سوزان باعقيل.. مصورة سيدات البيت الأبيض في السعودية

أقنعت هيلاري كلينتون بتناول الكبسة.. وردت صورها على اتهامات حادث الجمرات

سوزان باعقيل أثناء تغطيتها موسم الحج إلى جوار الحرم
TT

تسابق الخطوات لتخطف اللقطات بثلاث كاميرات مختلفة العدسات، تتوشح بها في معظم المناسبات الرسمية والتغطيات الصحافية، تلك هي صورة الفوتوغرافية المحترفة سوزان باعقيل التي اختيرت مصورة لسيدات البيت الأبيض في زيارتهن الرسمية للسعودية.

فرغم تجاوزها الأربعين ربيعا، سجلت السعودية سوزان باعقيل اسمها كمصورة معتمدة لسيدات البيت الأبيض والمشاهير في زيارتهم للسعودية، وذلك بعد اختيارها من قبل السفارة الأميركية في الرياض لأداء المهمة طوال السنوات الماضية.

تقول سوزان باعقيل، الأم لمالك وجهينة وساري، عن تلك المهمة، إنه وبالتنسيق مع السفارة الأميركية لدى السعودية، تم التخاطب معها رسميا لأداء المهمة، «وقد وثقت رحلات لورا بوش زوجة الرئيس جورج الابن السابق، وكذلك زيارات هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية الحالية وزوجة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في كافة زياراتها للمملكة».

وتضيف باعقيل لـ«الشرق الأوسط»: «كذلك أوكلت إلي مهمة تغطية زيارة وزير المالية الأميركي في منتدى الطاقة، وتم اختياري لتغطية زيارة وزير الخارجية الفرنسي ومعظم الشخصيات الدبلوماسية الإيطالية ومصممة الأزياء العالمية كارولينا هاريرا».

وعن أهم الصور والمواقف التي حصلت لها مع سيدات البيت الأبيض تقول سوزان: «أتذكر في إحدى زيارات هيلاري كلينتون إلى المملكة وقبيل رحلة العودة، أبلغت بتأخر الطائرة بسبب عطل فني، ورفضت ركوب أي طائرة بديلة، فقررت الانتظار لحين الانتهاء من تجهيز طائرتها في المطار، وتم إعداد وجبة غداء للوفد المرافق لها».

وتستطرد باعقيل: «كان في الجانب الآخر لسفرة الغداء طبق كبسة سعودية للحضور من المسؤولين والمرافقين السعوديين، عندها همست في أذنها وأقنعتها بتناول الكبسة، والتقطت لها صورة وهي تتناول الطبق. عندها، خاطبني أحد المسؤولين: كيف استطعتي إقناعها، أعتقد أنك سياسية محنكة».

سوزان باعقيل، محترفة التصوير الفوتوغرافي منذ 30 عاما، نالت أكثر من 30 شهادة شكر وتقدير دولية ومحلية في فنون التصوير، وحملت عضوية جمعية التصوير الأميركية والجمعية الأميركية للمحترفين والاتحاد الدولي للتصوير والهيئة الدولية الأميركية للمصورين والجمعية الدولية لفن التصوير الفوتوغرافي، وهي التي درست أبجدياته بكلية ميامي ديدا في ولاية فولاريدا الأميركية، وتخرجت عام 1983 وهو التاريخ الذي شهد تدشينها لأول استوديو تصوير لها في جدة.

تقول عن حياتها المهنية: «أعمل حاليا مصورة لوكالة (رويتر) و(تامسون) العالميتين وذلك منذ عام 2007، وقد أهداني والدي أول كاميرا عندما كنت في الخامسة من عمري، وقد درست التصوير في أميركا، ونظمت نحو 28 معرضا شخصيا في عدد من الدول الأوروبية والأميركية، منها معرض في ميامي عام 1982 ومعرض في إيطاليا، إضافة إلى عدد من المعارض في القاهرة ومعرض في نيودلهي عام 2011، إضافة إلى معارضي الخاصة في السعودية ومجمعات السفارات».

وتضيف سوزان: «شاركت في نحو 155 معرضا جماعيا على المستوى المحلي والإقليمي في سويسرا وإسبانيا واليابان والصين والمغرب، إضافة إلى تركيا والهند والأردن وبعض الدول العربية والمحافظات السعودية، وأصدرت كتاب (90 حرفة) في 300 صفحة باللغتين العربية والإنجليزية، كأول كتاب يوثق المرأة السعودية في الحرف اليدوية وبلاد الحضارمة، إضافة إلى كتيب عن الملك عبد العزيز وعملت فيلما وثائقيا عن المسلمين الجدد في أوروبا وأميركا وفيلما كوميديا تحت عنوان (خالة خيرية)».

