تدشين مسجد السلام والمركز الثقافي التابع له في مدينة نانت

رئيس بلدية المدينة يشيد بإنجاز المشروع ويدعو المسلمين للاندماج في المجتمع

كبار شخصيات منطقة بلاد اللوار في حفل الافتتاح
TT

دشن في مدينة نانت (غرب فرنسا) مسجد السلام ومركز عبد الله درويش الثقافي، بحضور السلطات المحلية ممثلة بمحافظ منطقة بلاد اللوار كريستيان غاليار دولافيني، ورئيس بلدية المدينة باتريك رامبير، وعضوي مجلسي الشيوخ والنواب عن الدائرة ميشيل مونييه وكلير جو، وممثلي الجالية الإسلامية في مدينة نانت ومنطقتها. كما حضر رجل الأعمال القطري بدر عبد الله الدرويش الذي كانت مساهمته المالية حاسمة في إنجاز المشروع.

ويعد مسجد السلام، الذي أقيم على قطعة أرض قدمتها بلدية المدينة عندما كان جان مارك أيرولت، رئيس الوزراء الحالي، رئيسا لبلديتها، الأكبر في منطقة غرب فرنسا، إذ يستوعب 1200 مصل. وتصل قبته إلى ارتفاع 14 مترا، فيما مئذنته تصل إلى 17 مترا، ويعلوها هلال فضي. وصمم مبنى المسجد المهندس المعماري إلياس العائدي، فيما الهندسة الداخلية استعارت الكثير من فنون الزخرفة والنقوش المغربية.

وكان مشروع بناء المسجد والمركز الثقافي قد انطلق قبل أكثر من عشر سنوات. غير أن افتقاد الأموال اللازمة حال دون إتمامه، علما بأن القانون الفرنسي يمنع على الحكومة تمويل بناء أماكن العبادة باعتبار أن فرنسا دولة علمانية. بيد أن المساهمة المالية التي قدمها بدر الدرويش سدت النقص، وعجلت باستكمال البناء وتجهيزه، الأمر الذي يوفر لمسلمي مدينة نانت وغرب فرنسا المسجد الأكبر الذي يضاف للمساجد الثمانية الأصغر حجما الموجودة في المدينة وجوارها.

ويأتي تدشين مسجد السلام الذي تشرف عليه الجمعية الإسلامية لغرب فرنسا في سياق مبادرات مشابهة في الأشهر الأخيرة، حيث دشنت مساجد كبرى في مدن ستراسبورغ وسان إيتيان وبوفيه وغيرها. ويعاني المسلمون في فرنسا من نقص في أماكن العبادة، الأمر الذي يدفعهم غالبا إلى استخدام ما تيسر للقيام بواجباتهم الدينية.

وجديد نانت أن المسجد والمركز الثقافي الذي أطلق عليه اسم مركز عبد الله الدرويش الثقافي مفتوحان للجميع، ويوائمان بين العبادة والعمل الثقافي والمدرسي والاجتماعي. وفي الكلمة التي ألقاها، عبر رئيس البلدية عن سروره وافتخاره بإنجاز المسجد، كما نوه بالجهود التي بذلها مسلمو المدينة والمشرفون على المشروع من أجل التغلب على العوائق الإدارية والمادية التي أخرت التنفيذ. أما محافظ المنطقة دولافيني فقد أدرج المسجد والمركز الثقافي في إطار حرص السلطات على اندماج الجميع في المجتمع الفرنسي، مما يحقق الوئام وشروط العيش المشترك. لكنه لم تفته دعوة المسلمين إلى تحمل مسؤولياتهم والالتزام بقيم الإسلام من تسامح وتضامن.

ويشمل الصرح المشيد على أرض مساحتها تفوق ثلاثة آلاف متر مربع مبنيين متوازيين تفصل بينهما ساحة عرضها نحو 20 مترا نسقت في مستطيلات متتالية تجمع بين الماء والخضرة وتحيط بها أرض رصفت بأخشاب التيك الثمينة ليمشي عليها الزائرون في تنقلهم بين المسجد والمركز الثقافي. المركز شيد على طابقين يضم الأرضي منهما مكتبة عامة وقاعة للتواصل الاجتماعي وعددا من القاعات الصغيرة ومطبخا. ويضم الطابق الأول مدرسة للتأهيل المهني للشباب.