اقتناء اللوحات في دبي وأوروبا في آن واحد عبر الشاشة والهاتف و«الفيديو كونفرانس» لأول مرة

مزادان فنيان كبيران «أوبرا غاليري» و«غاليري أيام» في يوم واحد بدبي

TT

مزادان كبيران أقيما في دبي الأسبوع الماضي، وهما مزاد «غاليري أوبرا» و«غاليري الأيام»، في يوم واحد، فأقيم المزاد الأول في فندق «ريتز كارلتون» في مركز دبي المالي العالمي، وعرض فيه 140 عملا مختلفا شهدت تنافسا شديدا على اقتنائها. أما الثاني، فهو الأول من نوعه، وضم 48 عملا لفنانين من سوريا ولبنان وفلسطين ومصر وليبيا والمغرب وإيران، توزعت بين رسم ونحت وطباعة «غرافيك»، وذلك في مقر «غاليري الأيام» بمجمع السركال في منطقة القوز. ولأول مرة تم البيع من دبي وأوروبا في آن واحد من خلال شاشات كبيرة عبر الهاتف و«الفيديو كونفرانس» في مقر دار المزادات الفنية في (ميلون) بباريس.

يعتبر «أوبرا غاليري» من أبرز الغاليريهات المختصة في الفن العالمي الحديث، التي تضم 11 فرعا في مختلف بلدان العالم. ولأهمية المزاد، حضر جيل ديان، رئيس مجلس إدارة «أوبرا». وضم المزاد لأول مرة في الشرق الأوسط 16 عملا لرواد الفن الحديث، منها لسلفادور دالي (1904 - 1989)، وبيير أوغست رينوار (1841 - 1919)، وكلود مونيه (1840 - 1926)، وبابلو بيكاسو (1881 - 1973)، إلى جانب مجموعة من أبرز الفنانين المستشرقين، مثل كيس فان دونغن (1877 - 1968). وبلغت نسبة أعمال الفنانين المعاصرين من منطقة الشرق الأوسط 50 في المائة من أعمال المزاد البالغ عددها 140 قطعة. وضمت هذه المجموعة قطعا فنية أصيلة جمعت من مختلف أرجاء العالم، بعضها من شبكة «أوبرا غاليري»، والجزء الآخر من جامعي القطع الفنية. وبعض القطع الفنية ترجع لحقب تاريخية مختلفة وتجسد الأساليب والمدارس الفنية التي سادت أوروبا والعالم، لفنانين عالميين مثل رينوار، وبيكاسو، ودالي، وكابور، وهيرست، إضافة إلى بعض الفنانين الآخرين من أوروبا والأميركيتين والشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا. ومن بين أبرز الأعمال الأوروبية لوحة الرسامة ليتا كبيلوت «السر الكامن وراء القناع رقم 22» ولوحاتا مويز كيسلينغ «مزهرية الورود» و«وشاح المرأة السمراء»، ولوحة راؤول دوفي «وزن المشهد»، ولوحتا رينوار «امرأتان في حديقة كاين» و«الفتاة التي تمشط شعرها»، ولوحة داميان هيرست «المحور 2012»، ولوحة الفنان فرهاد مشيري «أرقام التسعة ذات اللون الأصفر»، ولوحة قورش شيشغاران «من دون عنوان 2011»، ولوحة رضا دراكشاني «شادبز»، ولوحة محمد أحسائي «من دون عنوان 1999».

ووصل سعر إحدى اللوحات إلى 9.6 مليون دولار، وهي للفنان الهولندي كييس فان دونغن، فيما وصلت لوحة ثانية إلى سعر 6.6 مليون دولار، وهي بعنوان «فرنسا» لبيير أوغست رينوار تعود إلى عام 1918، وهو السعر نفسه الذي وصلت إليه لوحة أخرى لبابلو بيكاسو بعنوان «إسبانيا» ترجع إلى عام 1939، وحسب مديرة معرض «أوبرا» في دبي، الإماراتية مريم ثاني، فإن إجمالي ما تم تأكيد عملية اقتنائه وصل مجموع قيمته إلى 27 مليون دولار (97 مليون درهم).

