بحار إيطالي يمخر عباب المشاعر حاملا حجة إسلامه

فطن لحقيقة الإسلام بعد وفاة والدته التي أهداها «كتابا مزخرفا» قبل 50 عاما

الإيطالي أرميني لم يمض طويلا حتى أسلم بعدما عرف أن ما بين يديه هو القرآن الكريم
TT

لا يدري أحدهم ما يكون سبب سلوكه طريق الهداية، ولا يعرف آخر ما يلقي به في مهاوي الردى، كان ككل بني جنسه عاشقا للاستكشاف نهما للاستمتاع بكل شيء، أخذ الشرق لبه، وسحره برونقه، وتألق فنه وتاريخه.

أرميني أو «عبد الرحمن شيخ» كما سمى نفسه ويحب أن يطلق عليه الآن، شيخ إيطالي يبلغ من العمر 71 عاما كان يعمل بحارا، جاب العالم ومن ضمنه زيارته بعض الدول الإسلامية، كتركيا ولبنان وسوريا، وكان خلال تلك الرحلات يشاهد المسلمين وهم يصلون ويسمع الأذان، ولكن الإسلام لم يطرق قلبه، بينما كانوا يجولون حوله هنا وهناك.

أرميني الذي التقته «الشرق الأوسط» جاء برفقة مائة من المسلمين الجدد استضافتهم الهيئة العالمية للمسلمين الجدد التابعة لرابطة العالم الإسلامي، يصف رحلة إسلامه قائلا: «اشتريت من إحدى الأسواق في إحدى رحلاتي كتابا قديما ذا نقوش بديعة لأهديه لأمي، فمكث لديها قرابة خمسين عاما حتى وافتها المنية، ولم أكن أعلم حينها محتوى الكتاب الذي شدتني إليه النقوش والزخارف، إلا أنني بعد وفاتها وجدت الكتاب مفتوحا في غرفتها فحرصت أن أعرف محتواه».

ويضيف: «لكون الكتاب مكتوبا باللغة العربية، تواصلت مع سيدة مغربية تعمل في المدينة التي أقطنها، فطلبت منها أن تعلمني العربية فأرشدتني للذهاب إلى المسجد، وهناك تعرفت على الإخوة المسلمين الذين قاموا بشرح الإسلام لي، وما هي إلا ثلاثة أسابيع واعتنقت الإسلام، وتيقنت أن ذلك الكتاب الأثري في ظني ما هو إلا القرآن الكريم، فاحتفظت به وقمت فورا بتجديد غلافه للمحافظة عليه، فأصبح من أغلى مقتنياتي، حتى إنني أحضرته معي إلى الحج».

ويحكي عبد الرحمن أنه يعتز بإسلامه رغم هجر زوجته وأبنائه له، ولكنه يجد أن علاقته بربه وبصحبته في المسجد تسد الفراغ الذي تركته عائلته.

وعن رحلة الحج ورؤيته للكعبة المشرفة وهي الأولى في حياته، قال أرميني إنه سعيد جدا برحلته، وإن الأيام الفضيلة التي يقضيها في المشاعر المقدسة مع إخوانه المسلمين، حيث لا فرق بينهم، «خصوصا أنني أكون معهم بالأماكن التي أزورها ومر بها رسول الله خلال أدائه شعائر الحج».