تونس: مائدة القائد النوميدي يوغرطة.. ضمن المعالم السياحية

موقع تاريخي يتميز بهندسته المعمارية المصممة في شكل طاولة تتجاوز مساحتها 80 هكتارا

مائدة القائد النوميدي يوغرطة شمال غربي تونس
TT

أبدى وفد من وزارة السياحة الفرنسية اهتماما بمائدة القائد النوميدي يوغرطة وقال إن هذا المعلم الأثري التاريخي الهام الذي يعود إلى ما قبل التاريخ يمكن استغلاله في مجموعة من المعالم السياحية في الشمال الغربي التونسي. ومائدة يوغرطة هي موقع تاريخي يتميز بهندسته المعمارية المصممة في شكل طاولة تتجاوز مساحتها 80 هكتارا وتتكون من صخور ترسبية سميكة. وتقع المائدة في منطقة قلعة سنان(ولاية - محافظة الكاف) الواقعة على بعد نحو 160 كلم شمال غربي تونس.

وأكدت أطراف وهياكل تونسية وفرنسية أن مائدة يوغرطة يمكن أن تكون مكونا أساسيا لشبكة من المعالم سياحية تضم قصر الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة القريب من مائدة يوغرطة وكذلك مسجد الولي الصالح «سيدي عبد الجواد» الموجود فوق سطح المائدة إلى جانب ترميم مجموعة من الكهوف التي يمكن إدخالها ضمن المسلك السياحي المرتكز أساسا حول المائدة التاريخية المذكورة.

وتبلغ مساحة مائدة يوغرطة نحو 80 هكتارا ويزيد ارتفاعها عن 200 متر وهي تطل على الجزائر المجاورة غرب مدينة الكاف. وتكسو أديمها حجارة ملساء أفرزتها الطبيعة على مئات السنين وتنمو فوقها نباتات وحشائش ويتوسط السطح مسبح طبيعي لا تنضب مياهه على مدار السنة وهو ملجأ لكثير أنواع الزواحف. وتحتوي المائدة على مئات الفوهات التي قال عنها المؤرخون أن النوميديين حفروها في الصخر لتخزين المؤن مستغلين التكييف الطبيعي، كما توجد مغارات فسيحة للسكن والاحتماء من غضب الطبيعة.

ويقع المرور إلى مائدة يوغرطة عبر مدارج صخرية منحوتة في الأرض تقع في مواجهة باب من اللوح المقوى بالحديد. وتوجد فسيفساء منحوتة وسط الصخور المستديرة على شكل مسبح كان مخصصا لعائلة القائد النوميدي يوغرطة. وتعتبر القلعة موقعا جغرافيا حصينا لا يمكن الوصول إليه بسهولة وهو يطل على كل المناطق القريبة وبالإمكان تعطيل عمليات التحرك العسكري على بعد أميال من القلعة. وقد استغل الحلفاء المائدة من الناحية الاستراتيجية خلال الحرب العالمية الثانية.

وكان القائد النوميدي قد اتخذ من المائدة المذكورة قلعة محصنة له ولأتباعه من البربر. وكانت المائدة في السابق مأهولة بالسكان وقد غادرتها آخر عائلة تونسية حسب البحوث التاريخية سنة 1909 لصعوبة العيش على سطحها. وقد تحصن بها القائد النوميدي يوغرطة خلال الحرب الرومانية البونية. وقد ارتبطت مائدة يوغرطة بتاريخ مثير إذ احتمى بها البربر خلال الفتح الإسلامي مما اضطر القائد موسى بن نصير لتخصيص جيش لمحاصرتهم وقد ساعد الموقع الجغرافي الحصين على احتمال الحصار لأعوام متتالية، ومع مرور الزمن أصبحت مائدة يوغرطة ملجأ لكل من يخرج عن السلطة.