قصص مغولية وحكايات من «ألف ليلة وليلة» في أبرز عروض الأزياء الهندية

ابتكارات متفردة أبرزت الفخامة الملكية جنبا إلى جنب مع نضارة الربيع بأزهاره المتفتحة

TT

في حدث الموضة البارز الذي امتد خمسة أيام وختم فعالياته مؤخرا، أسبوع «ويلز لايف ستايل إنديا» للموضة لربيع - صيف 2013، كان هناك عرض لـ«قصص مغولية» و«حكايات من ألف ليلة وليلة» ومجموعات أزياء تحمل الطابع الملكي.

كان أكبر حدث في مجال الموضة والتجارة في آسيا، وهو الدورة العشرون من أسبوع «ويلز لايف ستايل إنديا» للموضة، الذي يعتبر مرادفا لتحديد اتجاهات الموضة السائدة، بمثابة عنصر جذب لمحبي الموضة، إذ إنه ضم 132 مصمما مشاركا، وهم الذين قدموا مجموعة كاملة من الاتجاهات التي تجذب الانتباه.

وفي وفائها لحبها لمهنتها التقليدية، استقت مجموعة «أنيتا دونغر» مصدر إلهامها من الهندسة المعمارية التقليدية للمغول، التي تم تصويرها بشكل جمالي باستخدام أسلوب الطباعة الرقمية. تمت إعادة إنتاج أنماط غامضة تعيد تقديم التصميمات المغولية القديمة، ثم طباعتها رقميا. كانت هناك لوحة ألوان قوس قزح تعرض ألوان الباستيل والوردي والمرجاني الرائعة وألوان الأزرق المخضر الباهت والأخضر المائل إلى الصفرة والأزرق الفاتح الحالمة ولوني الأسود والأبيض الكلاسيكيين، المستخدمة في أشكال من تصميمات الملابس مثل البطانات وثنيات الأقمشة. ضمت هذه المجموعة سراويل ضيقة ملتصقة بالجسم بدرجات ألوان أنثوية. زينت التصميمات الملونة بتطريزات أنيقة على أقمشة صيفية رائعة خفيفة مثل الجورجيت (الكريب الحريري) والقطن.

أضفت حكايات ألف ليلة وليلة غموضا على العرض، مخففة من تأثير قصص الأعمال البطولية الفارسية التي تضم مجموعة من الصدف والنبوءات المتحققة ذاتيا عبر مجموعة المصممة براتيما باندي التي حملت اسم «أيام عربية». عمل النسيج ذو الطبقات من حرير التشانديري والقطن كقاعدة مثالية للمصممة لإنتاج مجموعتها البسيطة من الملابس.

كانت الأناقة الواضحة في الملابس جديرة بالثناء على نحو يتخطى كل المقاييس وكان تركيز باندي على الأقمشة الطبيعية وأساليب الصباغة الطبيعية وتشجيع الحرفية باهرا! وظف أسبوع الموضة عناصر الألوان والحرفية والتطريز والتقاليد والدراما والخيوط الذهبية، وكل شيء يجعل الموضة الهندية متميزة، وأكثر شهرة.

تضم مجموعة ألوان موسم الموضة المقبل البيج واليوسفي والطبعات وأيضا مزيجا من ألوان عديدة – يستخدم الأخضر وألوان الفواكه مثل البطيخ والأفوكادو والبابايا والزيتون والبابريكا والمشمش والخردل بالأساس في هذه المجموعات من الأزياء.

«الألوان تجعلك تشعر بالسعادة، ونحن الهنود فخورون بالألوان التي تميز امرأة هندية عالمية».. هذا ما قاله المصمم ناتشيكيت. وسوف تحظى أنسجة مثل الشيفون والكريب والجورجيت والحرير الخام والخادي (القماش القطني المحلي) وحرير الدوبيون المغسول والقطن والأورغانزا برواج، بينما ستزدهر أيضا أساليب مثل التطريز على شكل صورة الشهد والخيامية وعمل الألحفة وأنواع التطريز اليدوية مثل الكروشيه والدانتيل.

يعتبر أسبوع «ويلز لايف ستايل إنديا» للموضة، الذي يستضيفه مجلس تصميم الأزياء بالهند، أبرز أسابيع الموضة في الهند، إذ يضم عددا متزايدا من المشترين الهنود والدوليين الذين يأتون لزيارته كل عام. ويزود الحدث كلا من المصممين الرواد والشباب في الدولة بمنصة لإبراز مواهبهم من خلال عرض مجموعاتهم الرائعة للمشترين المحليين والدوليين ووسائل الإعلام وخبراء الموضة.

