في بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال.. ألوان وأحلام

انحياز للمستقبل والسلام ومحاكاة الربيع العربي

عبد الله معزي الحربي - الأول (الفئة العمرية 14 ــ 18 سنة)
TT

تحت شعار «ألواننا.. ترسم أحلامنا»، اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال في دورته الثانية، وهو معرض دوري شامل لكل أنواع فنون الأطفال ابتداء من الرسوم المسطحة مرورا بالأعمال المركبة البسيطة وانتهاء بالمجسمات. ورعى الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير، انطلاق فعاليات وحفل توزيع جوائز البينالي، بحضور ممثلي الدول العربية المشاركة، وأكد في كلمته الافتتاحية أن فعاليات بينالي عسير تتجه للعالمية بخطى قوية وواثقة من خلال الإقبال على المشاركة الذي فاق على ما يزيد 2000 عمل فني. وزارة التربية والتعليم في السعودية الجهة المنظمة لبينالي عسير اختارت مدينة أبها السياحية مقرا رئيسيا لاستضافة البينالي، نظرا لما تمتع به من طبيعة ومناخ حيوي للإبداع. ويقام البينالي كل عامين على مركز الملك فهد الثقافي (قرية المفتاحة) التي تقع على أرضها مراسم خصصت لإقامة الفنانين واستقبال إبداعاتهم البصرية، وكان البينالي في دورته الأولي 2010 قد استقبل مشاركات لأطفال من دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، فيما وسعت الجهة المنظمة دائرة المشاركة لكل الدول العربية. وتلقت إدارة البينالي مشاركات من ثلاث عشرة دولة شملت الجزائر ومصر والسودان ولبنان والسعودية واليمن والكويت والبحرين وسلطنة عمان وتونس والإمارات وقطر والأردن. وقد وصل عدد الأعمال التي تقدمت للمنافسة على الجوائز إلى ما يقارب الـ2000 عمل فني متنوع الاتجاهات الإبداعية.

وقد ترأس أعمال لجنة تحكيم بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال 2012 في دورتها الحالية الدكتور خالد البلوشي، مشرف عام الفنون التشكيلية بوزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان، وذلك بعد أن تولى الدكتور وليد العنزي من دولة الكويت رئاسة الدورة الأولى. وقد شارك في تحكيم الدورة الحالية كل من الدكتور ناصر الرفاعي من جامعة جازان، والدكتور علي مرزوق من جامعة الملك خالد، وسليمان الرويشد من وزارة التربية. وتم تحكيم أعمال ذوي الاحتياجات الخاصة وفق معايير جمالية دولية تتناسب وإبداعاتهم. وقال البلوشي رئيس اللجنة عن الأعمال المشاركة لـ«الشرق الأوسط» إنها تركزت حول آمال الطفل العربي في المستقبل خاصة نظرته للسلام، فيما تناولت بعض التجارب تصوير البيئة. وأضاف أن هناك أعمالا تناولت الربيع العربي لا سيما عند أطفال الدول التي شهدت تلك الأحداث. وعن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قال إنهم يرسمون ما يعرفون أكثر مما يرون، فيما هناك فئات عمرية تنتمي أعمالها لفن المحاكاة.

