رشيدة داتي تخوض معركة شرسة لإثبات نسب طفلتها لرجل أعمال ثري

استأجر لها شقة لم تسكنها لتضارب مصالحه مع موقعها الوزاري

رشيدة ورجل الأعمال دومينيك ديسيني لدى لقاء رسمي لهما في مراكش
TT

يبدو أن وزيرة العدل الفرنسية السابقة، رشيدة داتي، قررت أن تخوض معركة قضائية شرسة ضد الرجل الذي يفترض أن يكون من أقرب الناس إليها ووالد ابنتها الوحيدة زهرة.. فقد نظرت غرفة الشؤون المدنية في محكمة «فيرساي» شمال باريس، منذ يومين، في القضية التي رفعتها داتي ضد رجل الأعمال الفرنسي الثري دومينيك ديسيني لإثبات انتساب طفلتها البالغة من العمر 3 سنوات إليه. ومن المقرر أن يصدر الحكم أوائل الشهر المقبل.

وفي حين أبدت الوزيرة السابقة انزعاجها من تسرب الخبر إلى وسائل الإعلام ومن تدخل الصحافة في حياتها الخاصة وملاحقة المصورين لطفلتها، فقد لوحظ أن أي نفي لم يصدر عنها لخبر الدعوى، وكذلك الأمر مع ديسيني الذي يملك مجموعة «لوسيان باريير» للفنادق والمطاعم وكازينوهات المقامرة، بالإضافة إلى مقهى «فوكيتس» الشهير في «الشانزلزيه». واكتفى المدعى عليه بالقول إن الأمر بيد القضاء وهو الذي سيحسم في الدعوى، نافيا علمه بوجود طفلة له من صديقته الوزيرة السابقة والنائبة في البرلمان الأوروبي. وبإمكان المدعية أن تطلب إجراء فحص الحمض النووي لإثبات دعواها لكن القضاء لا يستطيع إجبار المدعى عليه بإجراء الفحص.

وفي حين يسود اعتقاد بأن رشيدة داتي لا تبحث لابنتها عن أب بقدر ما تريد أن تضمن لها تركة وفيرة، فإن من المتوقع أن تتطرق جلسات المحكمة إلى كشف لأسرار كثيرة تخصها بعد 3 سنوات من الغموض الذي حرصت على أن تحيط به هوية والد زهرة.. فقد أكد ديسيني رفضه للخضوع لفحص الحمض النووي، وذلك في تصريح له نشرته المجلة الملحقة بصحيفة «لوموند»، الأسبوع الماضي. أما سبب الرفض فهو «الطبيعة المتناقضة والمضطربة لموقف السيدة داتي»، حسب قوله. كما لمح إلى أن محاميته، ميشيل كوهين، أحصت ما لا يقل عن 8 علاقات لداتي في الفترة التي عرف فيها رشيدة داتي، بينها صداقات مع رياضي معروف، ووزير، ورئيس وزراء دولة مجاورة، ورجل أعمال، وشقيق لرئيس، ومدع عام لدولة خليجية.

من جهتها، كانت داتي قد بررت دعواها بأن الوقت قد حان لكي تعرف طفلتها من هو والدها، وخصوصا أنها قد بلغت السن التي تطرح فيها الأسئلة. وقدمت المدعية للمحكمة تقريرا محررا من طبيب للأطفال يؤكد «حاجة زهرة لرؤية أبيها لأن علاقتهما ضرورية لتوازنها». وفي حال قررت المحكمة إثبات نسب زهرة لدومينيك ديسيني، فإنها لن ترث شيئا من مجموعته الفندقية الضخمة بل سيكون لها نصيب من ثروته الشخصية.

لم يرث ديسيني، رجل الأعمال الوسيم، سوى الحق بالتمتع بعائدات إمبراطوريته الفندقية التي كانت زوجته، من جانبها، قد ورثتها عن أبيها. وهي قد أنجبت له ولدا وبنتا هما اليوم في سن الشباب، ثم توفيت في العام الماضي بعد أن أمضت السنوات الأخيرة من حياتها مقعدة بسبب حادث سقوط طائرة. أما داتي فقد تعرف عليها في عام 2007 أثناء عشاء لدى أصدقاء مشتركين، وبدأت علاقتهما بعدها بفترة قصيرة حيث أمضيا عطلة نهاية العام معا في جزر «موريسيوش» على نفقة رجل الأعمال لا الوزيرة. ولإثبات كلامها، قدمت داتي غلافا قديما لمجلة «فواسي» الفرنسية الشعبية تبدو فيها صورة الثنائي أثناء تلك الإجازة. ويثير استناد رشيدة إلى ما نشرته مجلة من النوع الشعبي سخرية الكثيرين لأنها طالما هاجمت الصحف الصفراء واتهمتها بالتدخل في حياتها الخاصة.

وسيكون على القاضي أن يتثبت من الفترة التي دامت فيها تلك العلاقة، في حال وجود علاقة بالفعل، وهل كانت العلاقة الوحيدة للوزيرة. لقد أقرت، حسب الدعوى، بأنها أقامت، لعدة مرات، في شقة ديسيني، سواء في بحر الأسابيع أو خلال عطلات نهايتها. كما ذكرت أن علاقتهما انتهت مع أواخر 2008 وكان خلالها الرجل الوحيد في حياتها. وحسب ملف الدعوى الذي نشرت بعض تفاصيله مجلة «لوبوان»، فإن وزيرة العدل السابقة وصفت رد فعل دومينيك ديسيني على خبر حملها بأنه كان إيجابيا وقبل نتائجه وكان على اتصال، لعدة مرات، بالطبيب الذي تابع الحمل وتولى الولادة بعملية قيصرية، كما منح ديسيني زهرة «الاهتمام الأبوي» واشترى لها ثيابا وعربة للأطفال. كما يتضمن الملف الذي قدمته المدعية إشارة إلى شقة استأجرها المدعى عليه وأثثها في الدائرة السادسة عشرة من باريس، قبل 8 أشهر من مجيء زهرة. لكن الوزيرة لم تنتقل إلى تلك الشقة منعا لما يمكن أن تتهم به من تضارب قانوني في المصالح بين موقعها الوزاري وبين طلب كان ديسيني قد تقدم به للحصول على رخصة لموقع إلكتروني للمقامرة.

في المقابل، أشار المدعى عليه إلى أن الحكاية كلها لم تدم أكثر من 3 أشهر كانت داتي، خلالها، «تلح في سبيل الحصول على طفل». وبسبب تردده فقد أوضحت له أنها لا تملك فسحة من الوقت (بسبب تجاوزها سن الأربعين) وأرسلت حاجبا من الوزارة لكي يستعيد حاجاتها من شقته، وكان ذلك أواخر 2008. لكن محامية ديسيني تلاحظ أن بداية حمل داتي بزهرة تعود إلى 5 أبريل (نيسان) من ذلك العام. كما أشارت المحامية إلى تناقضات بين تصريحات كانت داتي قد كشفتها لصحيفة فرنسية وكررتها في كتاب سيرتها الذاتية وجاء فيها أن «عيني زهرة تشبهان عيني أبيها»، وأن «لها إخوة وأخوات من ذلك الأب». وقالت المحامية إن عيني موكلها زرقاوان وعيني ابنة داتي بنيتان، كما أن له بنتا واحدة وابنا واحدا، لا أكثر. كما نفى الأب المزعوم أن يكون شاهد زهرة «عدة مرات»، وذكرت محاميته أنه رآها مرة واحدة، في ليلة رأس السنة من عام 2009، في بيت صديق مشترك هو جان تود.