15 فيلما وثائقيا في مسابقة «المهر العربي»

مغامرات الحياة اليومية وحياة النساء بعد ربيع العرب

من فيلم أرض الحكاية
TT

كشفت إدارة «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن القائمة النهائية للأفلام الوثائقية العربية المرشحة في الدورة التاسعة للمهرجان للتنافس على جائزة «المهر العربي»، وتتضمن القائمة ثمانية أفلام تعرض للمرة الأولى عالميا، وفيلمين يعرضان للمرة الأولى دوليا، وخمسة أفلام تعرض للمرة الأولى في العالم العربي. تغطي الأفلام المتنافسة مساحات واسعة من القضايا الاجتماعية، والصراعات، والكفاح من أجل الحرية، والعادات والتقاليد الاجتماعية، بيد أنها تجتمع على عنصر موحد، هو معاينتها للمتغيرات على الساحة العربية.

تجتمع مجموعة من الأفلام التي تتنافس على مسابقة «المهر العربي» على معاينة بلدان ما صار يعرف ببلدان الربيع العربي، ولتلتقي على مقاربتها من خلال المرأة وأحوالها قبل وبعد الثورات العربية، كما هو الحال مع فيلم المخرجة اليمنية خديجة السلامي «الصرخة» في عرضه العالمي الأول؛ حيث توثق مساهمة النساء اليمنيات في الثورة اليمنية، وكيف خرجن من بيوتهن صارخات بمعاناتهن على الرغم من أن صوتهن يعتبر عورة، ولتعود في القسم الثاني من الفيلم لمعاينة إن كن نجحن في تحقيق مطالبهن بالحرية والمساواة.

ومن المرأة اليمنية إلى المرأة التونسية في فيلم هند بوجمعة «يا من عاش» الذي عرض في «مهرجان البندقية السينمائي»، وهو يختبر من خلال عايدة التي تعيش وأبناؤها بلا مأوى، حقيقة أن لا شيء تغير في تونس ما بعد زين العابدين بن علي، وعايدة تصرخ في الفيلم «تدوسون الشعب وبالأخص المرأة». أما المخرج السوري نضال حسن فيحول فيلمه «حكايات حقيقة عن الحب والحياة والموت وأحيانا الثورة» في عرضه الدولي الأول، من فيلم يسعى لأن يروي مصائر نساء سوريات أعلن الثورة والتمرد من أجل حريتهن، إلى نساء أخريات يصنعن ثورتهن الآن.

جديد المخرج المصري سعد هنداوي «دعاء.. عزيزة» في عرضه العالمي الأول، يروي لنا كيف تخطط عزيزة للهجرة خارج مصر، عكس دعاء التي تنوي مغادرة فرنسا والعودة للعيش في مصر! مثيرا تساؤلا مفاده: هل نجد في الغرب جنتنا المفقودة؟

ووفق آلية سرد تمزج الروائي بالتسجيلي يقدم المغربي محمد العبودي في الوثائقي «نساء من دون هوية»، مأساة فتاة مغربية تتعرض للاغتصاب ولم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، ومن ثم تتبرأ عائلتها منها، فتحرم من أوراقها الثبوتية، لكنها وعلى على الرغم من قسوة ما تنوء تحته، ما زالت ترفض الاستسلام لواقعها، مواصلة السعي لتحقيق أحلامها بالأمومة والعيش الكريم.

وفي فعل استعادي على اتصال بالحاضر تعود اللبنانية إليان راهب في فيلمها «ليالي بلا نوم» إلى أحد الفصول الدامية من الحرب الأهلية اللبنانية، وقد سبق أن عرض هذا الفيلم في «مهرجان سان سبستيان»، بينما تقدم مواطنتها فرح قاسم في فيلمها «أبي يشبه عبد الناصر» فيلما حميميا وخاصا جدا، عن علاقة المخرجة بأبيها، وهي تحاول إيجاد أجوبة على أسئلتها قبل فوات الأوان.

فلسطينيا؛ فإن ثلاثة أفلام في عروضها العالمية الأولى لها أن تقارب مأساة ومعاناة الفلسطينيين تحت قبضة الاحتلال، الأول بعنوان «غزة تنادي» للمخرجة ناهد عواد؛ حيث يوثق معاناة عائلات فلسطينية غير مسموح لها أن تعيش حياة طبيعة، وأن يلتقي أفرداها، في ظل الحصار الإسرائيلي، وقبضة الاحتلال تسعى أن تعتصرهم وتجردهم من أدنى حقوقهم الإنسانية. أما فيلم «متسللون» للمخرج خالد جرار، فيضيء حياة الفلسطينيين وطرقهم وابتكاراتهم في التحايل على جدار الفصل العنصري الجاثم على صدروهم، متتبعا محاولات أفراد وجماعات البحث عن ثغرة فيه والتسلل من خلالها.

القدس ستحضر في وثيقة خاصة يقدمها رشيد مشهرواي في جديدة «أرض الحكاية»، من خلال المصور الأرمني إيليا، ووالده المصور أيضا، ومن ثم ابنه، وقد صوروا جميعهم القدس القديمة داخل وخارج الأسوار، منذ زمن الانتداب البريطاني وإلى يومنا هذا. إنه فيلم خاص يرصد كل متغيرات المدينة المقدسة.

وفي سياق متصل يأتي فيلم باري القلقيلي «السلحفاة التي فقدت درعها» في عرضه العربي الأول ليوثق القضية الفلسطينية، من مقاربة شخصية لابنة ألمانية وأسئلتها لوالدها الفلسطيني المسكون بالعودة إلى فلسطين. بينما تمضي ندى شهاب في «حديقة أمل» إلى شمال العراق وتجمع حكايا زوجين مرت عليهما الحرب تلو الأخرى وهما يعملان على إعادة بناء منزليهما.

وبإخراج مشترك يأتي فيلم «موسم حصاد» وهو لكل من نسيم أمعوش، وسامح زعبي، وميس دروزه، وأريج سحيري، ليتمحور حول مقولة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش «الهوية هي ما نورث لا ما نرث؛ ما نخترع لا ما نتذكر» مقدما أسئلة المخرجين الأربعة حول الهوية والإرث، مقدمين صورة حساسة عن العالم العربي، معبرين عن تساؤلاتهم الشخصية وقلقهم، من أربعة أمكنة مختلفة.