تبرعات مالية وأخرى غذائية وسكنية وتقديم حفلات موسيقية تقام تضامنا مع المتضررين من انفجار الأشرفية

حركات طلابية وبرامج تلفزيونية وجمعيات خيرية تتحرك للمساهمة فيها

TT

10 دولارات هو سعر البطاقة التي ستخولك اليوم لحضور حفل موسيقي سيقام في حرم الجامعة اليسوعية (قسم الابتكار والرياضة) يعود ريعه للمصابين في انفجار الأشرفية الذي حصل الأسبوع الماضي والذي أدى إلى استشهاد رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ومرافقه المؤهل أول أحمد صهيوني، إضافة إلى عدد كبير من الضحايا والجرحى.

هذا الحفل الذي سيقام في الهواء الطلق ويشارك فيه فرق موسيقية شبابية جاءت من مختلف الجامعات اللبنانية (الجامعة الأميركية والكسليك واللبنانية والـN.D.U) وغيرها لتنشد أغاني المحبة والسلام بالأجنبيــــــة، سيعود ريعه لمساعدة المتضررين من الانفجار الذي أدى إلى تشرد أكثر من 100 عائلة وإلى جرح عدد كبير من الناس كانون يسكنون الحي الذي حصل فيه الانفجار أو صدف أن كانوا يمرون فيه. كذلك سيتضمن الحفل مكانا خاصا لاستقبال أي مساعدات يتقدم بها الناس من مأكل ومشرب وملبس تتولى جمعيات خاصة إيصالها للمنكوبين.

هذا الحدث الذي سيرتدي فيه الحضور الأبيض فقط تعبيرا عن رغبتهم في أن يحل السلام مكان الحرب، ليس الوحيد الذي نظم إثر حدوث الانفجار الأسبوع الماضي، إذ سبقه تحركات ميدانية عدة قامت بها جمعيات خيرية مثل «فوكولاري» و«إهداء الفرح» وغيرهما للتخفيف من معاناة هؤلاء الذين عانوا الأمرين بسبب الانفجار الذي طال بيوتهم وأولادهم وأودى بحياة الكثيرين منهم، وتمثلت هذه التحركات بتقديم الإعانات والمساعدات على أنواعها (طبية واستشفائية وغذائية).

ويعتبر التحرك الذي جرى من قبل نواب منطقة الأشرفية وبمقدمهم النائب ميشال فرعون وممثلون عن حزبي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، أول من احتوى المصيبة، إذ ساهم في إيواء المتضررين من جراء الانفجار الذين فقدوا بيوتهم ومنازلهم، فتم تأمين أماكن إقامة مؤقتة لهم في 3 فنادق لبنانية، وهما «ألكسندر» في منطقة الأشرفية، و«بادوفا» في منطقة سن الفيل، و«رويال» في بلدة عين سعادة، وذلك إلى حين إيجاد مراكز إقامة دائمة لتلك العائلات المشردة من خلال استئجار منازل لهم تتكفل الكتل السياسية في المنطقة بتأمينها ودفع تكاليفها في وقت لن يتعدى الأيام العشرة، كما ذكرت في تصريحات وبيانات صدرت عنها. كما منحت هذه التكتلات مبلغ 1000 دولار لكل عائلة متضررة، إذ إن العمل جار على تأمين أماكن السكن قبل وصول موسم الشتاء لكون منازل تلك العائلات التي تضررت إثر الانفجار سيستغرق تصليحها أو ترميمها أشهرا طويلة، ولا سيما أن بعض المباني الموجودة في الشارع الذي حصل فيه الانفجار أصبحت غير صالحة للسكن لتصدعها الكبير من جراء قوة الانفجار الذي حصل. وكان قد تردد أن زنة عبوة الانفجار فاقت الـ30 كلغ من المواد المتفجرة. ويأتي هذا التحرك الأول من نوعه في لبنان إذ لم يسبق أن تم تأمين المسكن رسميا لأي متضرري انفجارات حصلت سابقا في بيروت.

أما المحطات التلفزيونية فقد باشرت فور حدوث الانفجار بالتعاطي معه بطريقة إنسانية، فقدمت برامج تلفزيونية خاصة أخذت على عاتقها مهمة جمع التبرعات المادية من أجل مساعدة عائلات ضحايا الانفجار والجرحى الذين أصيبوا من جرائه في مبادرة منها للم شملها والتخفيف من معاناتها.. فبرنامج «أنت حر» الذي يقدمه جو معلوف على شاشة «إم تي في» فتح المجال لتلقي الاتصالات الهاتفية من قبل المواطنين من مختلف المناطق اللبنانية الراغبين بالتبرع بمبالغ مالية تعود مباشرة للمتضررين من الانفجار المذكور، فتمكن من جمع نحو 30 مليون ليرة لبنانية (ما يوازي 20 ألف دولار) في وقت بث الحلقة الذي استغرق نحو الساعة ونصف الساعة عمد خلالها مقدم البرنامج إلى تجييش المشاهدين وحثهم على الاتصال منتقدا أهل الفن في لبنان الذين، كما وصفهم، يملكون القدرة على المساعدة ولكنه لا ينتظر أي مكالمة هاتفية من قبلهم.

من جهتها، خصصت قناة «المستقبل» حلقة من برنامج الإعلامية بولا يعقوبيان «إنترفيوز» للهدف نفسه، فجالت كاميرا البرنامج في الحي الذي تعرض للانفجار في الأشرفية والتقت عددا من فعاليات المنطقة واستطاعت جمع مبلغ لا يستهان به، كما صرحت يعقوبيان لـ«الشرق الأوسط»، إذ لم تتمكن من معرفته بالتحديد لكون المتبرعين كانوا يحولون مبالغهم مباشرة إلى رقم حساب في أحد المصارف اللبنانية حيث تم فتحه من قبل مكتبي النائبين ميشال فرعون ونديم الجميل، وأكدت يعقوبيان أن التبرعات كانت سخية جدا وخاصة تلك التي وجهت للطفلة المصابة جنيفر شديد، وأنها تستعد أيضا لتقديم حلقة خاصة بمدينة طرابلس التي تشهد مؤخرا أحداثا مؤسفة وتشريد لسكانها وعائلاتها.

ومن المحطات التلفزيونية التي خصصت يوما كاملا للتبرع المالي لأهالي الضحايا والجرحى قناة «tele lumiere»، حيث نظمه أحد المسؤولين فيها الأب فادي تابت، إضافة إلى قناة «أو تي في» التي نهجت النهج نفسه وفتحت أيضا المجال أمام المشاهدين للاتصال والتبرع بالمال للقضية نفسها.

أما جمعية «donner sans compter» التي تهتم بالتبرع بالدم، فقد خصصت يوما كاملا للمتبرعين بالدم لمساعدة الجرحى الموجودين في المستشفيات، بينما خصصت جمعية «تجار الأشرفية» بالتعاون مع بعض الهيئات والأحزاب السياسية خطا ساخنا لتلقي اتصالات المنكوبين ومساعدتهم، سواء في مجال تأمين السكن أو الغذاء أو الملبس.