القاهرة تنظم مهرجانا دوليا للخط العربي للحفاظ على ثرائه

«بيت السناري» يجمع رواده في العراق والكويت وتركيا ومصر

TT

بمشاركة مصرية وعربية وتركية، تشهد العاصمة المصرية خلال الشهر الحالي إقامة مهرجان القاهرة الدولي الأول للخط العربي، الذي يهدف لأن يكون ملتقى يجمع الخطاطين العرب بما يمكنهم من التحاور حول الحفاظ على الثراء الخطي للغة العربية، بما يعزز من المكانة الخاصة للخط العربي وسط الفنون، إلى جانب إطلاق نداء عاجل لإنقاذ فن الخط العربي في مصر، في ظل المعاناة التي تواجهها مدارس تحسين الخطوط في البلاد وتهدد بإغلاقها.

يستضيف فعاليات المهرجان بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، بالاشتراك مع الجمعية المصرية للخط العربي والنقابة العامة للخطاطين، وذلك في الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

عن المهرجان يقول أيمن منصور، المشرف العام على «بيت السناري»، لـ«الشرق الأوسط»: «جمع لقاء بين القائمين على أنشطة بيت السناري بنقابة الخطاطين برئاسة الفنان الشهير خضير البورسعيدي، الذي نقل لنا تأثره الشديد بما تلاقيه مدارس تعليم الخط العربي في مصر من معاناة، حيث إن كثيرا منها في سبيله إلى الإغلاق وبطريقة مقننة بعد وقف ميزانية كثير منها، إلى جانب تجاهل الخط العربي في مراحل التعليم الأساسي وعدم الارتقاء به».

وتابع «وأمام ما يلاقيه فن الخط العربي من مشكلات، وجدنا أنه يجدر بنا في بيت السناري لفت الانتباه لهذا الموضوع، فلا يجوز أن نمتلك هذا الثراء الخطي الذي أفرزته الخطوط الإسلامية ولا نسهم في الحفاظ عليه، فكان التفكير في إقامة هذا المهرجان، ومع عرض فكرته على الجمعية المصرية للخط العربي ونقابة الخطاطين نالت الفكرة الاستحسان، ثم كان الاتفاق على اتساع نطاق المشاركة وتحويله لمهرجان دولي بدعوة خطاطين من دول أخرى، كما قرر أعضاء النقابة مساعدتنا بإمدادنا بمجموعات من الأعمال الفنية للخط الكوفي والفارسي والثلث».

من جانبه، أوضح مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، الدكتور خالد عزب، أن المهرجان يشمل العديد من الأنشطة التي تهدف إلى إحياء فن الخط العربي في مصر والعالم العربي، منها معرض لرواد الخط العربي في مصر والعراق والكويت وتركيا، ويشهد التعريف بالمصحف الشريف الذي كتبه الخطاط المصري محمود إبراهيم بالخط الثلث، إلى جانب عقد سلسلة من المحاضرات العامة حول الخط العربي، وورشة تدريبية مكثفة لأطفال المدارس حول الخط العربي، ودورة تدريبية للكبار يحاضر فيها الخطاط العراقي رعد الحسيني.

كما يحمل المهرجان على عاتقه إطلاق نداء لإنقاذ فن الخط العربي في مصر من خلال الدعوة لعدم إغلاق مدارس تحسين الخطوط، حيث إن هناك 399 مدرسة خط على مستوى المحافظات المصرية، تكون مدة الدراسة بها أربع سنوات لدبلوم الخط، وعامين لدبلوم التخصص، ويتخرج فيها 7 آلاف خريج كل عام.

يذكر أن «بيت السناري» الأثري يعد مقرا لنشاطات متنوعة تستهدف الشباب في مجالات الأدب والفن، حيث يستضيف أنشطة متنوعة للشباب؛ مثل صالون الشباب الأدبي، إضافة إلى إقامة عدد من المعارض الثقافية والفنية والتراثية والحفلات الموسيقية والغنائية ودورات تدريبية في عدد من المجالات؛ منها الخط العربي واللغة المصرية القديمة واللغة القبطية، كما تُعقد به أيضا حلقات نقاشية علمية حول مستقبل العلوم والمعرفة على عدة مستويات، وذلك من تشجيع للشباب المصري والمواهب المتميزة، واستكمالا للدور الذي أخذته مكتبة الإسكندرية على عاتقها من إحياء للدور القديم لبيت السناري؛ الذي يعد المقر الأول للمجمع العلمي المصري، ليصبح منبرا للعلوم والثقافة والفنون.