المغرب يتذكر 120 سنة من تاريخه.. عبر طوابع البريد

طوابع خاصة تجسد «الرقاص».. وطنجة التي كانت دولية

إصدار جديد للوحة تتكون من 12 طابعا بريديا
TT

احتفى البريد في المغرب بالذكرى 120 لتأسيسه، بإصدار ورقة تذكارية من طابعين بريديين ولوحة تتكون من 12 طابعا بريديا، إضافة لتنظيم معرض للطوابع البريدية تحت شعار «الطابع البريدي.. مجالات للاكتشاف». وتحمل اللوحة التذكارية صورة الملك «مولاي الحسن الأول» الذي تأسس البريد في عهده حيث أصدر أول قوانين للبريد في المغرب. وتجسد هذه اللوحة «الرقاص» (ساعي البريد كما كان يطلق عليه آنذاك) وهو يحمل محفظته الجلدية التي كان يحمل فيها الرسائل. الطابع البريدي الأول للوحة جاء على شكل مثمن ويعبر عن ختم بنفس الشكل الهندسي مع لونه بالأزرق. أما الطابع الثاني فهو له شكل وختم دائريين ولونه بالأخضر، وتبلغ قيمة الورقة التذكارية 26 درهما (ما يعادل ثلاثة دولار).

وتضم اللوحة 12 طابعا بريديا، من بينهم ستة طوابع تمثل أختاما مثمنة مع ألوانها، وستة طوابع بأختام دائرية بألوان مختلفة وتبلغ قيمة الطابع البريدي 3.5 درهما (أقل من دولار). والأختام المستعملة في هذا الإصدار تمثل مدينة طنجة العاصمة الدبلوماسية للمغرب آنذاك، والتي عرفت تأسيس أول مكتب للخدمات البريدية الأجنبية.

وبالمناسبة نفسها نظمت كذلك، ندوة دولية حول الطوابع البريدية، تحت عنوان «تاريخ ومستقبل الطابع البريدي» وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى المئوية للطابع البريدي المغربي.

وعرفت الندوة حضور مؤرخين بارزين وهواة للطوابع البريدية وخبراء عالميين لمناقشة تاريخ البريد المغربي والطوابع البريدية. وألقى عبد الحق المريني مؤرخ المملكة المغربية، عرضا حول «تاريخ البريد بالمغرب» وأكد المريني أن تنظيم وتطوير البريد في بداية القرن العشرين كان يعد مظهرا من مظاهر يقظة المغرب الحديث، مبينا أن تطور هذا القطاع يعد أيضا من بين مظاهر التطور الإداري الذي حدث في المغرب بما في ذلك تنظيم الجيش وإحياء الأسطول البحري وإصلاح الموانئ وتنظيم قطاع الجمارك والاهتمام بالتعليم. وذكر المريني أن أول خدمات بريدية في المغرب بدأت عام 1837 بين طنجة والصويرة، مبرزا أن أول خط بريدي ربط ما بين الجديدة ومراكش يعود إلى عام 1891.

يشار إلى أن أول طائرة بريدية صغيرة تحمل بريدا حطت في العاصمة المغربية عام 1911، وكانت تربط بين مدينتي «تولوز» الفرنسية والرباط.

وأشار المريني إلى أن البريد نظم تباعا مع مرور الوقت بين مدن الرباط والدار البيضاء والصويرة ومراكش من جهة، وبين الرباط وتطوان والقصر الكبير وطنجة والعرائش من جهة أخرى، مبينا أنه تم إنشاء مكاتب للبريد بهذه المدن إلى جانب خواتم مختلفة الشكل واللون لطبع هذه الرسائل.

وأوضح أمين ابن جلون التويمي المدير العام لمؤسسة «بريد المغرب» بأن تاريخ البريد بالمغرب يعود إلى عام 1892 عندما أصدر الملك مولاي الحسن الأول القانون المنظم لأول مؤسسة بريدية بين المدن المغربية، بعد أن كان هذا القطاع حكرا على الأوروبيين.

وذكر التويمي أنه بموجب ذلك المرسوم الملكي، أنجز خاتمان لكل مدينة إحداهما مثمن الأضلاع والثاني دائري الأضلاع، مشيرا إلى أن الملك مولاي عبد الحفيظ أرسى عام 1911 قواعد إدارة بريدية حديثة ضمنت خدمة بريدية منتظمة، وصدر في عهده أول طابع بريدي مغربي عام 1912، كان يمثل صورة «للزاوية العيساوية» في طنجة. ومن جهته قال جون فرانسوا لوجيت ممثل الاتحاد البريدي العالمي في الندوة نفسها، إن الطوابع البريدية المغربية تحظى بمكانة رفيعة بالنظر إلى إصداراتها المميزة، مشيرا إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه لهذه الطوابع هواة جمع الطوابع البريدية.

وفي اللقاء تسلم المغرب الميدالية الفضية لمنافسة الطوابع البريدية المنظمة على هامش المؤتمر الـ25 للبريد العالمي الذي انعقد أخيرا في الدوحة. وتضمن برنامج الندوة الدولية إلقاء عروض حول عدة مواضيع منها «عصرنة البريد المغربي» و«تاريخ المغرب من خلال الطوابع البريدية» و«أنشطة تنمية هواية جمع الطوابع البريدية» و«السلامة والابتكار في الطوابع البريدية» و«دور الصحافة المتخصصة في تنمية الطوابع البريدية».