دبي لن تنام احتفالا بآلاف الزوار خلال عيد الأضحى

المراكز التجارية تفتح أبوابها 24 ساعة.. وزيارتها رحلة عائلية تجمع بين التسوق والترفيه

TT

ستواصل إمارة دبي ليلها بنهارها هذا العام احتفالا بمئات الآلاف من الضيوف الذين قصدوها لقضاء عطلة عيد الأضحى المبارك، ولأول مرة في تاريخ الإمارة ستفتح المراكز التجارية أبوابها 24 ساعة ضمن حملة «دبي 24 ساعة تسوق» حيث بات بإمكانك أن تقصد أحد المراكز التجارية الكبرى هذه الأيام الساعة الرابعة فجرا لاحتساء فنجان من القهوة مثلا، أو التسوق، أو حتى مشاهدة عشرات العروض الترفيهية التي تملأ تلك الأماكن، وهو ما يعتبر كسرا للروتين السائد في إمارة دبي، حيث تغلق المحال التجارية أبوابها عند العاشرة ليلا في الأحوال العادية، وبالفعل بدأ الآلاف من الزوار يقصدون المراكز التجارية خلال الفترة الليلية التي تمتد من منتصف الليل إلى الصباح، وتنوع هؤلاء بين مجموعة تبحث عن التسوق في أجواء ليلية هادئة، ومجموعة أخرى تبحث عن الترفيه والمتعة لها ولأطفالها، وثالثة ترغب في كسر روتين الحياة اليومية.

ويساعد مناخ الأمن والاستقرار الذي تتمتع به دبي العائلات والسيدات تحديدا من جميع الجنسيات للخروج للتسوق في أي ساعة من النهار أو الليل في هذه الفترة، كما أن الاستعداد الكبير من جانب المراكز التجارية لاستقبال الضيوف هو أحد أسباب هذا النجاح، خاصة أن عشرات العلامات التجارية العالمية استعدت لما بات يعتبر موسما استثنائيا وسط هذا الإقبال الكبير من المتسوقين على مراكز التسوق الكبرى التي أعلنت استقبالها ضيوف الحدث على مدار الساعة خلال عطلة العيد.

ويشكل المواطنون الخليجيون النسبة الكبرى ممن يزورون دبي خلال عطلة العيد التي تمتد على مدى أربعة أيام، خاصة من اعتادوا التوجه إلى دبي ليس فقط في المناسبات والأعياد والاحتفالات، بل حتى في عطلة نهاية الأسبوع، حيث تجد العائلات الخليجية في دبي الوجهة الأولى للزيارة وقضاء أوقات عائلية غاية في التنوع، تمزج بين قضاء عطلة مسلية وممتعة، مع التسوق وشراء كل ما يحتاجه الآباء والأبناء، ومن المتوقع أن يشهد حدث «العيد في دبي» هذا العام تزايدا ملحوظا في عدد الزوار من منطقة الخليج العربي مقارنة بالعام الماضي، خاصة مع تمديد فترة الاحتفالات إلى 15 يوما، بينما تعد العائلات السعودية أكثر من يقصد دبي خلال هذه المناسبة، علما بأن درجات الحرارة معتدلة، وهو ما يشجع أيضا على السير في الطرقات دون الحاجة لاستخدام وسائل النقل الخاصة أو العامة في حالات كثيرة.

خاصة أن دائرة السياحة والتسويق التجاري في غرفة دبي توقعت أن يصل عدد زوار المدينة قبل نهاية العام الحالي أكثر من مليون سعودي، مستفيدة من الأحداث السياسية التي تشهدها بعض الدول العربية، التي كانت تستقطب عددا كبيرا من السعوديين، حيث شهدت الإمارات خلال العام الماضي زيارة أكثر من 700 ألف سعودي، 80 في المائة منهم خلال فصل نهاية العام الدراسي.

واعتاد المواطن السعودي سليمان المحيميد زيارة دبي كل عام لأنها «المكان المثالي والمفضل لدي ولدى العائلة»، ويقول: «نأتي إلى دبي بشكل مستمر خلال العام، وتابعنا في العام الماضي فعاليات (العيد في دبي) خاصة تلك التي شهدتها مراكز التسوق، حيث قضينا أوقاتا طيبة، ورغبنا في أن نكررها هذا العام بطريقة أخرى»، مضيفا: «نفضل المجيء إلى دبي لأنها لا تبعد مسافة طويلة عن السعودية، والسفر إليها عبر البر أمر ممتع أيضا، وهذا ما يشجعنا على المجيء في كل عيد لمشاهدة الفعاليات الترفيهية التي أحبها أبنائي، وهم يسألونني دائما بعد انتهاء كل زيارة إذا كنا سنعود قريبا». وبالإضافة إلى متابعة فعاليات حدث «العيد في دبي»، سيستمتع أبناء سليمان بممارسة رياضتهم المفضلة المتمثلة بالتزلج في سكي دبي، كما ستجد زوجة سليمان وقتا كافيا لممارسة هوايتها في التسوق، حيث تجد في دبي المكان الأفضل حسب قولها لابتياع الملابس بأسعار مناسبة مع وجود خيارات كثيرة ومتنوعة تحتار فيها دائما.

