زواج على ورقة طلاق

طارق الشناوي

TT

قبل ثلاثة أعوام كان ارتباط هيفاء وهبي برجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة هو زواج العصر، حتى إن الرئيس السابق حسني مبارك بسبب ما صاحب الحفل من بذخ قال في إحدى خطبه إن هناك من يستفز مشاعر الناس البسطاء، ووصلت الرسالة إلى الزوجين، وحرص كل منهما على أن يقطع الأيام الأولى من شهر العسل، معلنا أن الأمر كان أبسط بكثير مما تناولته الصحافة والفضائيات باعتباره عُرس القرن الحادي والعشرين.

حقيقة حفل الزفاف طبقا لشهود العيان فاقت الأساطير، وكأنها ليلة من ألف ليلة وليلة، ومنح الإعلام مساحات غير مسبوقة لهذا الحدث، حتى إن إحدى الصحف السياسية المصرية المستقلة تعمدت التأخر عن موعد إصدارها المعتاد 24 ساعة لكي تنقل للقراء تفاصيل الحفل باعتباره سبقا يستحق أن تضرب بسببه عرض الحائط بأهم ما تحرص عليه أي مطبوعة في العالم.

الزواج كان صاخبا، وهيفاء تريده طلاقا هادئا، لكن الإعلام لن يستسلم بسهولة. أكثر من جريدة سوف تحاول أن تبيع أعدادا إضافية بتفاصيل الطلاق مثلما باعت بحفل الزفاف. النهم سيزداد، ومن الواضح أن رجل الأعمال ليس من محبي الأضواء، والدليل أنه كان نادر الوجود مع هيفاء في الحفلات العامة، لكن هيفاء بالتأكيد لا تعيش بعيدا عن الأضواء، ولهذا سارعت بمخاطبة الرأي العام بإعلان الخبر، وطالبتهم بالاكتفاء بهذا القدر.

قالت هيفاء على حسابها الشخصي إن الحياة الزوجية توقفت، لكن الصداقة لم تنته.. وبالطبع الصحافة لن يشفي غليلها هذا التصريح، الكل سوف يفند أسباب الطلاق ويسعى إلى إيهام القارئ بأنه يعرف كل التفاصيل وخفايا بيت الزوجية.

الغريب أن أحد الكتاب تعاقد مؤخرا على تقديم مسلسل درامي يتناول حياة فنانة شهيرة ورجل أعمال ثري تضطره ظروف سياسية في النهاية إلى طلاقها، مثلما فعلوا مع قضية سوزان تميم التي أحالوها قبل ثلاث سنوات إلى مسلسل «ليالي»، وبالطبع لن يشير المسلسل إلى أسماء محددة بل يُكتب على طريقة «الكلام إلك يا جارة»، وبالطبع لا يمكن لأي طرف إقامة دعوى قضائية ما دامت الأسماء ليست متطابقة.

الغريب أن هيفاء يعرض لها لأول مرة في رمضان المقبل أيضا مسلسل «مولد وصاحبه غايب»، المأخوذ عن الفيلم الشهير «تمر حنة» الذي لعبت بطولته نعيمة عاكف، فهل تنافس هيفاء هيفاء؟! في علاقة النجوم بالجماهير يُخترق دائما الحاجز بين ما هو خاص وما هو عام. الناس يعتبرون أنفسهم جزءا حميما من حياة هذا الفنان، حتى الشخصي منها، وهيفاء تحديدا كثيرا ما أشارت الصحف إلى أن العديد من الاستفتاءات اعتبرتها الأكثر جاذبية بين النساء في العالم وليس فقط العالم العربي.

الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب كثيرا ما تناول أغنيتها الشهيرة «رجب حوش صاحبك عني» على اعتبار أنه رجب، مؤكدا أنه «ح يحوش» صاحبه عنها على شرط أن تتعهد هي بالسماح له بأن يتقدم خطوات بدلا من صاحبه.

الزواج لا يحتاج سوى أن تذكر هيفاء بأن قصة حب جمعت بينهما، لكن الطلاق لا يمكن أن يكتفي ببيان مقتضب يعلن توقف الحب واستمرار الصداقة. سيظل الباب مفتوحا، ومن باع جريدته قبل ثلاث سنوات بتغطية حفل الزفاف الأسطوري سوف يبيعها هذه المرة وهو يقدم للقراء حكايات مختلقة عن تفسير سياسي لحالة عاطفية، حيث بدأ يتردد مثلا أن صعود «الإخوان» إلى كرسي الحكم في مصر أدى إلى أن تدفع هيفاء الثمن بطلاقها.. بينما التاريخ كثيرا ما يؤكد أن ارتباط الجمال برأس المال هو في العادة زواج على ورقة طلاق!!