فنانون مصريون يدخلون البهجة إلى مستشفى أبو الريش للأطفال بالقاهرة

جملوا حوائطها برسومات جذابة وأقاموا ورشا فنية للمرضى

TT

في مبادرة لإدخال البهجة على قلوب الأطفال المرضى بمستشفى أبو الريش، وهو المستشفى الحكومي الأشهر المتخصص في علاج الأطفال بالقاهرة، قامت مجموعة من شباب الفنانين برسم حوائط غرف المستشفى برسوم كارتونية وأشكال محببة للأطفال لإضفاء جو من السعادة والمرح على إقامتهم بالمستشفى. المبادرة قام بتنظيمها مجموعة من الجمعيات الأهلية مثل: فناني اللقطة الواحدة، ومؤسسة ست مصرية، وجمعية لقطة خير، بالتعاون مع أسرة الفرسان بكلية الفنون الجميلة.

سارة عوف مدير عام جماعة فناني اللقطة الواحدة، إحدى المشرفات على المشروع تشير إلى أنه يتم بالتعاون مع مجموعة من الجمعيات الأهلية التي تشرف على التنظيم، وإن كان من يقوم بالتنفيذ هم مجموعة من شباب الفنانين بعضهم من طلاب كلية الفنون وبعضهم مهتم بالأمر ومتحمس للمشاركة فيه.

وتؤكد سارة أن الدعوة للمشاركة في الحدث الذي تم تنظيمه أكثر من مرة تكون عامة وكل من يرغب في المشاركة يمكن له ذلك، مشيرة إلى أنه دائما يكون هناك مشاركة كبيرة وتفاعل من الناس؛ لأن المشروع يجذب انتباههم، ولأنه يحمل جانبا فنيا واجتماعيا، كما يسعى لإدخال السعادة والبهجة على قلوب الأطفال المرضى، لذلك هو عمل يحب الكثيرون المشاركة فيه.

وحول طبيعة التصميمات والرسومات التي يقومون بتنفيذها على حوائط المستشفى توضح سارة أن من يقومون بتصميمها مجموعة من الشباب المتخصصين والمحترفين في رسوم الكارتون لتكون بالشكل المناسب، فهم من يقوم بوضع تصور لما سيتم رسمه ورسم الاسكتشات الأولية، ويقوم المشاركون بعد ذلك بالتلوين والرسم على الحوائط، مما يعطي جودة عالية للشكل النهائي الذي يتم تنفيذه ويظهر في النهاية بشكل وجودة عالية.

وتلفت سارة إلى أن جزءا من الرسوم يعتمد على مجرد الرسوم الكارتونية والأشكال المحببة للأطفال، بينما هناك جزء آخر في بعض غرف المستشفى التي يسكنها أطفال يعانون من أمراض مزمنة تحتاج إلى التعايش معها، وهنا حاولنا أن تكون الرسوم مشجعة للأطفال على التعايش مع المرض، مثل الحالات التي تحتاج إلى أخذ حقن باستمرار، حيث حاولنا رسم صور لطفل يأخذ الحقنة وهو مبتسم وغير خائف، ورسمنا صورا تصور التسلسل العلاجي للأطفال حتى مرحلة الشفاء النهائية وكيف أن الطفل سيسترد صحته وسيتمكن من ممارسة حياته بشكل طبيعي والعودة للعب مع أصدقائه والاستمرار في دراسته والتفوق فيها وتحقيق أحلامه، فحاولنا إعطاء دفعة من الأمل والتفاؤل للأطفال لتساعدهم على تجاوز فترة المرض والبقاء والإقامة في المستشفى.

وتؤكد سارة أن هذا الجزء تم تحت إشراف مختصين للمساعدة في وضع تصور عن الرسوم المناسبة للأطفال في هذه الحالة؛ لأن الهدف هو خلق تأثير نفسي مع التأثير الجمالي للرسوم التي تنفذ على الحوائط، وبحسب قولها: «ما نحاول أن نفعله في هذه الحالة هو خلق البيئة المناسبة والمشجعة للطفل المقيم في المستشفى خلال فترة مرضه ليكون الأمر أسهل وأفضل بالنسبة له، والأطفال بشكل عام كانوا متفاعلين جدا مع الرسوم وشعروا بسعادة بالغة بعد تنفيذها؛ لأنها غيرت وجهة نظرهم تماما وكسرت الصورة التقليدية لغرف المستشفيات غير المحببة للأطفال بالطبع».

وتشير سارة إلى تعاون المستشفى والأطباء معهم بصورة شديدة الإيجابية. وتقول: «رغم أنها ليست المرة الأولى التي نقوم بتنفيذ المشروع هناك، فإنهم وفروا لنا بعض الخامات التي نستخدمها في الرسم والتلوين، ونحرص دائما على استخدام خامات بنوعيات جيدة لتظل الرسوم بحالتها وألوانها الجذابة والمبهجة. وما نتمناه أن نعمم هذا المشروع في كل مستشفيات الأطفال؛ فالفن والفنانون لا بد أن يكون لهم دور في خدمة وتنمية المجتمع، وأن يكون لهم تأثير إيجابي في حياة الناس، وألا يكونوا مقتصرين على مجالات محدودة أو أشياء ذات نطاق ضيق يهتم بها القليل من الناس، أو ما يمكن أن نطلق عليه النخبة، وفي هذا الإطار قمنا من قبل بتنفيذ ورشة فنية مع الأطفال في المستشفى كنوع من الترفيه ولخلق حالة من الاهتمام بالرسم والفنون عند هؤلاء الأطفال، ولأنه يجب علينا المساعدة في التخفيف عن الأطفال وإدخال السعادة عليهم بمجال تخصصنا وهو الفن».