وحصلت أعمال سوزان باعقيل على تقدير الكثير من المؤسسات في الوطن العربي وبيعت في مزادات متخصصة ذات أهداف تجارية وخيرية، ساهمت في تدريس فن التصوير وقدمت دروسا خاصة في هذا المجال شملت جميع هذا الفن الإبداعي، كما اقتنيت لوحاتها متاحف مثل V&A البريطاني والمتحف الكندي في كوبيك بكندا، والكليات مثل ميامي ديد الأميركية للتطبيقات الدراسية، واقتنى من أعمالها عدد من الشخصيات البارزة المتميزة بالحركة الفنية وعدد من الجامعات والوزارات. وتباع صورها في مزادات محلية ودولية لأسباب خيرية وتجارية، وقد بيعت إحدى لوحتها بنحو مليون ريال في مزاد جمعية القرآن الكريم.

وسوزان باعقيل تعد أول سيدة تصور مشاعر الحج والحرم من على متن طائرة مروحية، والوحيدة التي صورت حادث الجمرات عام 1426هـ بواسطة المروحية. وتتذكر حينها سوزان أن إحدى القنوات الفضائية ادعت أن سبب التدافع هو مرور موكب على الجسر حينها، وهو ما نفته الداخلية السعودية في ذلك الوقت، ووثقت ذلك بالصور التي التقطتها من موقع الحدث وأظهرت أن الحادث وقع بسبب حمل بعض الحجاج لأمتعتهم معهم.

بيعت صور الفنانة سوزان باعقيل في مزاد بإشراف دار «كريستي» البريطانية، واختارتها شركة «نوكيا» لتكون المصورة لصور المزاد لصالح أيتام الطائف عام 2005، اقتحمت بفاعلية في مهرجان الحريد في جزيرة فرسان وكانت العضو النسائي الوحيد المشارك عام 2006، وكذا فاعلية في مهرجان أم رقيبة في محافظة حفر الباطن لمزاد الإبل الجميلة لجائزة الملك عبد العزيز برعاية الأمير مشعل بن عبد العزيز وكانت العضو النسائي الوحيد المشارك.

اختيرت سوزان ضمن شخصيات متميزة كأول مصورة سعودية محترفة، من خلال فيديو كليب الوطن (أنت ماذا أعطيت للوطن)، وأعد التلفزيون البلجيكي فيلما وثائقيا عن سوزان باعقيل، كونها أول مصورة سعودية محترفة لإعطاء نموذج جميل عن فنها وعن المرأة المسلمة السعودية للشعب البلجيكي عام 2007. وكذلك أجريت لها لقاءات مع التلفزيون الإيطالي، وقامت قناة الـ«BBC» البريطانية بعمل تقرير عنها تحت عنوان «المرأة السعودية في الاقتصاد».

وعلى الجانب الآخر، قلدها رئيس جمهورية إيطاليا جورجيو نابوليتاني وسام النجمة الذهبية التضامنية ولقبها برتبة فارس وشهادة تقدير، لما قدمته من فن راق ومعرض عن إيطاليا بعيون فنانة عربية في فبراير (شباط) من عام 2007.

وتعد سوزان باعقيل السيدة الأولى والوحيدة التي صورت في مؤتمر القمة العربية بالرياض في مارس (آذار) 2007، وأول سيدة حظيت بتصوير الملوك والأمراء في مؤتمر القمة العربية التاسعة عشرة في مركز الملك عبد العزيز الدولي بالرياض، وكرمها إياد مدني وزير الثقافة والإعلام لفوزها في مسابقات دولية بالمركز الأول باسم المملكة.

كانت سوزان باعقيل ضمن الوفد الإعلامي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أثناء زيارته التاريخية إلى إيطاليا والفاتيكان.

وعن أهم التغطيات، تقول سوزان: «شاركت في تغطية مؤتمر (أوبك 3) في مركز الملك عبد العزيز الدولي بالرياض عام 2007، ومؤتمر حوار الديانات بقصر الصفاء في مكة المكرمة عام 2008، وتصوير مؤتمر الطاقة بجدة، حيث طلب البيت الأبيض صورها لتكون في واجهة موقعهم الإلكتروني عام 2008، وتصوير المؤتمر العالمي للحوار بمدريد في إسبانيا برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله والملك الإسباني كارلوس يوليو (تموز) 2008».