وحظيت أعمال لفنانين عرب بإقبال مثير، كما أن أعمالا تحلت بروح شرقية خالصة، وخلفيات إسلامية وجدت تنافسا على اقتنائها، منها عمل للفنان المصري يوسف نبيل أنجزه عام 1993 بعنوان «أماني»، يرصد فيه وجه امرأة بملامح شرقية خالصة.

بلغ إجمالي مبيعات مزاد «أوبرا غاليري» الأول للفن الحديث العالمي والمعاصر 27 مليون درهم. وحققت لوحة «جارية نائمة» بالألوان الزيتية لكيس دونغن الهولندي التي رسمها عام 1909 أعلى قيمة في المزاد، حيث بيعت بمبلغ 9.8 مليون درهم. وتلا العمل الذي احتل المرتبة الأولى في المبيعات بين أعمال الرواد، لوحة «امرأتان في حديقة كاغن»، التي رسمها الفرنسي بيير أوغست رينوار (1841 - 1919) عام 1918 ووصلت قيمتها إلى 6.600.000 درهم، وبنفس القيمة بيعت لوحة «طبيعة صامتة - إبريق وفاكهة»، التي رسمها الإسباني بابلو بيكاسو عام (1881 - 1973)، في حين بيعت لوحة «مشهد من الممر» للفرنسي راؤول دافي (1877 - 1953)، التي رسمها عام 1949. بمبلغ 4.880.000 درهم. وتلتها لوحة «فتيات شابات يصففن شعرهن» لرينوار التي رسمها بين عامي 1885 و1890 ووصلت قيمتها إلى 4.500.000 درهم. كما بيعت لوحتان للفرنسي كلود مونيه (1840 - 1926)، أولهما «في البرية» التي رسمها عام 1881، وبلغت قيمتها 2.250.000 درهم، وثانيهما «انعكاسات» الرباعية التي وصلت قيمتها إلى 2.200.000. وعودة إلى الفنان الهولندي دونغن الذي بيعت لوحته «امرأة واقفة في حديقة»، التي رسمها بالألوان الزيتية عام 1909. بمبلغ 2.100.000 درهم. كما وصلت قيمة لوحة «امرأة» التي رسمها الكولومبي فرناندو بوتيرو (1932) عام 1980 إلى مليون درهم متجاوزة السعر التقديري لها.

أما مزاد «غاليري أيام» لمقتني الفنون الشباب، فهو يشجع على شراء الأعمال الفنية وجمعها بأسعار معتدلة. وتميزت هذه اللوحات بأنها تعبر عن الواقع الذي رسمت فيه، مثل أعمال الفنانين اللبنانيين في تصوير مشاهد الحرب والطبيعة، وحرصت اللوحات السورية على جماليات المرأة والتقنيات المعاصرة والمنمنمات الإسلامية. فيما عني الفن المصري والمغربي برسم الوجوه، في حين تميز النحت بالتركيز على الأقنعة والأجسام وليس على المجسمات التجريدية.

تباينت الأسعار التي طرحت في المزاد، وذلك بحسب القيمة الفنية للعمل وتاريخ الفنان، وأحيانا بدأت بأقل من سعرها الحقيقي، فبعضها بدأ بـ3600 درهم، فيما بعضها الآخر بدأت المزايدة عليه بـ25.5 ألف درهم. وبيعت لوحة للفنانة الفلسطينية سامية حلبي التي تصور الطبيعة بأعلى سعر وهو 48 ألف درهم (13 ألف دولار)، فيما بيعت لوحة اللبناني بيار كوكجيان بـ44 ألف درهم، ثم لوحة المصري عمران يونس بـ40 ألف درهم. أما أقل سعر دفع في لوحة فهو 6600 درهم.

ويسعى «غاليري أيام» من خلال هذه الفعالية إلى أن يرسخ ثقافة المزادات في دبي، كما صرح مدير ومالك «غاليري أيام»، خالد سماوي؛ لأن غرض هذه المزادات هو تشجيع الشباب وكبار الجامعين أيضا على اقتناء لوحات للفنانين الشباب من أجل تشجيعهم، وكذلك من أجل الاستثمار؛ إذ يمكن أن تتضاعف أسعار اللوحات بمرور السنوات. وهناك لوحات لم تلق الرواج المطلوب في عمليات البيع والاقتناء، وهو أمر طبيعي في مثل هذه المزادات، إذ تتم عمليات التفضيل حسب أذواق المقتنين وقيمة الفنانين.