مصر تحتفل بالذكرى 90 لاكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»

إضاءة مقبرة ابن «رمسيس الثاني» ليلا بوادي الملوك بالأقصر

سياح يزورون مقبرة مرنبتاح في وادي الملوك بالأقصر (أ.ب)
TT

احتفلت محافظة الأقصر، صباح أول من أمس (الخميس)، بإحياء الذكرى الـ90 لاكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون، وتم خلال الاحتفال افتتاح مقبرة الملك «مرنبتاح» بوادي الملوك، بحضور هشام زعزوع وزير السياحة والدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار والدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، وشهد الافتتاح عدد من المسؤولين المصريين وسفراء كل من الولايات المتحدة الأميركية وسنغافورة واليونان بالقاهرة، بالإضافة إلى أحفاد اللورد «كارنرفون» الذي قدم مساهمات مالية لدعم الحفائر التي أجراها «هيوارد كارتر» بوادي الملوك في منطقة البر الغربي في الأقصر. كما شهد الحفل عدد كبير من الأثريين والسياح الذين تصادف وجودهم بواديي الملوك والملكات.

بدأت الاحتفالية بطقوس فرعونية وسط نيل الأقصر، تم بعدها الانتقال إلى منطقة القرنة الأثرية، حيث تم افتتاح مقبرة الملك مرنبتاح الابن الثالث عشر للملك رمسيس الثاني وأشهر أبنائه وأحد ملوك الأسرة الـ19، وتعد المقبرة ثاني أكبر مقبرة بوادي الملوك.

وقال الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار، إنه تم الانتهاء من أعمال الترميم الدقيق للمقبرة، وتنفيذ مشروع الإضاءة بها، بما يجعلها متاحة للزائرين ليلا، مراعاة لحرارة الطقس التي تسود عادة جنوب مصر، وخاصة في فصل الصيف.

وتابع أنه «تمت إعادة التابوت الخارجي للمقبرة والمصنوع من الغرانيت إلى داخلها، لتعرض للمرة الأولى منذ اكتشافها، بعد أن تم تنفيذ مشروع لترميمه، حيث تم العثور عليه مفتتا داخل المقبرة وقت اكتشافها. لافتا إلى أن مومياء الملك «مرنبتاح» تم اكتشافها ضمن خبيئة مقبرة «أمنحتب الثاني» ومعروضة الآن بقاعة المومياوات في المتحف المصري بالقاهرة.

ويقدر طول مقبرة الملك «مرنبتاح»، المكتشفة بمعرفة «هيوارد كارتر» أيضا، بنحو 164.5 متر، وجرى تصميمها على محور واحد، وتضم النقوش المسجلة على جدرانها صلوات المعبود «رع حور آختى»، وفصول من كتاب «الموتى»، وآخر بعنوان «ما هو موجود بالعالم الآخر».

كما تحمل المقبرة ما تبقى من نقوش حجرة الدفن الرئيسية، ومنها الفصل 125 من كتاب الموتى، وتتميز المقبرة بألوانها الزاهية، التي تعكس روعة الفنون الفرعونية في الرسم والنقش.

وتضمن الاحتفال تكريم اسم «كارتر»، وافتتاح معرض لصور فوتوغرافية تبرز مكتشفاته، وخاصة مقبرة «توت عنخ آمون» ومحتوياتها وقت الاكتشاف، إضافة إلي معرض لصور منزل «كارتر» بمنقطة البر الغربي، وعرض فيلم تسجيلي يروي قصة «كارتر» واكتشافاته بالأقصر.

ومن جهته، أشار منصور بريك مدير آثار مصر العليا، إلى أن مقبرة مرنبتاح الوحيدة التي عثر بها على 4 توابيت حجرية؛ ثلاثة منها من الغرانيت الأحمر والرابع من حجر الألباستر، وصندوق التابوت الأول والثاني تحطما، وعثر على بقايا أجزاء لهما في حجرة الدفن والحجرات المحيطة بها، وقام كارتر بحفظ هذه الأجزاء في إحدى الحجرات الجانبية بالمقبرة.

وأضاف بريك أن العمل بترميم وتأهيل المقبرة للزيارة بدأ منذ فترة طويلة، بالاشتراك مع البعثة الكندية، حيث قامت البعثة بإعادة تجميع وبناء التابوت بمكانه الأصلي بالمقبرة، كما تم رفع غطائي التابوتين من الغرانيت وعرضهما للزيارة ورفعهما على قوائم خشبية وإضاءتهما.

كما قامت وزارة الدولة لشؤون الآثار بتجديد السقالات الخشبية، وعمل نظام إضاءة جديد وتثبيت وتقوية النقوش داخل المقبرة بفريق من إدارة الترميم بالبر الغربي، وقد استغرق العمل في تجهيز المقبرة للزيارة 5 سنوات، وتستقبل الزائرين، وتضاف للمقابر المفتوحة للزيارة بوادي الملوك، التي يبلغ عددها 11 مقبرة.

وأكد هشام زعزوع وزير السياحة المصري، أن الأقصر تشهد حالة من الاستقرار الأمني، وهو ما انعكس على القطاع السياحي، حيث بلغت نسبة الإشغال 30 في المائة، مقارنة بالفترة الماضية.

وأشار زعزوع إلى أن كاثرين أشتون رئيسة المفوضية الأوروبية أكدت خلال زيارتها للأقصر الأسبوع الماضي أنها سوف تصطحب معها 27 وزير سياحة من دول مختلفة خلال احتفالات الأقصر بافتتاح طريق الكباش، من أجل تنشيط الحركة السياحية مرة أخرى.