حصلت باعقيل على شهادة تقدير من الشيخ أحمد بن سعد آل مكتوم رئيس مطار دبي، اعترافا بالمساهمة القيمة في نجاح بطولات (باركليز دبي) للتنس لتصوير بطولات باركليز دبي للتنس بمشاركة أفضل لاعبي ولاعبات التنس في العالم (الصورة التي التقطتها سوزان باعقيل تصدرت الأغلفة والصفحات الأولى، لكونها أفضل صورة رياضية التقطت في هذه المناسبة).

وساهمت سوزان في تقديم عدد من الدورات لمجموعة من السيدات والأطفال من جميع المستويات، ونالت أكثر من 30 جائزة في فن التصوير الفوتوغرافي (البورتريه) منذ عام 1985؛ أهمها: مسابقة شركة «كودك» للتصوير الفوتوغرافي وحصلت على جائزة عام 1985، إضافة إلى مسابقة «أجمل صورة» في البورتريه على مستوى العالم العربي عام 1993، واشتركت في مسابقة «جدة الجميلة» وحصلت فيها على شهادتي تقدير لفوزها عام 1993، كما فازت في مسابقة الأمم المتحدة.

وحصلت باعقيل على المركز الثاني ودرع الأمم المتحدة من الراحل الأمير فيصل بن فهد، وشهادة تقدير وجائزة نقدية وميدالية شرف عام 1993، وفازت بجائزة الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز في مسابقة التصوير الفوتوغرافي للمعرض البيئي السعودي عام 1995.

نالت باعقيل شهادة تقدير من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة استجابة لنداء خادم الحرمين للشريفين الراحل الملك فهد بن عبد العزيز لدعم شعب البوسنة والهرسك عام 1995، وفازت بجائزة على صورتها (تعبير الإنسانية) في إسكاندينفيا عام 1996، وجائزة أبها للثقافة والفنون، وشهادة في مجال التصوير الضوئي للسياحة من الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة عسير عام 1997، وفازت في مسابقة أمانة مدينة جدة الثالثة للمحترفين، كما فاز ابنها مالك محمد باعارمة في نفس المسابقة عام 1997.

وفازت بالمركز الأول في المسابقة الدولية للتصوير الرقمي، من بين 15 دولة، عام 2005، التي أقامتها الجمعية الدولية الإيطالية، وتم اختبار ثلاث صور لها، وحصلت على درع وشهادة شكر وتقدير من الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا سابقا وحرمه الأميرة نوف عام 2005، وشهادة شكر وتقدير من رئاسة الحرس الوطني للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 20) عام 2005، وفازت بالمسابقة الفوتوغرافية الفنية «معاني الأمومة» التي أقيمت ضمن فعاليات المؤتمر الطبي الأول بصورتها المعبرة عن «الحب والسكينة» عام 2006.

وحصلت باعقيل على شهادة شكر وتقدير على مشاركتها في إنجاح الدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي بمعرضها الإسلامي وتصويرها أثناء الحج، من وزير الثقافة والإعلام إياد مدني عام 2006، وشهادة تقدير من وزارة الإعلام من وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية لمساهمتها المتميزة في الأيام الثقافية السعودية بجمهورية مصر العربية، وشهادة شكر وتقدير من وزارة العلاقات الثقافة الدولية تزامنا مع مشاركة منتخب المملكة لكرة القدم في نهائيات كأس العالم بألمانيا عام 2006.

وكرم الأمير فيصل بن عبد الله الفيصل سوزان باعقيل لأفضلية الاختيار لحصولها على جوائز عالمية ودولية في المهرجان الثقافي (المملكة في قلوبنا) في مايو (أيار) عام 2006، ونالت تقديرا من وزارة الثقافة والإعلام على الجهود المتميزة والمشاركة الفعالة التي ساهمت في إنجاح الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام بقصر المؤتمرات بجدة وإظهاره بالشكل المشرف على المستوى المحلي والدولي.

فازت سوزان باعقيل بمسابقة حقوق الإنسان 2007 التي أقامتها الجمعية الإيطالية في مدينة كاتانيا، وفي مسابقة (كلنا مسؤولون) في فئة المحترفين، ونالت درع وشهادة شكر وتقدير وجائزة مالية وكاميرا (بالمعرض الملكي الفني). وكرمت من الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، عام 2008م برعاية الأمير خالد الفيصل، كما فازت أيضا ابنة الفنانة سوزان (جنة محمد باعارمة) في نفس المسابقة بالمركز الأول في فئة الطالبات على مستوى مدارس جدة.