها مع ابنهما الذي بلغ العاشرة من العمر، وباتت أمام مسؤولية تربيته وتنشئته، مما جعلها تلجأ إلى إعطاء دروس خصوصية، من أجل تأمين حياة مستقلة كريمة.

أما الشقراء لمى فهي على النقيض من عليا، امرأة جميلة متزوجة من رجل ثري يعمل في دبي ويبقى مشغولا عنها بأعماله، بينما هي في لبنان مع أولادها، تحاول تعبئة الفراغ بالانتساب إلى جمعيات سطحية الأهداف تحقق لها شيئا من الإحساس بالذات، لكن لمى تعنى بجمالها وأناقتها أكثر من أي شيء آخر، ومظهرها كما صورتها في عيون الآخرين محور العديد من مشاكلها. الفراغ والثروة والجمال لعنة لا تنجو منها لمى بسهولة، وتتسبب لها في صدامات وصراعات مع كثيرين حولها.

أما المرأة الثالثة التي تدور حولها القصص فهي كرمة، التي تعيش على تماس مع عليا وابنها، وهي مشغولة بوالديها وحبيبها الذي تحاول أن تبني معه حياتها المستقبلية، رغم ممانعة أهلها.

المسلسل شيق، حلقاته قصيرة وسريعة، حواراته خاطفة، وتصويره ذكي. متابعه لا بد أن يلحظ أن تقنية الكتابة للويب تحتاج رشاقة مضبوطة الإيقاع، وتركيزا على اللقطات ذات الوقع القوي والسريع. فالحلقات قصيرة جدا، لا تتجاوز الواحدة منها سبع دقائق، وهي بالتالي لا تشبه في شيء الستين دقيقة التي تخصص للمسلسلات التلفزيونية الكلاسيكية التي تعودناها. فالتصوير يجب أن يكون خاطفا ثاقبا، والتناغم تاما بين الكاتب والمخرج في قدرتهما المشتركة على فهم سيكولوجية هذا المتفرج الجديد على الويب دراما. متفرج بات بمقدوره أن يحضر الحلقات المتاحة جميعها في يوم واحد، أو أن يختار متابعة الحلقة الثامنة مثلا قبل الثانية، إن هو أحب.

تجربة مسلسل الويب اللبناني «شنكبوت» الذي كان الأول من نوعه على الإنترنت عربيا جاءت مشجعة. مسلسل «بيروت آي لوف يو»، حصد هو الآخر نحو نصف مليون متفرج.

باسم بريش هو الكاتب الأول لمسلسل «فساتين»، وإليه بالشراكة في الكتابة مع مخرجي العمل، منية عقل وسيريل عريس، يعود الفضل في ولادة حلقات شيقة، جذابة، يشعر المتفرج بأنه ما إن ينتهي من إحداها حتى يبدأ بأخرى.

المسلسل الجديد «فساتين»، كما «شنكبوت» الذي سبقه، لا يحملان عبرا وتأملات كبيرة، كما لا يحتملان الكثير من الحزن على الطريقة التلفزيونية بقدر ما يعتمدان اللقطات الوامضة والظرافة والخفة، كما الحرص على نقل الحياة اليومية بصدقها وعفويتها وعاميتها التلقائية. ومع ذلك هناك فرق بين «شنكبوت»، الذي تطرق إلى مواضيع اجتماعية مؤرقة مثل البغاء والمخدرات وسوء معاملة الخادمات وغيرها من القضايا الساخنة، و«فساتين» الذي يركز بشكل أساسي على حياة النساء. وبينما وصل «شنكبوت» إلى 52 حلقة، لم يتجاوز «فساتين» الحلقات العشر.

صحيح أن المتفرج على «فساتين» يشعر بأنه يتسلى أكثر من أي شيء آخر، لكنه في الوقت نفسه ينتقل إلى عالم هؤلاء النسوة اللواتي يشبهن نساء كثيرات يعشن حوله، ونادرا ما يتمكن من التسلل إلى بيوتهن ليعرف دواخلهن.

إنها قصص من مجتمع لبناني بات نسائيا في أحيان كثيرة بسبب غياب الرجال، إما بسبب العمل في الخارج أو نظرا للعنوسة المتصاعدة أو نسب الطلاق المرتفعة.