بشار شبارو: الكتاب يعاني من انعدام وجود شركات التوزيع

الدار العربية للعلوم.. أكبر دار نشر عربية

الناشر بشار شبارو
TT

* بشار شبارو، ناشر لبناني معروف، ورئيس جمعية الناشرين العرب، يلعب دورا متميزا في النشر العربي منذ تأسيسه لـ«الدار العربية للعلوم - ناشرون» منذ عام 1987. كما أسس دار نشر «ثقافة» في الإمارات، واستطاع أن ينهض بالكتاب العربي من خلال نشره لأبرز الكتاب والأدباء العرب، وترجمة كبرى الكتب الأدبية الأجنبية.

«الشرق الأوسط» التقت ببشار شبارو، وحاورته:

* هل تعتقد باعتباركم من كبريات دور النشر في العالم العربي بتراجع مبيعات الكتب هذا العام؟

- نعم يمكن القول إن هناك تراجعا في مبيعات الكتب. ولهذا التراجع أسبابه، منها ما له علاقة بالواقع السياسي والربيع العربي، ومنها ما له علاقة بالتطور الرقمي والأجهزة اللوحية الرقمية، حيث إن لها تأثيرا كبيرا على الجيل الشاب الذي لا يقرأ. فقد اختلفت اهتماماته القرائية، وبالتالي لم يعد يهتم بالكتاب التقليدي. كما أن تأثير الإعلام المرئي والفضائيات والإنترنت والـ«يوتيوب» ووسائط الاتصال الحديثة كلها أثرت على واقع النشر والقراءة.

* ولكن ما هي المشكلة الجوهرية في هذا التراجع؟

- تبقى الإشكالية القديمة عدم وجود شركة توزيع على مستوى القطر الواحد ولا على مستوى الوطن العربي. لذا على الناشر أن يحمل كتبه على ظهره ويتنقل بها من بلد إلى آخر.

* ما هو الحل في نظرك ومن خلال خبرتك العملية؟

- الحل مزدوج.. الأول ليست هناك حلول جذرية، بل هناك حلول يمكن أن تصل بالكتاب إلى حلول أفضل. مثلا المؤلف العربي يحتاج إلى وكيل أدبي، وهو يستطيع أن ينهض بالمؤلف ويقدر حقيقة إنتاجه ومن ثم يعترف كيف يوجه هذا النتاج وإلى أي ناشر أو أي وسيلة نشر. وذلك لأن دار النشر لا تستطيع أن تقوم بكل شيء، كما هو الحال في الغرب. كما أن الوكيل الأدبي قادر على أن ينقله إلى العالمية. ومن دون هاتين الوسيلتين من الصعب أن تتحسن وسائل النشر.

* لكن ما هو تفسيرك لعدم ظهور دور نشر جديدة؟

- كما نقول في المثل الشعبي إن مساعد النجار يصبح نجارا. لذا فالصحافي أو كل من يهتم بعالم النشر يمكن أن يتحوّل إلى ناشر. لكن الظروف أصبحت صعبة الآن. كان ذلك ممكنا قبل سنوات.

* ما هو وضع القراءة في الإمارات؟

- مما لا شك فيه أن الإمارات تشهد نهضة في صناعة الكتب مؤخرا. فقد تأسست جمعية للناشرين الإماراتيين وانضمت إلى جمعية الناشرين العرب والعالميين. لكن المبيعات لا تزال ضعيفة للكتاب العربي، وربما يعود ذلك إلى أن المجتمع الإماراتي منوع، وقراء العربية يشكلون نسبة قليلة، بالمقارنة مع الجنسيات الأخرى. لكن على مستوى الإمارات هناك نهضة داخلية في ظهور دور نشر جديدة حيث يكبر حجم معارض الكتاب كما هو الحال مع معرض الشارقة الدولي للكتاب. كما أن الدولة تدعم صناعة الكتب الإماراتية.

* هل تؤمن بأن النشر مشكلة عربية بالدرجة الأولى؟

- نعم.. في النهاية لا يمكن فصل الثقافات عن بعضها، فالثقافة العربية يجب أن تتغذى من دور النشر على اختلافها، وظهور دور النشر الجديدة في كل دولة عربية من شأنها أن تدعم الثقافة العربية، فهي عملية تكاملية لا يمكن أن تتجزأ. وقوة الكتاب في هذا البلد تزيد من قوته في بلد عربي آخر. وما تقوم به الإمارات من جهود في دعم الكتاب له آثاره في العالم العربي.