بغداد تحتضن أول مسابقة دولية للكتابة بمشاركة عربية

تستعين بالقطاع الخاص لاستعادة مجدها الثقافي

جانب من الاحتفال بتوزيع جوائز أول مسابقة دولية للكتابة في بغداد أمس («الشرق الأوسط»)
TT

جددت الحكومة العراقية سعيها لأجل إعادة البلاد إلى واجهة الريادة الأدبية والثقافية، وإشاعة أجواء الكتابة والتأليف وطباعة الكتاب وإقامة المسابقات الدولية بعد سنوات من العزلة والانجراف وراء مشاغل الوضع الأمني، وذلك عبر رعايتها لحفل توزيع جوائز مسابقة «كتاب بلا حدود - الثقافية الدولية» أمس في بغداد، بإشراف منظمة «كتاب بلا حدود» الشرق الأوسط بالتعاون مع مجلس الأعمال الوطني العراقي.

وأطلق الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية والرئيس الفخري للمنظمة علي الدباغ خلال الحفل الذي حمل عنوان «بالثقافة تزدهر الأوطان» مبادرة الكتابة والقراءة والطباعة في العراق من جديد، وذلك عبر إطلاق 30 كتابا جديدا لكتاب عراقيين وعرب وأجانب وتوزيعها في عموم أرجاء العالم كخطوة أولى في مجال رعاية الثقافة، علاوة على إعلان أسماء الفائزين في المسابقة الدولية الكبرى التي أطلقتها المنظمة في سبتمبر (أيلول) 2011 لكتابة الرواية والقصة والقصيدة والمقال، إذ تلقت اللجنة المنظمة 471 مشاركة توزعت مابين 48 رواية و224 قصة و140 قصيدة بالشعر العمودي والحر والنثري و59 مقالا وردت من كتاب وأدباء وصحافيين من دول مختلفة هي: الأردن ومصر وسوريا والسودان وتونس ولبنان والكويت والإمارات والسعودية وقطر واليمن والبحرين والجزائر والمغرب وليبيا وتركيا وإيران وفرنسا وأستراليا والسويد والدنمارك وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية.

وحرص بعض الفائزين العرب على تسلم جوائزهم بأنفسهم، وجاءت مصر الأولى في مسابقة الرواية بالمركز عن رواية للأديبة زهرة يسري، حملت عنوان: (قبر عيسى)، فيما حصلت سوريا على المركز الثاني عن رواية عبد الباقي يوسف، بعنوان: (الآخرون أيضا)، أما جائزة القصة فقد حصلت عليها الأديبة سناء الشعلان من الأردن عن قصتها: (الضياع في عيني رجل الجبل) فيما حصل السودان على المركز الثاني لقصة الأديب قيس الصديق بعنوان: (ثمة ما لا يعود)، وحصد العراق المركز الأول في جانب الشعر اقتنصها الشاعر سعد جرجيس عن قصيدته (طفلة الوطن العجوز) والمركز الثاني حصلت عليه إيمان دعبل من البحرين. وأخيرا جاءت نتائج مسابقة المقال الصحافي ونالها كاتبان من العراق، الأول بعنوان (حضارة حواء) للكاتب ياسين طعمة إبراهيم، والثاني للكاتب صالح عبد الطائي عن مقاله (التجربة الصغيرة تبني حياتنا).

سعدون الدليمي وزير الثقافة العراقية ووزارة الدفاع وكالة، حضر حفل توزيع الجوائز وأكد في كلمته بالمناسبة: «نسعى اليوم لأجل ترسيخ الربيع الثقافي في العراق والعالم العربي، تماما كما نشط الربيع العربي فيه لتغيير الحكومات والحكام المتسلطين، وذلك عبر إشاعة الثقافة بلا حدود أو نوع». وأضاف: «الموازنة السنوية المخصصة لوزارة الثقافة العراقية ما زالت بائسة جدا بشكل يمنعها من أخذ دورها الحقيقي ورعاية كل الكتاب والمثقفين، لذلك نطلب من القطاع الخاص المحلي فتح أبواب الدعم للأدباء والمثقفين المعوزين في البلاد».

الكاتب العراقي فهد الصكر الذي احتفل بتوقيع كتابه الجديد« مدونات الأثر الثقافي بعد التغيير» الصادر عن المنظمة والمشارك في حفل توزيع الجوائز قال لـ«الشرق الأوسط»: «مازال المثقف العراقي بحاجة لكثير من الدعم والتوجه الحكومي لأجل الاهتمام بمنجزه الأدبي ومحاولة دمجه مع التيارات الثقافية والفكرية العربية والعالمية بعد سنوات من الانقطاع والتراجع التي سببتها الحروب وانشغالات البلاد بالتصدي للإرهاب والهموم اليومية». وأضاف: «العراق مثل لسنوات طويلة واجهة لامعة للثقافة والريادة الأدبية وشكل علامة فارقة في اندماجه بالمشهد الأدبي العربي والعالمي معا، ولا بد من استعادة تلك المكانة عبر تعزيز حضور ومكانة الأديب والمثقف في البلاد أولا».