53 كاتبا من مختلف أرجاء العالم يكتبون رسائل إلى الرباط

نصوص إبداعية تتحدث عن علاقتهم مع عاصمة تحولت إلى موروث ثقافي

TT

شارك 53 كاتبا وكاتبة من مختلف أرجاء العالم، في كتابة نصوص إبداعية، عن مدينة الرباط، بمناسبة مرور قرن على اختيارها عاصمة للمغرب، وكذا بمناسبة إدراجها ضمن التراث العالمي الإنساني من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وهو القرار الذي اتخذ في يونيو (حزيران) الماضي، لتصبح العاصمة المغربية تبعا لهذا القرار «موروثا ثقافيا» يجب الحفاظ عليه. وبهذه المناسبة أصدرت وزارة الثقافة المغربية كتاب «رسائل من جغرافيات متقاطعة»، الذي احتوى على النصوص التي جاءت في شكل رسائل إلى الرباط.

وبمناسبة صدور هذا الكتاب بالعربية والفرنسية، نظم لقاء في «مسرح محمد الخامس» في الرباط مع ثلاثة من الكتاب الذين أقاموا في الرباط سنوات طوال وعاشوا مراحل التحولات والتطورات التي عرفتها المدينة. وشاركوا بنصوص في الكتاب تتحدث عن علاقتهم بالرباط.

في اللقاء، الذي أداره الشاعر المغربي عزيز أزغاي، عبر واصف منصور الكاتب الفلسطيني الذي أقام بالرباط زهاء خمسة عقود، عن تعلقه بالرباط من خلال استحضاره أبياتا شعرية لشعراء المعلقات، مبينا كيف قال الشعراء أبياتا شعرية في أشياء صغيرة كموقد حطب، متسائلا: «إذا كان الشعراء تحدثوا عن ميزات لأشياء لا تعني شيئا بالنسبة لهم، فما بالك بالرباط وسكانها الذين عشنا معهم ما عشناه». وتذكر منصور سكان الرباط بلباسهم التقليدي ووجوههم السمحة وقال: «كانت هناك أشياء جميلة لم تعد، وأشياء جميلة توجد الآن»، وتابع قائلا: «كانت الرباط بالنسبة لي أنا القادم من حيفا من فلسطين شيئا مبهرا، لم تكن مدينة كبيرة ولكن بالنسبة لي كانت أكبر مدن العالم، كانت لي لهفة التعلم منها، وهي مدينة يستطيع أي إنسان أن يعيش فيها ويجد الترحاب» واختتم كلمته قائلا: «الرباط وجدت فيها من السجايا ما جعلني أقول إنني رباطي الهوية».

الدكتور علي القاسمي الكاتب والباحث العراقي، اختار أن يقول كلمات حب رقيقة في حق الرباط جاء فيها: «الرباط حبيبتي، سيدة المدائن، المدينة الأنيقة الحسناء، التي تتلحف بخزائن المخطوطات، أدمنت عليها 40 سنة أسكنها وتسكن روحي وعندما أغادرها ليوم أو يومين أعود بلهفة إليها» وعبر عن اعتقاده بأنه «تعلم فيها ما لم يتعلمه في جامعات أوروبا وأميركا».

واستحضر طلحة جبريل أيامه الأولى بالرباط وكيف تفاعل مع المكان الذي أقام به أزيد من ثلاثة عقود، وتذكر أيام تجوله في أحياء المدينة وملاحظاته الأولى، وقال: «أول ما لاحظته بالرباط أن الناس كانوا يتكلمون بأصوات خفيضة، وتلك كانت ملاحظة لها دلالة كبيرة لفتى جاء من بلد الناس فيه تتصايح» كما تحدث عن ذكريات الدراسة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والسكن في «الحي الجامعي مولاي إسماعيل» وقال: «تولد لدي انطباع أن الرباط هي المغرب والمغرب هو الرباط» وتابع: «مرت سنواتي في الرباط وكأنها لم تمر، وليتها لم تمر».