تقرير فرنسي: طائرة هولاند تكلف ملايين إضافية لأنه يتقشف في استعمالها

طياروها مجبرون على التحليق بها فارغة للحفاظ على فعاليتها

هولاند وشريكته يهبطان من «ساركو وان»
TT

منذ أن قرر نيكولا ساركوزي شراء طائرة جديدة مجهزة بكل ما يلزم ومخصصة لتنقلاته الرئاسية، والمماحكات لا تنتهي بين معسكر اليمين ومعسكر اليسار حول الطائرة التي أطلقت عليها الصحافة تسمية «إير ساركو وان»، على غرار طائرة الرئاسة الأميركية «إير فورس وان». وكان من المتوقع أن يتخلى الرئيس الاشتراكي الجديد فرانسوا هولاند عن استخدام الطائرة الرئاسية المكلفة، طالما أنه يقدم نفسه على أنه «رئيس طبيعي» حاله حال بقية مواطنيه. لكن هولاند حسم الجدل وأبقى على الطائرة الملحقة بالقوة الجوية، لا بقصر «الإليزيه»، معتمدا تقليل تنقلاته على متنها وركوب القطار أو السيارة في رحلاته للدول المجاورة.

لكن النائب جيروم شارتييه، من حزب ساركوزي المنافس، طلع على البرلمان بتقرير نشر أمس وجاء فيه أن تقشف هولاند في استخدام طائرة الرئاسة يرفع من نفقاتها. وجاء التقرير في إطار مناقشة الميزانية العامة للعام المقبل. وانتقد شارتييه إلحاق الطائرة بميزانية وزارة الدفاع في حين أنها مخصصة لتنقلات رئيس الدولة ويجب أن تكون مدرجة ضمن ميزانية «الإليزيه». وكتب النائب في تقريره أن العاملين في أوساط الطيران يعرفون أن تكاليف أي طائرة تصبح باهظة حين لا تطير.

حسب شارتييه، فإن طياري الطائرة الرئاسية حلقوا بها، وهي فارغة، بما مجموعه 158 ساعة طيران، وذلك في سبيل الحفاظ على لياقتها العملية، منذ تسلم هولاند السلطة في الربيع الماضي. وقدم النائب حسابات لخبراء تؤكد أن تخفيض استعمال الطائرة إلى رحلة واحدة في الشهر فحسب، خلال عام 2013، من شأنه أن يرفع الميزانية المخصصة لها بأكثر من 23 مليون يورو زيادة على النفقات السابقة.

والحقيقة أن الطائرة، وهي من طراز «إيه 338» لم تكن جديدة تماما بل مستعملة. وقد اشترتها فرنسا من شركة الخطوط الجوية الكاريبية وجرى تحويلها من طائرة ركاب إلى طائرة رئاسة مجهزة بتكنولوجيا متطورة لتفادي الصواريخ وبوحدة اتصالات مؤمنة وغرفة نوم ملحق بها حمام. وبلغ ثمن الطائرة 84 مليون يورو (138 مليون دولار) وهو نحو نصف سعرها التجاري لكن التعديلات التي أدخلت عليها لتناسب متطلبات الرئيس رفعت التكلفة الإجمالية إلى 176 مليون يورو، ويقال إن الرقم النهائي بلغ 260 مليونا، الأمر الذي لاقى انتقادا من المعارضة بالإسراف والتبذير. لكن وزير الدفاع السابق، هيرفيه موران، دافع عن التجهيزات الكمالية التي أضيفت إلى الطائرة قائلا إن من المعقول تجهيز طائرة الرئيس بغرفة نوم وحمام، نافيا أن يكون فيها حوض اغتسال واسع.

ووفرت الطائرة الرئاسية على ساركوزي اضطراره للتوقف عند القيام برحلات طويلة، لا سيما إلى بلدان الشرق الأقصى، وكانت تستخدم في جميع رحلات الرئيس الرسمية، إذ حلت محل طائرتين أصغر حجما من طراز «إيرباص إيه 319» كانتا تستخدمان للغرض نفسه. والطائرة الجديدة أكبر ويبلغ مداها 12 ألف كيلومتر، بالمقارنة مع سبعة آلاف كيلومتر للطائرتين السابقتين.

ومع حلول هولاند في السلطة، ما زال الاسم الشائع للطائرة الرئاسية هو «ساركو وان»، على الرغم من أن الرئيس الجديد، ومعه شريكة حياته فاليري تريرفيلر، تمتع بفخامتها في تنقلاته الرسمية البعيدة المدى.