أما مشاعل عبد العزيز (سعودية) فتقول: «خلال السنوات الماضية اعتدت زيارة دول أوروبا وقضاء الإجازة فيها مع العائلة، لكننا وجدنا أن الكثير من السعوديين يتوجهون إلى دبي، فقررت القدوم وزيارة الإمارة وقضاء وقت ممتع فيها».

إلى ذلك تفضل إمارة دبي الألعاب النارية لتعبر من خلالها عن الأجواء الاحتفالية في كل مناسبة، حيث تستقطب فعالية الألعاب النارية التي تقدمها مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري ضمن احتفالات «العيد في دبي» الساعة التاسعة مساء يوميا على خور دبي بجانب شارع السيف آلاف المتفرجين، حيث تضيء ألوانها الساطعة سماء المدينة.

لكن الوجهة التي يمكن أن تكون الأكثر تفضيلا لكل زائري إمارة دبي في العيد، هي «ممشى الجميرا» وهو شارع راق يمتد على شريط ساحلي يعج بعشرات الماركات العالمية والمقاهي والمطاعم الراقية، وخلال فترة العيد قد يتعذر عليك السير في هذا الشارع لشدة الازدحام الذي يشهده، كما سيكون من الصعوبة بمكان الحصول على طاولة في أحد المقاهي أو المطاعم، ويصطف آلاف المتفرجين في منطقة الممشى جميرا بيتش ريزيدينس المعروفة بـ«جي بي آر» لمتابعة عروض كثيرة وعلى رأسها عروض المهرجين، حيث تبدأ عروض المهرجين من أحد أركان الممشى، ثم لا يلبث الجمهور أن يجتمع على طرفي الشارع مع انطلاق صوت الطبول الإيقاعي القوي والصافرة التي يطلقها أحد أعضاء الفريق، حيث يقدم الممشى جميرا بيتش ريزيدينس «جي بي آر» لعشاق عروض المهرجين فقرة حازت الكثير من الإعجاب، وفيه يستخدم عضو الفريق حذاء خاصا يساعده على تنفيذ قفزة مرتفعة عن سطح الأرض تصل إلى ثلاثة أمتار كاملة، ويقوم المهرج بالقفز المفاجئ إلى أعلى محركا قدميه في الهواء في الاتجاهين يمنة ويسرة بصورة تشد أعصاب المشاهدين وتدعو للذهول.

إلى جانب كل ذلك يحظى الزوار بكرم الضيافة الإماراتية لدى دخولهم أيا من المراكز التجارية، حيث يستقبلهم شباب إماراتيون يقدمون القهوة والتمر الفاخر ويدعونهم للراحة في المجلس الذي يتصدر المداخل الرئيسية للمراكز التجارية، ويعبر فايز المحسن، أحد المواطنين المتطوعين في هذه المجالس التراثية، عن سعادته بهذا العمل بالقول: «نحن نعكس وجها تراثيا عريقا لبلدي الإمارات، وننقل صورة للعالم عن كرم الضيافة الإماراتية».

لكن هذا لا يعني أن العيد يقتصر على المراكز التجارية، فلقد تفننت دبي هذا العام بالأضواء الملونة في شوارعها وبتشكيلات فنية مبهرة غطت الشوارع الرئيسية والجسور ومداخل المدينة والمطار، وكان لدوار الساعة الشهير في قلب دبي نصيب كبير من هذه الزينات الملونة، حيث امتدت سلاسل الأضواء لتربط بين أركان التصميم المعماري الذي يتوسط الدوار الشهير، بحيث أمكن ملاحظتها من مسافة بعيدة لمستخدمي شارع المكتوم من اتجاه المطار إلى وسط المدينة والعكس، وبالإضافة إلى ذلك، تم وضع تصميم ضوئي متعدد الدرجات ودائري الأبعاد في أماكن كثيرة كتب عليها «العيد في دبي» كشارع الشيخ زايد الشهير بالقرب من مركز دبي التجاري العالمي، والمميز في هذه التشكيلات الضوئية أن ألوانها تختلف بحسب انعكاسات ضوء الشمس عليها، فيظهر اللون الأخضر خلال فترات النهار حتى فترة الغروب، حتى إذا غربت الشمس ظهر اللون الأصفر الذي يمثل لون الضوء المستخدم في تقنية اللوحة بحيث انتشرت في الشوارع الرئيسية لدبي الكثير من أشكال وتصاميم الإضاءة الرمزية التي تشير إلى حدث «العيد في دبي»، خاصة في المواقع التي يرتادها السائحون وضيوف الحدث، مثل الفنادق والمطاعم.