ملاكمات أفغانيات ينازلن من أجل حقوق المرأة

طموحاتهن تماثل طموحات بنات جنسهن في أي مكان آخر في العالم

فتاة أفغانية تتلقى التدريبات في الملاكمة النسائية في استاد غازي بالعاصمة كابل
TT

ما زالت ممارسة النساء لرياضة الملاكمة أمرا غير مألوف في معظم البلاد ومنها أفغانستان التي تناضل نساؤها وفتياتها من أجل الحق في التعليم والعمل. وكونت اللجنة الأولمبية الأفغانية في عام 2007 أول فريق نسائي للملاكمة في تحد واضح لتقاليد المجتمع المحافظ وفي إطار المساعي الرامية لنيل حقوق المرأة. وعرض في لندن يوم أول من أمس الأحد فيلم عنوانه «نزال من أجل السلام.. ملاكمات كابل» لتسليط الضوء على فريق الملاكمة النسائي الأفغاني.

ووصفت الصحافية ميلاني براون مخرجة الفيلم الفتيات الأفغانيات اللاتي سجلت لمحة عن حياتهن في فيلمها القصير بأنهن «مصدر إلهام» مختلف عن الصور النمطية التي اعتاد الغرب أن يراها عن أفغانستان. وأضافت أن الرياضة «من المجالات القليلة التي تخرج منها قصص إيجابية. أعتقد أننا في إنجلترا اعتدنا أن نرى صور الغبار والحرب».

وتابعت: «أفغانستان فيها أكثر كثيرا مما نراه على شاشاتنا هنا. أنا أردت أن أحكي قصة جيدة.. قصة إيجابية وملهمة. اكتشفت هؤلاء الفتيات ومجموعتهن وفكرت في أن الناس يحتاجون أن يروا ذلك. هذا أمر مهم فما يفعلنه هو مصدر للإلهام».

الفيلم مزيج من الصور الثابتة والفيديو مع أصوات فتيات فريق الملاكمة منها لقطات للاعبات يتدربن في قاعة شديدة التواضع للألعاب الرياضية. ويخوض فريق الملاكمة النسائي الأفغاني مبارياته في حلبة الملاكمة الخاصة بالرجال في استاد غازي بالعاصمة كابل الذي كانت حركة طالبان تنفذ فيه أحكام الجلد والإعدام والرجم.

عرض الفيلم في قاعة بودي استوديو للألعاب الرياضية في العاصمة البريطانية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التمييز ضد المرأة بالتعاون مع جماعة فاوست في شرق لندن الناشطة في الدفاع عن المساواة بين الجنسين. وسيخصص عائد تذاكر العرض للمساهمة في تحسين المنشآت الرياضية الخاصة بالنساء في أفغانستان.

وعبرت مارجريت بوب مديرة بودي استوديو عن أملها في حصول الملاكمات الأفغانيات على قاعة خاصة في كابل ليتدربن ويخضن مبارياتهن فيها. وقالت: «الهدف هو جمع أموال للفتيات في أفغانستان لشراء أدوات أولا ثم حلبة للملاكمة.. لأنهن يستخدمن حلبة الرجال في الوقت الحالي. ثم بعد ذلك نود أن نجمع أموالا لنحضرهن إلى هنا ليتدربن». وأضافت مارجريت بوب: «أن مساعدة الملاكمات الأفغانيات يمكن أن توصلهن إلى الاحتراف». وقالت «ثم بعد ذلك على نفس المسار تعليمهن التدريب حتى يتمكن من زيارة المنازل وتدريب نساء أخريات».

وكانت حركة طالبان تفرض قيودا مشددة على الرياضة والترفيه طوال فترة حكمها التي استمرت خمس سنوات في أفغانستان. وحظرت طالبان رياضة الملاكمة التي وصفتها بأنها غير إسلامية ثم عادت فسمحت بها مع منع توجيه ضربات إلى الوجه. وذكرت ميلاني براون أن طموحات الملاكمات الأفغانيات تماثل طموحات بنات جنسهن في أي مكان آخر في العالم. وقالت: «رغم أن ما يفعلنه يلقى الكثير من الاهتمام إذ يحتمل أن ينظر إليه على أنه أمر سياسي وليس قضية نسائية وأنهن يثرن جدلا بما يفعلنه فالواقع هو أنهن مثل أي بنات في السابعة عشرة من أعمارهن في الكثير من بلاد العالم لا يهمهن سوى أن يتعلمن رياضة ويقضين وقتا طيبا ويلتقين بفتيات أخريات من نفس عمرهن ومن مدارس أخرى والتواصل الاجتماعي وإتقان شيء ما. لكن الأمر أصبح سياسيا جدا عن غير قصد لأنهن اضطررن للتغلب على توقعات المجتمع وتوقعات أسرهن وكثير منهن يواجهن تحديات كبيرة». وذكرت ناعومي جيبسون من الاتحاد الإنجليزي لملاكمة الهواة أن ذلك النوع من الرياضة وسيلة لتمكين المرأة. وقالت المدربة التي تدير برنامجا لتعليم النساء الدفاع عن النفس: «الملاكمة رياضة خاصة جدا ووسيلة لتمكين النساء ربما لا تتيحها أي رياضة أخرى. أعتقد أنها تمنحهن القدرة بصفة رئيسية على الدفاع عن أنفسهن».

وأضافت: «كل هذه الأمور تجربة إيجابية جدا. الفتيات ذكرن في الفيلم أن الملاكمة تمنحهن شعورا طيبا. هذه المشاعر تمنحهن سعادة وقدرة على التحكم وأعتقد أن الملاكمة وسيلة للوصول إلى ذلك لا تتوفر مع أي رياضة أخرى».

وتأمل جماعة فاوست في شرق لندن وقاعة بودي استوديو جمع خمسة آلاف جنيه إسترليني بحلول فبراير (شباط) 2013 لتجديد المنشآت الرياضية الخاصة بالنساء في كابل وشراء أدوات التدريب اللازمة لها. وسوف تستمر أنشطة جمع التبرعات من أجل استضافة فريق الملاكمة النسائي الأفغاني في بريطانيا.