وفي عروضهما اتجهت المصممة أنوباما للشرق الأوسط، بينما سافر المصمم ناشيكت إلى أميركا الجنوبية في مجموعتيهما من الأزياء.

عرضت أنوباما دايال، ضمن علامتها «أنوباما»، مجموعة تحمل اسم «النيل وكالينغا»، والتي كانت بمثابة مزيج بديع من طابع مصر وطابع ولاية أوريسا الساحلية الهندية. تجلت لمسة النيل في صورة رسوم أزهار اللوتس والقلادات الطويلة التي يمكن فصلها التي كانت ترتديها كليوباترا والتوظيف المكثف للون الأزرق. وتجلت ولاية أوريسا في أنسجة «فيتشيترابوري إيكات» التي تحولت إلى طباعات.

قررت المصممة أنوباما دايال المعروفة بإدخال مفهوم الساري البيكيني في الهند، مخاطبة جميع النساء في الهند ممن يشعرن بأنه لم يحالفهن الحظ في امتلاك قوام رشيق يستطعن معه ارتداء الملابس الضيقة التي تعتبر هي الموضة الرائجة. تتحدث إليهن قائلة: «ليس ثمة فائدة من الكفاح المرير من أجل فقدان الشهية للطعام في الوقت الذي يمكنكن فيه التمتع بالموضة بأشكال عديدة، بصرف النظر عن شكل الجسم».

تضمنت مجموعتها، التي تحمل نفس الروح، ملابس فضفاضة تتنوع ما بين البلوزات الفضفاضة المطبوعة ذات الياقات الرفيعة مع بنطلونات جذابة، والبلوزات الفضفاضة التي يصل طولها إلى الركبتين بدرجات ألوان الأزرق والبرتقالي والأصفر والبني، والتونيكات بنقشة المربعات، والسترات المنفوشة التي يتم ارتداؤها فوق بلوزة بيكيني والبنطلونات الشارلستون مع مجموعات ضخمة من التدرجات المختلفة من اللون نفسه. وقد أضفت المجوهرات التي استخدمتها للشعر والتقليمات المصاحبة لمسة مصرية على الإكسسوارات. ويعتبر هذا، حسب ما تشير، اتجاها ناشئا بدأ يظهر في السوق. مع همهمة الطيور وتفتح أزهار الأوركيد وسخاء الطبيعة المتجلي على نطاق واسع، تأتي افتتاحية ناتشيكت المترفة من خلال لوحة ألوان تتجلى في ألوان فواكه وألوان باهتة، مأخوذة من العقارات الفخمة (فيلات وعقارات أميركا الجنوبية التي تم تجديدها ولكنها تبدو غريبة الطراز) التي اجتذبت أعين جميع الحاضرين. امتزجت كل من الجوارب الطويلة الضيقة التي تعطي لمسة تجمع بين الطابعين العالمي والمحلي والأقمشة التي تعيد تعريف مفهوم الجماعة أو العرق معا في إضفاء مظهر معاصر وحديث. وبالرجوع إلى حقبة الخمسينات من القرن العشرين التي ميزتها القمصان الكاملة ذات الثنيات والجونلات القصيرة والبنطلونات الضيقة، وسيكون عنصر الفتنة مختفيا، أعادت ناتشيكت تشكيل صورة الملابس الخفيفة بالجمع بين السترات متعددة البطانات والشورتات البرمودا والتنورات المخططة مع خيط جديد على الساري. كذلك تضفي أنواع الساري المثنية بشكل أولي والساري الذي يتخذ شكل ملابس الطيارين في مجموعة من الأشكال والألوان والتركيبات المختلفة روح الشباب على حدث موضة عتيق. علاوة على ذلك، فقد شهد أسبوع الموضة مجموعة من الابتكارات المتفردة التي أبرزت الفخامة الملكية الهندية جنبا إلى جنب مع نضارة الربيع بأزهاره المتفتحة.

من جانبها، قدمت علامة جيوتي شارما «بهانوني» مجموعة ملكية تحمل اسم «نربسوتا»، والتي تعني «ابنة الملك» باللغة الإنجليزية. وقد شملت الأطقم المعروضة جوارب طويلة ضيقة حسنة المظهر وياقات ثابتة وأكتافا قوية مع مقدار ضئيل من الرسوم المغولية بدرجات ألوان الأحمر والأزرق والأسود والذهبي والبرتقالي بلون الصدأ والبيج.

