مرزاق علواش يفوز للمرة الثانية بجائزة أفضل فيلم روائي عربي بالدوحة

في حفل إعلان جوائز مهرجان «الدوحة - ترابيكا» السينمائي

TT

انتزع المخرج الجزائري المخضرم مرزاق علواش عن فيلمه «التائب» للمرة الثانية وللعام الثاني على التوالي، جائزة «أفضل فيلم روائي عربي» في حفل إعلان جوائز مهرجان «الدوحة - ترابيكا» السينمائي في دورته الرابعة التي تختتم اليوم.

وقالت لجنة التحكيم التي ترأستها الفنانة التونسية هند صبري إن لجنة التحكيم وبالإجماع اختارت منح جائزة أفضل فيلم روائي عربي لفيلم «التائب»؛ نظرا لما في هذا الشريط من «شحنة قوية ومتنوعة من المشاعر ولأسلوبه الدقيق في معالجة شخصيات مركبة في لحظة مأساوية من وجودهم ومن تاريخ وطن». وبانتزاعه هذه الجائزة ينال مرزاق علواش مكافأة مالية بقيمة 100 ألف دولار.

وقال المخرج على أثر إعلان نيله الجائزة إنه في العام الماضي وبعد فوزه بجائزة الدوحة باشر فورا في الجزائر تصوير فيلمه الجديد الذي عاد ونال الجائزة.

وقال علواش لوكالة الصحافة الفرنسية بعد فوزه: «أعتقد أن السينما العربية هي بصدد أن تتطور، وأن النساء في هذه السينما قادمات بقوة. آمل أن يتمكن الجيل الجديد من الوصول إلى المسابقات العالمية، وأن يحصل على جوائز. هذه الجائزة ستسمح لي مجددا بالشروع في تصوير شريط جديد».

من ناحيتها قالت هند صبري التي ترأست لجنة التحكيم لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مستوى الأفلام كان رفيعا جدا وسعدنا بحضور أعمال أولى مثل الفيلم المصري (عشم) والفيلم التونسي (دي فيلت)؛ فضلا عن مخرجين واعدين مثل الجزائري نادر مكناش أو كبار مثل مرزاق علواش».

ومنحت جائزة «أفضل مخرج أفلام روائية عربية» وقيمتها 50 ألف دولار للمخرج المغربي نبيل عيوش الذي تغيب عن الحفل، عن شريطه «يا خيل الله» الذي يعالج موضوع المراهقين وانجرارهم وراء التطرف جراء الفقر المدقع الذين يعيشونه في ضواحي الدار البيضاء.

ونال شريط الجزائري نادر مكناش «وداعا المغرب» تنويها من لجنة التحكيم التي شارك في عضويتها القطري عماد عبد الله سلطان، والمخرج الهندي اشوتوش جوريكار، والسينمائية التركية يسيم اوستا أوغلو، والكاتب الجزائري ياسمينة خضرا.

وكما في العام الماضي لم تمنح لجنة التحكيم جائزة لأفضل ممثلة، ومنحت جائزة أفضل ممثل للتونسي أحمد الحفيان عن دوره في شريط «الأستاذ» للمخرج محمود بن محمود، وقيمة هذه الجائزة 15 ألف دولار.

أما في فئة الأفلام الوثائقية التي ضمت ضمن مسابقتها كما الأفلام الروائية 7 أشرطة، فقد انتزع الثنائي اللبناني جوانا حجي توما، وخليل جريج، جائزة أفضل فيلم وثائقي عربي عن شريطهما «النادي اللبناني للصواريخ» الذي يعود للحديث عن تجارب عملية صاروخية لبنانية سبقت الحرب الأهلية.

وقالت المخرجة السورية عضو لجنة التحكيم التي ضمت أيضا المخرجة الإيرانية شيرين نشأت، إن اللجنة ارتأت منح هذا الفيلم جائزة أفضل فيلم وثائقي «للجهد الكبير في البحث ولقدرته على بناء حلم وإقناعنا به، ونجاحه بربط الفكرة بالواقع السياسي الحالي بسلاسة وبراعة...».

واستفاد الفيلم من أساليب متنوعة، وجاء محملا بتعليق وتنقل بين التجريبي والواقعي، واستخدم الكثير من الأرشيف.

وقال خليل جريج لوكالة الصحافة الفرنسية إنه سعيد بالفوز؛ لأن «أفلام المسابقة كانت قوية ومستواها جيد عموما، وقد استغرق منا إنجاز الشريط أربع سنوات من البحث في الأرشيف».

ومنحت جائزة أفضل مخرج للأفلام الوثائقية للمصرية حنان عبد الله عن شريطها «ظل راجل»، وأشادت لجنة التحكيم برؤيتها الإخراجية، واعتبرت أنها «نجحت في صناعة فيلم يقدم شخصيات نسائية متنوعة تنتمي إلى أجيال وشرائح اجتماعية مختلفة، فضلا عن أن هذه الشخصيات تفاعلت مع عمل المخرج، وقدمت خطابا جريئا ومتميزا، وأضفت بحضورها جمالا وحيوية» على الشريط.

وفي فئة الأفلام القصيرة منح شريط «المنسيون»، وهو أول فيلم لمخرج من الجولان السوري المحتل، شارك في مسابقة القصير للمخرج إيهاب طربيه، بينما منحت جائزة التطوير على عمل جديد للمخرجة السعودية عهد كامل عن شريطها «حرمة»، الذي يندد بشرط المرأة السعودية ووصاية الرجل التي تبلغ حد العبثية عليها.

وحصل فيلم اللبناني نديم تابت (1959) على تنويه خاص بعد مشاركة 13 شريطا في المسابقة.

وضمن مسابقة «صنع في قطر» التي توسعت هذا العام لتضم مخرجين من غير القطريين لكن من المقيمين في قطر، فازت ثلاث شابات تشاركن في صنع شريط «بدر» بالجائزة، وهي عبارة عن مساعدة لتطوير مشروع قادم للمخرج.

وحصل فيلم «كلام الثورة» ذي الإخراج الجماعي الذي وقعه كل من شانون فرهود، واشلين رمضان، وميلاني فريدغانت، ورنا خالد الخطيب، على تنويه خاص.

وتجاوزت القيمة الإجمالية لجوائز مسابقات الأفلام العربية هذا العام مبلغ 440 ألف دولار.