متحف غاغينهايم يعرض «بيكاسو» بالأبيض والأسود

118 لوحة وتمثالا واسكتشات خلال الفترة بين عامي 1904 و1971

بعض رسومات بيكاسو والتي استخدم فيها الأبيض والأسود والرمادي عبر مسيرته الفنية
TT

يشتهر بابلو بيكاسو بكمية الألوان المستخدمة في لوحاته، ولكن معرض «بيكاسو بلاك آند وايت» أو بيكاسو بالأبيض والأسود في متحف سولومون آر غاغينهايم بنيويورك يستكشف استخدام الرسام الإسباني للأبيض والأسود عبر مسيرته الفنية. وتوجد اللمحة العرضية للألوان هنا وهناك، ولكن في الجزء الأكبر يركز المعرض المكون من أكثر من مائة عمل فني ويستمر حتى 23 يناير (كانون الثاني) المقبل على رسومات بيكاسو المتكررة بالأبيض والأسود والرمادي.

وبحسب غاغينهايم، فإن الألوان «جلية في المرحلتين الزرقاء والوردية، ليكون الرائد في تجاربه في اللوحات التكعيبية واللوحات الكلاسيكية الجديدة الرمزية والرد على السريالية».

وتلقى الأعمال الفنية المعروضة في الجزء الداخلي الأبيض القديم من المتحف الضوء على البناء الرسمي واستقلال الأسلوب المتأصل في فن بيكاسو. وقالت كارمن جيمينز، الأمين المشارك للمعرض: «هذه الأعمال الرائعة المتحدة مع هذا المعمار الرائع المصمم على شكل لولبي تجعله ببساطة مثاليا»، وأشاد ريتشارد أرمسترونغ مدير متحف ومؤسسة «غاغينهايم» بشدة أيضا بالمعرض، معربا عن اعتقاده أنه يقدم تفهما جديدا لشخصية بيكاسو الإبداعية.

وقال أرمسترونغ: «هذا أول معرض يختبر استخدامه المتواصل للأبيض والأسود على مدار مسيرته الفنية، فلذا نعتقد أنه معرض مبتكر».

لم يعرض ما مجموعه 118 لوحة زيتية وتمثالا وأعمالا على الورق خلال الفترة من عام 1904 إلى عام 1971 على الملأ أبدا من قبل، وكانت هناك صعوبات بالغة في جمع كل الأعمال معا لهذا المعرض. وفي النهاية، اقتنعت المتاحف من مختلف أنحاء العالم وكثير من الجامعين الأفراد بالسماح بعرض الأعمال في المبنى المدهش الكائن بجوار حديقة «سنترال بارك» بنيويورك، الذي صممه النجم المعماري فرانك لويد رايت. كان بيكاسو يعشق الألوان ويشتهر بمرحلتيه الزرقاء والوردية، ولكن كان لديه أيضا اهتمام مفرط بالخطوط والشكل والرسم والصور أحادية اللون والقيم اللحنية. وتعود الأعمال الفنية إلى مراحل عبر حياة الفنان، وتظهر نماذج من الواقعية والتكعيبية والسريالية، وكذا اسكتشات ولوحات زيتية وتماثيل. وأوضحت جيمينز أن بيكاسو تأثر بالتقليد الذي يعود لقرون ماضية الخاص بالأساتذة الإسبان، مثل آل غريكو وخوسيه دي ريبيرا ودييجو فيلازكيز وفرانشيسكو دي غويا، الذين عملوا أيضا بلوحات ألوان أصغر.

وأضافت: «اللوحات بالأبيض والأسود تستخدم عادة لخلق تركيبات طموحة ومعقدة». ويمكن رؤية هذه الفكرة لإدارة تركيب معقد من دون الاضطرار إلى تنظيم تضاد الألوان في لوحات بيكاسو الرائعة، مثل «ورشة صانع القبعات» (1926) و«منزل شارنيل» (1944 - 1945) و«الوصيفات» (1975).

ولا يضم المعرض أشهر لوحة لبيكاسو، وهي «غورنيكا»، ولكن توجد لوحة «رأس حصان» ولوحة توضح الرسم التخطيطي لغورنيكا «سكيتش أوف غورنيكا».