القضاء المصري يعيد بث قنوات «دريم» مؤقتا على القمر الصناعي «نايل سات»

خبيرة إعلامية: إغلاق وسائل التعبير عن الرأي تصرف غير منطقي

TT

تعود مجددا مجموعة قنوات «دريم» المصرية للبث على القمر الصناعي «نايل سات» من القاهرة، بعدما صدر قرار قضائي، أمس السبت، بإعادة بث القنوات بشكل مؤقت لحين الفصل في الدعوى المقامة من القناة لإلغاء قرار غلقها وإيقاف بثها من خارج «مدينة الإنتاج الإعلامي»، وهو القرار الذي استقبل بترحاب من جانب الإعلاميين المصريين. وكانت الشركة المصرية للاتصالات «نايل سات» قد قامت قبل 8 أيام بقطع الكابل الخاص ببث القنوات، قائلة إن ذلك القرار يأتي على أثر مخالفة القناة للقانون وقيامها بالبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث تبث القنوات من مدينة «دريم لاند» المملوكة لرجل الأعمال المصري أحمد بهجت الذي يرأس مجلس إدارتها، وأشارت الشركة إلى أن قنوات «دريم» حصلت على استثناء البث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي لمدة ست سنوات من وزير الإعلام الأسبق، مؤكدة أن ذلك يأتي في إطار تطبيق دولة القانون وإلغاء كافة الاستثناءات.

ومع انقطاع البث وقيام القنوات برفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة تطالب بإعادة البث من داخل استوديوهات القناة بمدينة «دريم لاند»، أصدرت بالأمس دائرة الاستثمار بمحكمة القضاء الإداري في جلستها المنعقدة أمس، قرارا بإعادة بث قنوات «دريم» مؤقتا لحين الفصل في الدعوى المقامة من القناة لإلغاء قرار غلقها وإيقاف بثها من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، في 8 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وشددت في الدعوى على أنه لا يوجد شرط لبث القناة من استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي، واختصمت «دريم» في الدعوى كلا من وزير الإعلام، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار، ورئيس مجلس أمناء الإذاعة والتلفزيون، ورئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية، ورئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات».

ووجد القرار ترحابا من جانب الإعلاميين المصريين الذين رأوا أن نظم الحكم الديمقراطية لا يجب أن تتبع أساليب تكميم الأفواه المتمثل في غلق قناة أو صحيفة، على خلفية أن قطع البث جاء لأسباب سياسية في المقام الأول. وقالت شيريهان المنيري، مديرة وحدة الدراسات الإعلامية والمعلوماتية بالمركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، لـ«الشرق الأوسط»: «لا يجب إغلاق أي وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي؛ لأن ذلك تصرف غير منطقي، وإنما معاقبة من يخطئ من خلال القضاء وعدم اللجوء لأسلوب تصفية الحسابات»، مبينة أن قناة «دريم» تعد من أول القنوات الخاصة التي قدمت إعلاما حرا وجريئا ورائدا، سارت على نهجه قنوات كثيرة ظهرت بعدها.

كانت إدارة القنوات قد أشارت إلى أنها ظلت تبث برامجها من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي حتى عام 2006 وكذلك من استوديو آخر بمدينة السينما التابعة لمدينة الإنتاج الإعلامي، وأنه نظرا للتوسع في البرامج التي تقوم الشركة بصنعها وبثها واكتسابها مصداقية كبيرة وتحقيقها نسب مشاهدة غير مسبوقة بالقياس بغيرها من القنوات غير الفضائية، فقد رأت إدارة القنوات تجهيز استوديو على مستوى عال من التقنية الحديثة واستثمار ملايين الجنيهات في ذلك حتى تتمكن من تغطية ساعات البث في قناتي «دريم»، وتقدمت بطلب إلى اتحاد الإذاعة والتلفزيون للسماح لها بإنشاء هذا الاستوديو وإرسال الإشارة المتعاقد عليها من استوديو القناة بمدينة «دريم لاند»، وهو الطلب الذي تمت الموافقة عليه.