وليد جديد لمعهد العالم العربي شمال فرنسا

تدشين فرع جديد للمعهد في مدينة توركوان.. ومشاريع لفتح فروع إضافية

TT

خطا معهد العالم العربي في باريس، بمناسبة العيد الـ25 لانطلاقته، خطوة رئيسية على درب انتشاره في المناطق الفرنسية تحقيقا للغاية الأساسية التي تبرر وجوده، وهي أن يكون «واجهة» للثقافة والحضارة العربية في فرنسا وأبعد منها. وتمثل ذلك في افتتاح فرع له في مدينة توركوان (شمال باريس) القريبة من مدينة ليل ومن الحدود البلجيكية، في مصنع سابق للنسيج، وفي منطقة تخضع حاليا لعملية تأهيل واسعة ودعوة للتطور بسرعة.

وبالنظر إلى أهمية الحدث، فقد حضر الحفل رئيس منطقة بادو كاليه دانيال بيرشوران، ورئيس بلدية توركوان ميشال فرنسوا دولانوا، ورئيس بلدية مدينة روبيه بيار دوبوا، فضلا عن عدد من نواب وأعضاء مجلس شيوخ المنطقة. ومن جانب المعهد، حضر رئيس مجلسه الأعلى الوزير السابق رينو موزوليه، ورئيس مجلسه التنفيذي المستشرق برونو فالوا، والمستشار الدبلوماسي للمعهد فتحي بن براهيم، ومسؤولون آخرون.

ويحتل فرع المعهد مساحة تصل إلى 800 متر مربع صممت بشكل تستجيب فيه لمتطلبات الفرع ولنشاطاته المتنوعة التي عرض برونو فالوا محاورها الأربعة وهي: استضافة المعارض، وتوفير الإطار المناسب للحفلات الموسيقية المتنوعة، واستضافة حلقات النقاش والحلقات الدراسية والحوارية التي دأب المعرض على تنظيمها بكثافة، وتوفير المكان الملائم لتدريس اللغة العربية.

وفي الكلمات التي ألقيت، تم التركيز على أهمية افتتاح فرع للمعهد في منطقة تستضيف جالية عربية كبيرة خصوصا مغاربية جاءت إليها للعمل في صناعة النسيج التي كانت تشكل مصدر ثروتها الأساسي. ونوه موزوليه بالمعهد «جسرا للتواصل والحوار ومعرفة الآخر» خصوصا في الفضاء المتوسطي. وقال موزوليه لـ«الشرق الأوسط» إنه يسعى لافتتاح فرع مشابه في مدينة مارسيليا المتوسطية التي تستضيف هي الأخرى جالية عربية مهمة، مشددا على أنه «الوحيد من نوعه» في كل أوروبا الذي تنحصر مهمته في التعريف والترويج للثقافة والحضارة العربيتين. ووصف رئيس بلدية توركوان اللحظة بأنها «مؤثرة» لأن الفرع «ينغرس في أرض عرفت هجرات متلاحقة»، ومنها الهجرة العربية «نجحت كلها في العيش بسلام ووئام وأسهمت في إثراء المنطقة». أما دانيال بيرشوران فقد نوه بالفرع الجديد كلبنة «توفر إضافة إلى حوار الحضارات».

وجاءت ولادة الفرع الجديد نتيجة تعاون بين المعهد والمنطقة والبلديتين المعنيتين وهما توركوان وروبيه. ودام المخاض نحو ثلاث سنوات. وتتولى السلطات المحلية الجزء الأكبر من الأعباء التشغيلية للفرع الذي يأمل القيمون عليه أن يكبر شيئا فشيئا بحيث يتمكن من استضافة غالبية النشاطات التي تقام في باريس.

ويرى فالوا أن ما قام به المعهد هو «حمل الثقافة والمعرفة إلى المتلقي في موقعه وليس انتظاره ليأتي ويبحث عنهما». ومنذ سنوات، دأب المعهد على إقامة ما يسميه «المعارض الجوالة» التي تتنقل في العواصم والمدن الأوروبية والعربية على السواء.