القيروان: ندوة فلاحية على هامش انطلاق موسم جني الزيتون

بوغمورة لـ «الشرق الأوسط»: 6.7 مليون أصل زيتون على مساحة 165 ألف هكتار

من إنتاج القيروان من الزيت والزيتون («الشرق الأوسط»)
TT

عقدت في محافظة القيروان ندوة فلاحية عن فوائد زيت الزيتون وطرق تسويقه، أشرف عليها والي المدينة عبد المجيد لغوان، الذي تحدث عن جهود الدولة في تطوير القطاع والإحاطة بالعاملين فيه من منتجين وعمال وغيرهم. وقد حضر الندوة باحثون، ومديرو معاهد خاصة بإنتاج الزيت، وفلاحون، وعدد من وسائل الإعلام. وقال المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بولاية القيروان علي بوغمورة لـ«الشرق الأوسط» إن ولاية القيروان فلاحية بامتياز وتحتل المرتبة الأولى في المناطق السقوية بالجمهورية التونسية، نحو 53 ألف هكتار، وتحتل المرتبة الأولى في زراعة الحبوب السقوية، بمعدل 20 ألف هكتار، وتحتل المرتبة الثانية في إنتاج الزيتون على المستوى الوطني، كما تحتل المرتبة الثانية أيضا في إنتاج الطماطم، وتحتل المرتبة الأولى في إنتاج الفلفل، وتحتل المرتبة الأولى في عدد رؤوس الأغنام، نحو 420 ألف أنثى منتجة. كما تساهم ولاية القيروان بنسبة 10 في المائة من قيمة المنتج الوطني.

أما بالنسبة لقطاع الزيتون الذي انتظمت ورشة عمل خصيصا لبحثه فيمثل 11 في المائة من الرصيد الوطني من الزيتون، أي 6.7 مليون أصل زيتون على مساحة 165 ألف هكتار، 93 في المائة منها تعتمد على مياه الأمطار والبقية سقوية. وهناك 80 في المائة من هذه الزيوت منتجة والبقية في طريقها لذلك، أي غرس جديد. وذلك للارتقاء بالإنتاج وزيادة المنتج.

وحول محصول هذا العام (الصابة) ذكر بوغمورة أنها في حدود 105 آلاف طن، ينتظر أن يستخرج منها 21 طنا من الزيت، أي هناك نقص بمستوى 15 في المائة عن السنة الماضية (12 طنا من الزيتون) خلاف ما هو حاصل على المستوى الوطني ككل، حيث هناك زيادة بمقدار مرة ونصف عن صابة 2011 وضعفي صابة 2010.

وأشار بوغمورة إلى انطلاق موسم جني الزيتون في القيروان خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهناك نحو ألف عامل في القطاع من المتوقع أن يستمروا في العمل بغابات لمدة تزيد على ثلاثة أشهر. وبخصوص النقص في اليد العاملة، أوضح المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية أن «إنتاج الزيتون والزيت مركز في ثلاث معتمديات هي الشراردة، ونصر الله، وبوحجلة، وإن شاء الله نتغلب على سلبية نقص اليد العاملة».

من جهتها شددت دلندة كمون مدير معهد الزيتونة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» على أهمية الحفاظ على جودة زيت الزيتون التونسي، والرفع من مستوى الجودة لكسب رهان المنافسة في الأسواق الدولية. ومن ذلك «تكوين عمالة محترفة في ميدان إنتاج الزيتون وزيت الزيتون في تونس لتجنب الأضرار الجانبية التي تحيق بالزيتونة، ومنها استخدام العصي في عملية الجني بدل الأمشاط، لذلك تجنب جني الزيتون بالعصي».

وعن سبب تراجع معيار الصابة في القيروان مقارنة بالمستوى الوطني عموما، أفاد بوغمورة بأن «الصابة الوطنية صابة قياسية وإن شاء الله نستفيد منها على مستوى التصدير، أما بخصوص سؤالكم فأنتم تعلمون حالة الجفاف التي مرت بها القيروان، وقلة المساحات السقوية رغم توفر كميات هائلة من الماء في المنطقة». وأكد بوغمورة على أن «الزيتون السقوي أغزر إنتاجا وأفضل من الزيتون البعلي، حيث لا يتأثر بالجفاف كما هو الحال للزيتون البعلي». وأشاد بوغمورة بالزيتونة «التي ذكرت في القرآن: (زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)».