من جهة ثانية، نظمت إدارة البينالي ندوات موازية، من بينها ندوة تدريس المعارف النظرية في التربية الفنية للدكتور أحمد الغامدي، وندوة حول مفهوم المتماثلات في الفنون وعلاقتها برسوم الأطفال لعبير كعكي، وحالات خاصة في التربية الفنية للدكتور خالد المرمش، والورق الفني بين التطبيق والمعاصرة للدكتور أحمد سليمان، والتربية الفنية ورسوم الأطفال للفئات الخاصة للدكتور فهد الشمري، وندوة أخرى حول الصناعات الحرفية وكيفية تطويرها عن طريق الفنون قدمها د.خالد البلوشي تركزت حول أهمية ربط الفنون في بناء شخصية الطفل الثقافية والاجتماعية وضرورة ربط تدريس المادة بسوق العمل مع ضرورة ربطها بالواقع الذي يعيشه الطفل. كما قامت الجهة المنظمة بتكريم ثلاثة من الفنانين التشكيليين السعوديين الذين كرسوا حياتهم في تعليم التربية الفنية، وقدموا خدمات جلية لمدة تجاوزت ثلاثة عقود، وهم كل من الفنان محمد سيام (1954 – 2011) والفنان محمد صندل (1945 - 2012) يرحمهما الله، والفنان عبد الله الشلتي (1952 - ) صالح العمري، عرّاب ومدير بينالي عسير، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة التربية والتعليم سبق أن أسست معرض الرياض الدولي لرسوم الأطفال عام 2005 وشاركت فيه آنذاك ثلاث وعشرون دولة، لكن نظرا للمتغيرات والتحولات الجديدة في المنطقة عملنا منذ 2010 على تأسيس هذا البينالي انطلاقا من تطلعات الوزارة إلى تحويل هذه المناسبة إلى منتدى ثقافي دولي شامل يجمع المتخصصين في التربية الفنية بمختلف أشكالها على منصة واحدة لمناقشة كل المواضيع التي تتعلق بثقافة الطفل والمفاهيم التي تبرز أهمية دورها في المجتمعات المتقدمة». وأضاف «إننا نطمح أن تعزز ثقافة تعليم المهارات الفنية للأطفال ليصبحوا قادرين على التفكير بشكل خلاق، وأن هذه المناسبات واللقاءات تتيح لأطفالنا فضاء من التفكير بشكل يعزز ثقتهم بأنفسهم». وقال «لكي يتمتعوا بمستقبل كريم ينبغي أن يمتلكوا درجة عالية من الثقة بالنفس، وأن هذا لن يحدث إلا إذا أقرت الجهات المختصة في التعليم دعما ماديا ومعنويا غير مسبوق لإظهار هذه المناسبات بأعلى قدر من الحرفية والجودة العالية». وأضاف «اخترنا في هذه الدورة دعوة نخبة من المتخصصين في التربية للنهوض بمستوى الوعي الثقافي، لأهمية الدور الذي تلعبه التربية في عالمنا اليوم».

واختتم العمري كلمته بالقول «كنا نتمنى استضافة الفائزين من الدول العربية لكننا لم نتمكن». وأضاف «نحن إزاء تحديات جديدة، وطموحاتنا وتطلعاتنا أكبر بكثير مما قدمناه»، متمنيا أن «تضاعف الجهات المعنية مخصصاتها من أجل مستقبل أطفالنا». وقد أقيم على هامش هذا البينالي عدد من الورش الفنية شارك فيها عدد من النحاتين، بينهم محمد الثقفي وأحمد الدحيم، وورشة للأطفال أطلق عليها مرسم الأطفال العرب شارك فيها العديد من الأطفال بمختلف أعمارهم. وقد أعلنت لجنة التحكيم أسماء الفائزين بجوائز البينالي في هذه الدورة حسب الفئات العمرية التالية من 6 إلى 9 سنوات، الأول ضي عبد الله من الإمارات، وأحمد بن طالب من السعودية، وبيان حماد من البحرين.. وفي الفئة من 10 إلى 13 سنة فاز كل من منة الله سالم من الإمارات، وفاطمة غازي من البحرين، ومحب نور من السعودية، ومحمد مفلح من الإمارات.. وفي الفئة من 14 إلى 18 فاز كل من جواهر الرقمية من سلطنة عمان، ورهام العتيبي وعبد الله معزي وعبد الرحمن حضراوي وعبد الله محمد من السعودية.. فيما منحت جوائز لجنة التحكيم لبعض المشاركين من بينهم جابر المري من قطر، وإكرام بزيوش من تونس، وعزيزة البرهو من لبنان، وريان الباقر من السودان. وضمت أسماء الفائزين من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة راكان منصور وسالم عسيري وعادل المولد، وجميعهم من السعودية».