قدمت المصممة مانيش غوبتا مجموعة مزهرة جديدة تحمل اسم «زهرة الربيع»، والتي أبرزت أول براعم أزهار الربيع. اعتمدت المجموعة بكثافة على رسوم الورود ومنسوجات جدارية ثلاثية الأبعاد. كان استخدام الرقع الزخرفية وأشرطة الدانتيل والأشرطة اللاصقة والخرز والترتر وأزهار الأورغانزا والأنسجة المميزة والتطريز على أطقم الملابس يخلق تناغما مثاليا مع الاتجاهات السائدة.

وقد جاءت المصممة نامراتا جوشيبورا بمدينة غوثام الأسطورية من الفيلم المحبوب «بات مان»، من خلال ابتكاراتها الذكية والجريئة. كان العرض بمثابة تعاقب لعارضات يرتدين بنطلونات ضيقة وبلوزات جلدية وشورتات وسترات. وتضم المجموعة أيضا مجموعة مدهشة من البلوزات المطبوعة بالورود، إضافة إلى فساتين وسترات مفتوحة من الأمام بدرجات الألوان الأبيض والأسود.

ابتكر راجديب راناوات، الذي استقى مصدر إلهامه من الطبيعة، مجموعة كاملة من درجات الألوان النابضة بالحياة والطباعات الرائعة. ذكرتني التصميمات بتصميم من البحر المتوسط والمنازل البيضاء على أعالي التلال والموجة الغنية بالألوان في بوغانفيل المتمتعة بالحكم الذاتي. كما قدم أيضا مجموعة من ملابس الرجال وحقائب اليد والمقابض الزاهية المطرزة والأحذية والمجوهرات.

أطلقت المصممة رنا غيل على مجموعتها اسم «إكزوتيكا»، عرفانا بمبادئ الفخامة والابتكار والشغف. انتقت رنا غيل اللون لاكتشاف كل التدرجات المتاحة التي تلاحظها البشرية في الطبيعة. عادة ما تأتي الاستجابة لدرجات الألوان المتألقة وألوان الباستيل في مجموعة كاملة بشكل عنيف وربما تمثل مغامرة خطيرة، لكن رنا غيل مزجت الألوان بشكل غاية في الروعة إلى درجة أن كل قطعة ملابس في مجموعتها دلت على روح الاحتفال والمرح. يعتبر حرير الجيرسيه شيئا تؤكد رنا جيل على أنه كان بمثابة موطن قوتها بين كل مجموعة أزيائها وتصميماتها. تقول جيل: «الجيرسيه هو المنتج الإعلاني بمجموعتي من الأطقم الذي ظهر تدريجيا بتدرجات اللون النيون والألوان النابضة بالحيوية. إنه اتجاه محتمل سوف يجذب المزيد من الأفراد إلى هذه الحقيبة التي تضم مزيجا من الأقمشة والأنسجة والألوان». تعتبر أقمشة الجورجيت الحريرية والأقمشة المطرزة المنسوجة هي الأقمشة المفضلة لرنا التي حاولت إبراز مجموعتها من الأزياء في صورة مزيج من الأزهار والحيوانات الغريبة.

وقد استقى المصمم فينيت باهل، الذي كانت مجموعته مستلهمة من إقامته في فندق «رويال منصور» في مراكش، مصدر إلهامه من الدانتيل المغربي وأسلوب التطريز المعروف باسم التطريز الحلزوني.

وقد جاءت ذروة المشهد النهائي الضخم من خلال عرضين استعراضيين متتاليين من قبل مصمم الأزياء ريتو كومار الذي يتمتع بشهرة عالمية.

واختتم المصمم المقيم في دلهي أكبر حدث موضة في الهند بعرضي أزياء ساحرين، أولهما يعرض مجموعة من علامته التجارية التي تحمل اسم «ريتو كومار»، والآخر يعرض أحدث مجموعة من أزيائه الثقيلة.

كانت الأطقم المعروضة في عرضه الافتتاحي مستلهمة من حقبة الثلاثينات والأربعينات والخمسينات الإسبانية الساحرة من القرن العشرين. عرض خط الأزياء قمصانا وفساتين وثيابا مطرزة بأنسجة غريبة مثل الحرير والشيفون والكريب والتويل، جنبا إلى جنب مع جرعة كبيرة من الأشكال الجميلة.

حمل الجزء الثاني من عرض المصمم طابعا بوليووديا موسيقيا. ضم العرض قرابة 35 طقما، مسلطا الضوء على التأثير الأوروبي على موديلات ملابس الأسرة المالكة الهندية إبان الحكم البريطاني. كانت المجموعة بمثابة مزيج من موديلات الليهانغا الساري والعباءات المزدانة بالدانتيل والأقمشة المقصبة والتطريزات.