إدارة مترو الأنفاق ترفض ملصقات لجمعية مناهضة الخوف من الإسلام في فرنسا

الصورة تحوير للوحة تاريخية يبدو فيها الرجال ملتحين والنساء محجبات

TT

يتجه تجمع يحارب «الإسلاموفوبيا»، أو الترويج للخوف من الإسلام في فرنسا، إلى مواصلة الجهود للقيام بحملة إعلانية داخل أنفاق المترو وعلى حافلات النقل العام في باريس، بعد أن رفضت إدارة النقل السماح له بها واعترضت على الملصق المقترح للحملة. وجاء في أسباب الرفض أن الملصقات ذات طابع سياسي (وجود العلم في الصورة) وديني (اللحى والأحجبة) يتعارض والعقد الموقع بين إدارة النقل والشركة التي تشرف على إعلانات وسائط النقل العام.

وتقوم فكرة الملصق المثير للجدل على اقتباس لوحة للفنان جاك لوي ديفيد، رسمها في عام 1791، عن قسم رياضي يؤديه جمهور من الرجال والنساء يمدون أيديهم في اتجاه العلم الفرنسي. وتم تحوير اللوحة بحيث تبدو معاصرة وتضم مواطنين فرنسيين ملتحين في الغالب، ومواطنات محجبات. ولعل ما أثار الانتباه وجود شخص، في وسط الصورة، بسوالف طويلة من النوع المميز لدى اليهود، كما يظهر فيها كاهن يحمل الصليب. وليس بين المواطنين سوى امرأة سوداء واحدة في أقصى اللوحة. وتوشح الإعلان بعبارة جاء فيها: «نحن الأمة».

وجاء في البيان الصحافي المصاحب للحملة الإعلانية أن اللوحة تمثل مواطنين يجتمعون معا من أجل عيش مشترك أفضل، في إطار احترام الاختلاف ولإقرار القيم التي تقوم عليها الجمهورية. ويضيف البيان أن المسلمين الفرنسيين يطالبون بالانتماء الكامل إلى الأمة وبالانسجام الكلي بين مواطنتهم وممارستهم لشعائر دينهم.

واعتبر مروان محمد، المتحدث باسم التجمع، أن رفض الملصقات يبدو «غير معقول»، وأبدى أسفه للنظر إلى حملة بسيطة هدفها محاربة «الإسلاموفوبيا»، باعتبارها عملا سياسيا ودعويا دينيا. وأضاف عبر موقع «نيوزرينغ» الإلكتروني الإخباري أن الرفض يأتي في سياق استهداف المسلمين في المنظومة الإعلامية - السياسية.

ومنذ ارتفاع وتيرة التركيز على المسلمين في فرنسا، خصص التجمع الشهر الحالي شهرا لـ«التأمل ومحاربة الأفكار الجاهزة». كما وزع ملصقات في الطرقات المحيطة بباريس وفقرات توعية إذاعية، بالإضافة إلى سلسلة محاضرات في عموم البلاد. ولجأ التجمع إلى الصور القوية والصادمة للفت الانتباه. لكنّ المشرفين على مؤسسة «أوبن سوسايتي» التي يملكها الثري الأميركي اليهودي جورج سوروس، نفوا علمهم بمحتوى الشعارات والصور الإعلانية، رغم تبرع المؤسسة بمبلغ 35 ألف يورو للتجمع.